هو شاب لبناني آمن بموهبته كما آمن بوطنه لبنان، قرر أن يخرج عن صمته ويرتفع بإبداعه نحو القمة برسالة إنسانية إجتماعية عنوانها العالمية.


روني حلو مصمم أزياء لبناني استطاع أن يوصل قضية النفايات في لبنان نحو الصحافة العالمية، من خلال إقامة جلسة تصوير خاصة بمجموعة بين النفايات.

الصحافة العالمية كتبت، دعمت، وأوصلت رسالة هذا الشاب نحو البلدان، فكان من واجبنا أن نجري محادثة إعلامية يروي فيها روني تفاصيل هذه القصة، وإلى أين سيصل؟ هل أراد تشويه صورة بلده في الخارج أم تحسينها؟ فما هي النيّة؟

من يكون روني حلو؟
روني حلو شاب يبلغ من العمر 26 سنة من لبنان، وهو من عائلة عادية، ومناصر لحقوق الإنسان والبيئة والحيوان .
يهمني أن أترك طابعاً إيجابياً على كل شيء حولي، وأنا إنسان لديه نظرية: "افعل خير تجده".

من أين استوحيت مجموعتك ولماذا اخترت تحديداً مكب النفايات لتصوّرها؟
عرضت هذه المجموعة أثناء مشاركتي في مسابقة International Fashion Showcase الشهر الفائت في لندن، وقد تأهلت في هذه المسابقة التي كنت أمثّل فيها لبنان والوطن العربي.
في المسابقة كان من المفترض أن نختار موضوعاً محدداً، وأنا في طبعي شخص ناشط بيئياً، إنساني، ومدافع عن حقوق الحيوانات، لذلك قررت أن أتكلم عن أزمة النفايات في لبنان، وكيف يمكن أن تتم معالجة هذه القضية.

قررت أن ألجأ إلى أقمشة كنا نستوردها من إيطاليا سابقاً، بعكس اليوم الأقمشة كلها مصنوعة في الصين، وبحثت عن ذلك عند تجار قدامى.

كناشط تعلمت أنه عندما تهاجم الناس لا يتقبلونك، فيجب أن توصل لهم الرسالة بطريقة "سلسة"، لذلك قررت أن أصور المجموعة على جبل النفايات في صيدا، لكي أجعل الناس يرون أن الأزياء جميلة ولكن أنظروا إلى الدمار خلفنا، ومن هنا أتت الفكرة.

عادة أهل الفن وكل من يمثّل لبنان يحاول إيصال أجمل صورة عن بلده، أنت قمت بالعكس، ألم تخف من الانتقادات أو ألم تتلق أي اتصال من وزارة السياحة في لبنان؟
صراحة أنا من الأشخاص الذين لا يحبون أن يختبئوا وراء أصبعهم، أكثر من 30 سنة ونحن نحاول إيصال أجمل صورة عن لبنان وهذا الأمر في المستقبل يؤدّي إلى إغراقنا في الفساد أكثر.

لا أعلم إذا حاول أحد الاتصال بي وأنا لا أمانع ذلك، فبالنهاية نحن نفتخر بالأمور الإبجابية التي نعمل عليها عن لبنان، ولكن لا يجب أن "نضحك" على أنفسنا ونظهر للناس أننا لا نعاني من أية مشاكل؟!

النفايات هي مشكلة بيئية يعاني منها كل العالم وليس لبنان فقط، وإذا لا نستطيع إيجاد حل لذلك فيجب وبكل فخر طلب مساعدة من الخارج.

كشعب يجب أن نشكّل وسيلة ضغط على الطبقة الحاكمة، لإيجاد الحلول اللازمة.

قلت في تصريحك مع الصحف العالمية إنهم أرادوا معرفة المزيد عن مشروعك..
قلت تحديداً إن اللبنانيين لم يندهشوا، لأنه للأسف ما زلنا نختبئ وراء أصبعنا، ففي الخارج اندهشوا بهذا النشاط، فالفكرة وصلت إليهم بطريقة سريعة بعكس اللبنانيين الذين علقوا أغلبيتهم حول: "شو صاير عليك لي بالزبالة؟"، فالناس لم يفهموا الرسالة بشكل سريع، واعتقد أن هذه هي مشكلتنا في لبنان نحاول التهرب من مسؤولية هذه القضايا.

وسأخبركم عما حصل معي في لندن لتروا الفرق مع لبنان، فالشعب في لندن متصالح مع نفسه فكلهم مدّوا يد العون لي بتقديمهم أفكار تساهم بدعم المشروع، بينما في لبنان كانوا سلبيين، وكان لديّ خيبة أمل لأن الناس ما زالوا غير واعيين.

ما هي القضية الأخرى التي تريد تسليط الضوء عليها؟

كنت في قطر وربحت جائزة الـ Fashion Trust Arabia عن فئة الألبسة الجاهزة، والأموال التي حصلت عليها سأدعم فيها مشروعي، وأشتري أقمشة صالحة للبيئة. بالإضافة إلى أنني سأدعم الدراسات المجانية لتصميم الأزياء لأنني سبق ودرست مجاناً.

اليوم تواجد اسمك بعنوان مرتبط بالنفايات، ألم تخف من المستقبل أن تبقى هذه العناوين طابعة في أذهان الناس؟

بصراحة أبداً ليس هناك أية مشكلة، فهذا أمر لا أستحي منه، فأنا مناصر لديه مبادئ.