بحضور ممثلة وزير الثقافة غطاس خوري السيدة آن ماري عفيش وسفير بلجيكا لدى لبنان هوبير كورمان ورئيس المؤسسة الفنان التشكيلي جان بوغوصيان ومديرة المؤسسة في بيروت ماري بوغوصيان سلامة، وحشد من الشخصيات الثقافية والتربوية ووفد كبير من العاملين بالحقل الثقافي في بلجيكا، احتفلت مؤسسة بوغوصيان للفنون بتوزيع جائزة الفنانين اللبنانيين الشباب التي تمنحها سنوياً، في "فيلا عوده" في بيروت.

ومنحت جائزة أدب الناشئة التي تعطى بالشراكة مع جمعية السبيل للمكتبات العامة للكتب المنشورة باللغة العربية وتستهدف الفئة العمرية بين 12 و14 سنة، الى نسيمة علوان عن مخطوطة بعنوان "هاشتاغ نمرود"، والى محمد اسماعيل عن مخطوطة بعنوان "ثائر". وفاز كل منهما بـثلاثة آلاف دولار. وكانت لجنة التحكيم التي وصلها 62 كتاباً منشوراً و13 مخطوطة، مؤلفة من جورجيا مخلوف ونجلاء جريصاتي خوري وبولل مطر وعبيدو باشا.

بينما منحت جائزة الرسم الى سيرج مانوكيان (25 عاماً)، وقررت اللجنة منح الرسام سعد محمد إقامة فنية في "فيلا أمبان" في بروكسيل فقط، تشجيعاً لإبداعه، مع العلم ان الاثنين متخرجين من كلية الفنون – الجامعة اللبنانية. أما جائزة التصميم فمُنحت الى تالا صفية الصبية العشرينية الموهوبة التي نشرت تصاميمها في مجلات أجنبية شهيرة وتعيش في نيويورك، وقد شاركت في استوديوهات دولية منها "Tumo center for creative technologies" في أرمينا، على رغم صغر سنّها. ونال الجائزة عن فئة الرقص المعاصر شارلي برينس اللبناني الكندي الذي يعيش في أمستردام حالياً، وشارك في مهرجانات دولية عدة منها مهرجان "بايبود" اللبناني. أما اللجنة التي حكّمت في هذه الجوائز فهي تألفت من خبراء وفنانين دوليين هم كريستيان برنارد، كارينا الحلو، ميشيل مالك، جان مارك بونفيس، وقد تولت لوما سلامة مديرة "فيلا أمبان" في بروكسيل رئاسة اللجنة.

وقد منح وليد مونّس وغسان حلواني جائزة "سينما من القلب" التي تعطى بالشراكة مع "مؤسسة سينما لبنان".

بداية رحّبت ماري بوغوصيان سلامة بالحضور وعرّفت بالجائزة التي عادة تُمنح في فئات الرسم والتصميم والرقص وأدب الاطفال. وقالت إن المؤسسة التي تتخذ من بروكسيل مقراً لها قررت إضافةفئة السينما الى الجائزة بالشراكة مع "مؤسسة سينما لبنان". ويمنح كل فائز مبلغاً من المال قدره 10 آلاف دولار أميركي (في حالة الأدب هذه السنة هناك استثناء منحنا 3000 لكل فائز فقط)، إضافة الى إقامة فنية في "فيلا أمبان" تُتيح للفنان زيارة متاحف المدينة ومحترفاتها وغاليريهاتها وفضاءاتها الثقافية. وأفادت ان الجائزة التي تمنح منذ العام 1992 أعطت فرصاً مهمة لشباب لبنانيين موهوبين ليعرضوا أعمالهم في أوروبا وليتبادلوا الخبرات مع فنانين عرب وأجانب في فضاءات بروكسيل التي يقضي كل فائز فيها شهراً على الاقل، ومنهم من أصبحت أسماءهم اليوم عالمية. وأشارت الى أن دعم هؤلاء الشباب وإيصال أفكارهم وتنمية مواهبهم هو هدف هذه الجائزة التي نحتفي بالفائزين بها اليوم.

ثم قيّمت ممثلة وزير الثقافة السيدة آن ماري عفيش هذه المبادرة، وشكرت مؤسسة بوغوصيان على "حرصها ودعمها الدائمين لمشاريع تربوية وفنيةوثقافية،فهي تُجسّد قناعتها المُتَرَسّخة بدور الشباب وإبداعاتهم للنهوض بالمسيرة الثقافية للوطن، كما أنها تعمل بإستمرار على أن يكون لبنان مركزاً محورياّ للفكر والفن". كما هنّأت المؤسسة على "جهدها المتواصل وإسهامها الكبير في هذه الرسالة الثقافية والتربوية التي من شانها تطوير وتنمية ملامح مجتمعنا اللبناني ومدّ الجسور لتلاقي مختلف الحضارات والثقافات".

أما رئيس جمعية السبيل الدكتورة مود إسطفان، فعّرفت بالجمعية التي تأسست منذ 20 سنة بهدف نشر عادة المطالعة وتأمين وصول الجميع الى الكتاب والى الثقافة عبر المكتبات. وقالت: "لنا الشرف ان نتعاون مع مؤسسة بوغوصيان لاطلاق جائزة لأدب الناشئة التي هي الآن في سنتها الثانية". وأشارت الى عدد الكتب المرشحة كان ضئيلاً نسبة الى الفترة الزمنية الواسعة المعتمدة بين 2012 و2018، ولا يمكن اعتبار 62 كتاباً و13 مخطوطة، عدداً يمثل الانتاج النشري خلال 6 سنوات. أكدت ان المخطوطتين اللتين نوّهت بهما اللجنة وستدعم "السبيل" نشرهما، تميزتا بالابتكار في الأسلوب الروائي وبالموضوع المعالج".

أما مايا دو فريج مديرة "مؤسسة سينما لبنان"، فتحدثت عن أهمية الالتفات الى السينما في لبن كصناعة بناءة خصوصاً بعدما وصلت أفلام لبنانية هذه السنة الى الأوسكار ومهرجان كان. واعتبرت ان الاستثمار بالفن مبادرة تستحق العمل لأجلها مع مؤسسة مثل بوغوصيان.

وبعد تسلمّ الجوائز، شكر الفائزين والذين حضروا باسمهم (مثل أم شارلي برينس وزوجة غسان حلواني وأم تالا صفية) المؤسسة على دعمهم ودعم الفن في لبنان.