أن نقيم مهرجاناً فنياً ثقافياً سياحياً لا يعني أن نستنسخ عملاً إبداعيّاً آخر، فهذا بعيد كل البعد عن الإحتراف ومصداقية أي مهرجان هادف.


أيّام مضت على فعاليات مهرجان البياف بدورته العاشرة، لا بريق فيه ولا إبداع، فإستنساخ الأفكار بالجملة من مهرجان الموريكس الدور الذي أثبت نفسه خلال 19 عاماً من التكريمات السنوية لأصحاب الإبداع والأعمال الفنية وكبار من الزمن الأصيل، لا يعد مهرجاناً بل نسميه تقليداً.
لو عدنا الى دورة الموريكس الدور العاشرة لأدركنا أن البياف نقل فكرة هذا الحفل تماماً بإعادة تكريم عشر شخصيات كُرّموا سابقاً في المهرجان، ففي الموريكس دور 2010 كرّم الفنانون وديع الصافي، صباح، الياس الرحباني، نور الشريف، جمال سليمان، وروميو لحود...فرقة كركلا وملكة جمال الكون جورجينا رزق، والذين كانت كرمتهم الموريكس دور في السنوات السابقة.
بالإضافة الى أنه منذ انطلاقة الموريكس دور يتم إستدعاء شخصيتين إلى المسرح، منهم سياسيون وإعلاميون ووجوه معروفة، لتكريم الفنان، وهذا ما إستحدثته جائزة البياف وأعلن منظمو بياف أنهم السباقون في هذه الخطوة.
لتكريم النجوم أصول ولياقة إفتقدها مهرجان البياف، ففي هذه الدورة كان الملل سيد الموقف، النسخة العاشرة لم تختلف كثيرا عن النسخة التاسعة، وتكريم الفنان المصري محمد رمضان والنجم التركي باريتش أردوتش لم يأخذا حقهما الكافي من التكريم، كما أن أداء ريما نجيم كان مفرطاً الى حدّ التلعثم والإخفاق في التواريخ والأسماء، فهي بالغت وكعادتها في إستعراضها الأدائي للفت الإنتباه. حفل طويل كمهرجان بياف يحتاج إلى مقدم تلفزيوني محترف وإعداد جيد.
إستحداث بياف فكرة اختيار أفضل إطلالة وأفضل فستان على السجادة الحمراء هي أيضاً فكرة أطلقتها أولاً جائزة الموريكس دور، لا شيء جديداً من حيث التجديد والأفكار الخلاقة.
وأين مصداقية المهرجان حين يصبح تجارياً يكرّم من يدفع له من أجل الدعاية والإعلان، ومنهم أصحاب شركات مجوهرات، وشركات طيران من أجل الحصول على بطاقات سفر مجانية.
كما لوحظ إفتقاد المهرجان هذا العام للنجمات اللبنانيات من الصف الأول، بعدما كانت إعتذرت السنة الماضية النجمة هيفا وهبي عن حضور الحفل.
لوحظ أيضاً غياب الفعاليات السياسية في المهرجان، بإستثناء حضور وزير السياحة أفيديس كيدانيان الذي إستاء بعدما أخطأ د. ميشال ضاهر في لفظ إسمه.
المقاعد فرغت عند الساعة العاشرة مساء، إذ غادر الحضور في وقت مبكر.
أما من ناحية التكريمات، فسنترك لكم الحكم: ريما نجيم مذيعة تكرم نفسها في الحفل، وتكرم زميلها نيشان، وصديقها وائل كفوري، وتمنح صديقتها جيسيكا عزار فرصة تقديم جائزة للـ Unifel، وفي الختام تم تكريم "أيقونة التمثيل" كارين رزق لله و"أيقونة الغناء" لطيفة، أيقونات كما قدمتهم المذيعة.
أخيراً، نتمنى على أصحاب الجوائز التكريمية أن يشكلوا لجاناً متخصصة لإختيار الأسماء التي تستحق التكريم، ولإنجاح مهرجاناتهم التكريمية.