هو مخرج لبناني إشتهر بالعديد من الأعمال المميزة إن كانت الدرامية أو السينمائية، فحقق إسماً كبيراً في صناعة الأعمال الفنية في لبنان.

يتكل المخرج سمير حبشي بكل أعماله على الممثل الحقيقي، يعترف أنه لا يحب النجوم لأنهم نجوم بل يحب الممثلين الجيدين، وهذا ما أثبته في مسلسل "ثواني" الذي يعرض حالياً ويحقق نسب متابعة عالية.

يؤكد حبشي إبن دير الأحمر أن عوامل نجاح العمل عديدة لكن أبرزها خلطة الممثلين الذين أختارهم شخصياً، فيصف عمار شلق بالعملاق، وريتا حايك بالممثلة المثقفة، ويعد الجمهور بأن تكون ستيفاني عطا الله نجمة المستقبل.

موقع الفن تواصل مع المخرج سمير حبشي وكان لنا معه اللقاء التالي:

كيف ترى أصداء مسلسل "ثواني"؟

أسمع الكثير من الأصداء الإيجابية وخاصة من جمهور لأول مرة يشاهد دراما لبنانية، وهذا الأمر يسعدني بشكل كبير.

الجميع يثني على دقة إختيار الممثلين؟ هل أنت من اخترتهم بشكل كامل؟

نعم بكل تأكيد..خضعوا جميعهم لكاستينغ وهي عملية إخراجية بحتة، وأنا من اخترتهم.

لو غاب أي ممثل من المجموعة هل ستكون هناك نقطة ضعف؟

لا أعتقد ذلك، المفروض على كل ممثل أن يؤدي دوره بالشكل المناسب، جميعهم يملكون إدارة مميزة لمواهبهم، ولو لم يكونوا صادقين بأدوارهم لما نجحنا.

قمت بنقلة نوعية مع عمار شلق بالشكل والدور، كيف تصفه؟

عمار عملاق، ممثل من طراز عالمي، عملت معه في "ورد جوري" وكان دوره الشاب المحترم والمهذب، وفي مسلسل "ثواني" قدم شخصية سائق التاكسي "الجلق"، الدوران مختلفان لكنه تألق فيهما، دور "رائد" في "ثواني" الذي أُسند لعمار شلق كان مكتوباً بشكل جيد، وقدمه بشكل رائع، هو ممثل من الطراز الثقيل.

يوجد ممثلون يقدمون أدواراً تشبههم مثل الفتيات الجميلات، اللواتي لو قدمت لهن دوراً آخراً بعيداً عن فكرة الجمال لن يستطعن تقديمه، لكن عمار ممثل حقيقي وبرهان ذلك أنه يتقمص أي شخصية يطل بها ويقدمها بحرفية عالية.

يقولون أن الدراما مرآة الواقع وأجمل ما في "ثواني" أنه واقعي هل توافق هذه النقطة؟

واقعية الممثلين في "ثواني" أساسية، السيناريو واقعي الى حد كبير ويشبه الواقع اللبناني، وجميع الممثلين حاضرين لهكذا عمل، وأنا أقول "المسلسل كتير قوي بالممثلين المشاركين فيه".

في حوار سابق قالت لي ريتا حايك أن لديها نقطة ضعف على أعمال سمير حبشي، بماذا تصف ريتا؟

ريتا من الممثلات الحقيقيات، هي ليست ممثلة جيدة فحسب هي إمرأة مثقفة وهي ممثلة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ريتا تعمل على الشخصية والكاركتير، والثقافة مهمة كثيراً للممثل، وريتا تملك ثقافة كبيرة لذا تنجح بتجسيد أدوارها لأنها تدرس الشخصية من كامل النواحي.

البعض يقول إن ريتا تميزت بالبساطة أما عمار شلق فتميز بعمله على الشخصية والكاركتير، هل هذه الخلطة خلطة كاتب أو مخرج؟

الكاتب يسلمنا السيناريو، أما التنفيذ يبقى للمخرج وللممثلين.

تدخلت بالنص؟

كلا لم أتدخل، لكن هناك أشياء تخرج منا أثناء التصوير خاصة مع عمار شلق كنا نخترع بعض الأشياء لنضيف للشخصية وليس لنخرج عنها، كان هدفنا أن يصل السيناريو المكتوب الى الشاشة بشكل جيد، فعندما نضيف أي تفصيل يكون شيئاً إيجابياً .

بعد "ثواني" هل توافق أن كلوديا مارشليان وسمير حبشي و"إيغلز فيلمز" طريق جديد للدراما اللبنانية؟

"هلق مش كل واحد نجح مرة يقول نحن اللي اخترعنا الدراما، هالقصة فيها شوية ادعاء!" أنا اقول بصراحة قدمنا عملاً مميزاً وسنسعى أن نقدم أعمالاً أخرى بشكل جيد أيضاً، سبق وقدمت مع كلوديا العديد من الأعمال التي نجحت ونسعى أن نستكمل نجاحاتنا.

وأحب أن أضيف شيئاً "الدراما تتطور بشكل جيد بسبب عوامل الإنتاج والتوزيع والممثلين وغيرها ولسنا نحن السبب بهذا التطور بل نحن جزء من أسباب التطور".

البعض يقول إن نزوح الممثلين والمخرجين السوريين إلى لبنان رفع مستوى الدراما اللبنانية.. ما هو رأيك؟

جوابي ببساطة، مسلسل "ثواني" لا يوجد فيه ممثلون سوريون، هذا أبسط جواب لأقول لك إن النزوح الفني السوري لا علاقة له بتطور الدراما اللبنانية، هم أثروا بالأعمال المشتركة، لكن بلا شك يوجد ممثلون مبدعون في لبنان، وثاني برهان أن مسلسل "أسود" الذي أعمل عليه هو عمل لبناني صرف، وليس لدينا عقدة نقص من أحد، يوجد ممثلون سوريون مميزون تماماً كما يوجد ممثلون لبنانيون مميزون، ويوجد في الطرفين ممثلون ومخرجون وسط.

"الخلطة" اللبنانية السورية "حلوة"، ويا ليت العالم العربي كله يصبح سوقاً واحداً للدراما.

هل صراع القنوات اللبنانية يؤثر على نجاح العمل الدرامي؟

كل قناة تعمل لمصلحتها، والجميل أن كل المحطات اليوم تتنافس بالدراما وهذا أمر مميز، وإن شاء الله الجميع يقدم أعمالاً أفضل وأفضل لأن المنافسة تعود بالفائدة على الجميع.

ليس من المفروض أن نقدم عملاً يشاهده الجميع، نحن نتمنى ذلك لكن صراع المحطات بأعمال درامية صراع طبيعي ويصنع المنافسة لتحسين الأداء.

بمناسبة حديثك عن المنافسة.. بالتزامن مع عرض "ثواني" توجد أعمال تعرض على شاشات أخرى هل خفت من المنافسة؟

لم أشاهد الأعمال الأخرى لكني سمعت من الناس أن "ثواني" أهم من غيره، لذا نترك الحكم للمشاهدين.

من يتابع العمل يجد أن ستيفاني عطا الله هي المحرك الخفي لأحداث العمل وهي البطلة الخفية أمام عمالقة بالتمثيل..كم راهنت عليها؟

ستيفاني عطا الله راهنت عليها من أول لقاء بيننا، كان اللقاء مدته ثلاث دقائق فراهنت عليها وأشركتها في "ورد جوري"، وكنت أعلم أنها ممثلة "فظيعة" وممتازة وهي نجمة المستقبل، ولا يضاهيها أحد من هذا الجيل.

بالمسلسل والشخصيات لم يعد هناك نجم، يوجد ممثل حقيقي يؤدي دوره بحرفية، ولا يهمني إذا كان نجماً أو لا، المهم بالنسبة لي أن يكون ممثلاً يعطي الدور حقه، أنا حقيقة لا أحب النجوم، عمار شلق نجم كبير لكنه ممثل يؤدي دوره بإتقان كما أن ريتا نجمة لكنها أيضاً ممثلة محترفة، كما ختام اللحام ونيكولا مزهر وفادي إبراهيم وكل المشاركين بالعمل، هؤلاء ممثلون حقيقيون يعرفون ماذا تعني كلمة "دراما" وماذا تعني كلمة "شخصية" وكيف تحضر لها، يفهمون على المخرج ولا يأتون ليظهروا جمالهم بل ليظهروا مهنيتهم، وأنا صراحة شعرت بمتعة عالية أثناء تصوير "ثواني" مع هؤلاء الممثلين.

اين أنت اليوم من السينما؟

أعمل على مشروع جديد، في الصيف أو في شهر تشرين سوف نبدأ به.

هل تجد أنه تحد سهل أم صعب خاصة بعد ازدهار الأعمال السينمائية اللبنانية؟

لا أفكر بشباك التذاكر أفكر أن أقدم فيلماً حقيقياً يعبّر عن مشكلة ما في هذا البلد، أنا أقدم أفلاماً جدّية لا تجارية، لذا انتاج نوعية هكذا افلام صعب جداً، وأنا أمارس الدراما إنتظاراً لفيلم جديد، أنا مخرج سينمائي ودخلت بالصدفة على الدراما لأنه لا توجد شركات إنتاج سينمائية، واضطررت أن أمارس مهنيتي في الدراما بإنتظار إنتهاز الفرص لأقدم أعمالاً سينمائية، قدمت أكثر من فيلم مثل "نذيرة جنبلاط، الإعصار، مشوار، دخان بلا نار"، وأنتظر عملي الجديد الذي كلمتك عنه وهو يحمل إسم "العقرب" وسيكون إن شاء الله خلال هذا العام .

هل اخترت أو تفكر بمن سيكون الممثلون المشاركون في العمل؟

كلا، أعمل الآن على الإنتاج وعندما ننتهي من هذه النقطة سننتقل الى النقاط التالية، وبالمناسبة أبطال العمل سيكونون أطفالاً.

ماذا عن أعمالك الجديدة غير "العقرب"؟

أصور حالياً مسلسل "أسود" وسوف يعرض في الموسم الدرامي خلال رمضان المقبل.