تجتمع عائلة وأصدقاء وزملاء المخرج و الكاتب جلال خوري الليلة عند السابعة مساءً في مسرح المدينة للمشاركة في ذكرى وفاته السنوية.

سيتضمن الحفل قراءات لمقاطع من مسرحياته و عروض مشاهد منها لاسيما فيلم وثائقي عن الكاتب والمربي الكبير من إخراج هادي زكاك. و كان جلال رائد المسرح السياسي في العالم العربي وله العشرات من المسرحيات. وكان قبل وفاته يعمل على مسرحية عن شخصية "سارغون" السامري و عن التوحيد و ولادة الفرد.

جلال خوري الحائز على رتبة شوفاليي (chevalier des lettres et des arts) كرم من السفارة الفرنسية سنة ٢٠٠٤، و لم يكرم من الدولة اللبنانية إلا ما بعد وفاته. ففي هذا البلد الحزين نقتل رجالاتنا الكبار مرتين. و لولا جهود عائلته و أصدقائه بإنجاز هذه الخطوة لتذكار أعماله و شخصه، لبات جلال خوري، العملاق و الموسوعة و المبدع، مجرد كتاب على رفوف مكاتب بعض المثقفين في لبنان و العالم العربي. من "جحى في القرى الأمامية" إلى "الرفيق سجعان" وصولاً الى "خدني بحلمك مستر فريد" (العنوان الذي استعصى لفظه على عدة مذيعات لانعدام ثقافتهن)، عبر جلال خوري عن هواجس شعب مقهور ووطن مجروح وطبقات إجتماعية مهمولة. فكم ريمون جبارة، زياد بو عبسي، يعقوب الشدراوي، بيرج فازليان و جلال جوري يحتاج هذا البلد للاستيقاظ لنسف طبقة سياسية فاسدة و نفض الغبار عن حروبه العبثية و فقره المعتمد وفساده المشرع وظلم أبنائه.

و إن لم يأخذنا "مستر فرويد" في حلمه و لم يرأف بنا "فخامة الرئيس" و تباركنا "هندية"، فسلامٌ على بلد و رحم الله أمثالك يا جلال.