شهدت بلدية بلدة الحدت، افتتاح معرض "صدى الايام"، للآنسة هدى بترو الحاج، برعاية رئيس البلدية الاستاذ جورج ادوار عون، وحضور عدد من الشخصيات وفعاليات المنطقة ولفيف من العائلة والاصدقاء والوجوه الاعلامية وكل من ينتظرون اعمالها التي تحمل الابتكار والتميّز والذوق الفنيّ الراقي.

قاعة المؤتمرات في القصر البلديّ، استقبلت هذه المناسبة، حيث توزعت اعمال هدى ولوحاتها في ارجاء المكان الفسيح الذي ضم الى المعروضات الرائعة المنوعة بين اكسسوارات وشراشف وطاولات بأحجام وانواع مختلفة وانما تجمعها انامل هدى التي رسمت عليها اجمل الرسوم والتي تعبّر عن ذوقها الرفيع، توزعت باقات الازهار المنوعة بأشكالها والوانها والتي قُدمت الى صاحبة الدعوة تعبيرا عن الحب والاعجاب والتمني بالتوفيق. ولعل أجملها تلك التي قدمها رئيس البلدية والتي تميزت بضخامتها وتشكيلة الازهار والورود التي تضمنتها لتبدو وكأنها مرج ربيعي يحمل جمال الطبيعة اصدق رسالة دعم وتشجيع لها في هذا الطريق الذي اختارته بعيدا عن التعليم الذي امتهنته لمدة طويلة من الزمن.

قصة هدى الحاج مع هذا النوع من الفن، هي قصة براعم اختبأت داخلها الا انها كانت تعاين وتراقب وتتشربّ من ذلك النبع الذي انساب ذوقا وفنا واعمالا جميلة كانت تخرج من بين يديها، ونقصد والدتها التي لم تكن تترك مناسبة مهما كان نوعها ان تمر من دون ان تخصص لها الزينة المناسبة والضيافة والزيّ واللوك العام، لقد أوجدت ما بات يُعرف بالـ theme حين لم يكن بهذه الاهمية في المناسبات كما هو اليوم. وما حفظته البراعم في داخلها، تفتّح موهبة معلنة عن وجودها وبقوة وفي جهوزية لان تُطلق كل ما لديها من براعة وابتكار وحداثة فيالشكل والمضمون تتجلى في كل اعمالها الفنية بكل اشكالها.

موقع الفن، حضر المناسبة وكانت له مقابلة خاصة مع هدى الحاج

منذ متى وانت في هذا المجال، وتحديدا متى اكتشفت هذه الموهبة لديك؟
الموهبة موجودة منذ زمن طويل الا انني في هذا المجال تقريبا منذ العام 2009، حين قررت ان اترك مجال التعليم لاعمل في الرسم وافتتحت مشغلا اسميته "زخارف"، وحينها كانت الانطلاقة الحقيقية لي في هذا المجال. ويمكن القول انني من حينها بدأت اسلك الدرب الذي اختارته موهبتي لان موهبة الرسم موجودة لديّ منذ ان كنت صغيرة.

كم معرضا اقمت حتى اليوم؟
أقمت ستتة معارض كبيرة، اضافة الى معارض صغيرة وبعض المشاركات هنا وهناك.
وبالطبع، لكل معرض اسمه الخاص الذي أُطلقه عليه وِفقا لما يتضمنه وما يحمله من اجواء.

معرضك هذه المرة يحمل اسم " صدى الايام"، أخبرينا عنه؟
هذا المعرض هو حصيلة سنة ونصف من العمل ولهذا السبب اطلقت عليه تسمية "صدى الايام" “timeline” ، وهو مستوحى من فكرة واحدة أُطبقها بعدة اشكال وعلى عدة اصناف، في ما المعرض السابق استوحيته من الموسيقى والربيع والازهار.
في معرضي هذا هذه المرة، رغبت بجمع حصيلة عمل طويل في معرض واحد لهذا اسم "صدى الايام"، يأتي مناسبا له بكل ما للكلمة من معنى.

ما هي الاصداء حول اعمالك؟
هناك الكثير من القبول وخصوصا في ظل التنوع الموجود، فإضافة الى اللوحات، أعرض الكثير من الاكسسوارات كما انني ارسم على الخشب وعلى الطاولات وعلى البلاط وعلى الحديد، هذا الى جانب الاشغال اليدوية من شراشف وغيرها. هناك تنويع واختلاف في اشكال الرسم الا انه هو الاساس الذي تنطلق منه الاعمال باشكال والوان واصناف منوعة ومختلفة.وفي ظل كل هذا التنوع لا بد من ان يجد الناس ما يعجبهم. وبالطبع هذا ليس هدفي من التنويع الذي أقدمه بل لأنني اهوى ذلك وانقل هوايتي الى اعمال مختلفة تساعد في مجال العمل الذي اقوم به.

وهل يمكن القول إنك تمكنت من تحويل موهبتك باتجاه "البزنس"؟
بدأ الامر كموهبة تحولت الى بزنس صغيرة، والاتكال كبير ايضا على الاعمال التي اقوم بها تحت الطلب، اي الـ customized items، من حيث الالوان والموديلات وقياس اللوحات مثلا وغيرها من الامور التي يطلبها الزبائن بمعايير معينة.

وهل من صعوبة في تنفيذ ما يطلبه الزبائن؟
كلا ابدا، استمع منهم الى ما يريدونه تحديدا والى فكرتهم وآخذ منهم كل التفاصيل لأُنفذ التصميم الأوليّ، وحين يرونه اما يعجبهم فأضع اللمسات الاخيرة عليه قبل تسليمهم إياه، او لا يعجبهم فأضمه الى مجموعة اعمالي من دون ان يكونوا مُلزَمين بشرائه.

وماذا عن الاسعار؟
اسعار ما هو تحت الطلب تختلف بالطبع عن الموجود، ولكنني اراعي الجميع، "في اخد وعطا متل ما بيقولو"، ما من سعر واحد نهائي لديّ يجب الالتزام فيه، ولكن بالطبع من دون ان ننسى سعر المواد من حيث الكانفات والتلوين والمواد الاولية من خشب وحديد وكل المواد الاولية التي استخدمها في عملي والتي هي بالاجمال مكلفة. الاسعار مدروسة ومعقولة وبمتناول من يحبون هكذا اعمال في منازلهم، والجميع يعلم ان قيمة القطع ذات الصنع اليدوي هي ذات خصوصية كبيرة ويمكن ان يحصلوا على القطعة نفسها اذا لم تكن من صنع يدوي بسعر اقل، ولكن ان تطلبي غرضا معينا بشكل ورسم ونوع وتصميم خاص، فان هذا يُدخل الفرح الى قلب الزبون لانه يحصل على ما يريده تماما كما يريده، وهذا له ثمنه الذي ادرس دائما ان يكون مقبولا.

وتتابع، من المهم الاشارة الى ان الاصناف الـHAND MADE (ذات الصنع اليدوي)، تتطلب جهدا ووقتا اطول عادة ولهذا السبب يختلف سعرها عن تلك التي اعدها من تصميمي الخاص، هي تتطلب حوالي اسبوع من الوقت والعمل احيانا ليلا نهارا لتلبية الطلب وتسليم العمل المطلوب في وقته.

هل يساعدك احد في عملك؟
كلا بل اقوم بكل العمل بنفسي.

لو اردنا اختصار الاعمال الموجودة في معرضك اليوم، ما هي؟
هناك لوحات تجسد مرور الايام والوضع النفسي الذي واكبها. واحيانا المواد تفرض تنفيذ عمل معين من اكواريل الى اكريليك وما الى هنالك. اضافة الى اكسسوارات للمنزل من طاولات باشكال واحجام وانواع وتصاميم مختلفة، وشراشف مع رسوم عليها ومرايا، هناك الكثير من التنوع في المعروضات التي تجمع في ما بينها، انها كلها صناعة يدوية.

ما هو أقصى طموحاتك في هذا المجال من العمل الفني؟
ان يكون لديّ المشغل الخاص بي مع صالة عرض دائمة تابعة له، كي اعرض اعمالي فور انتهائي من العمل فيها.

هل تسافرين وتعملين على تثقيف نفسك في هذا المجال الذي يتطلب ذوقا رفيعا وتنوعا في الافكار والابتكار؟
بالطبع، أحضر المعارض حيث ما كانت واعمل دائما على تجديد نفسي وافكاري وابتكار كل ما هو جديد ومختلف ومميز.