الملكة نفرتيتي هي زوجة للملك أمنحوتب الرابع أو أخناتون وهو فرعون من الأسرة الثامنة عشر الذي حكم البلاد في الفترة من 1336 إلى 1353 قبل الميلاد، واتجه إلى عبادة الشمس وأطلق عليها اسم آتون، ما يمثل علامة فارقة في تاريخ الأديان المصرية، إذ كان فراعنة مصر يعبدون آلهة تتوارثها الأجيال من قبل إخناتون، وهي أيضا حماة الملك توت عنخ أمون ذكر في بعض المصادر التاريخية أن نفرتيتي هي إبنة قائد الجيوش آي ، ولكن آي لم يذكر أبدا انه أبو الملكة نفرتيتي ، بالرغم من وجود بعض المصادر التي تؤكد أن صورة أخت الملكة نفرتيتي "موت نوتجمنت" زينت قبر آي ، عاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

​​​​​​بطاقة تعريف

وتعد نفرتيتي واحدة من أقوى وأشهر النساء في مصر القديمة ، ويعني اسم نفرتيتي ” أتت الجميلة ” كانت لها مكانه كبيرة في عهد زوجها وبعد وفاة زوجها لم تعش سوى فترة قصيرة ، انتزعت مكانة دينية متميزة عندما نصبت كاهنة تقدم القرابين للإله آتون. وبعد خمس سنوات من حكم إخناتون، أصبح الإله آتون هو الأكثر شعبية بين المصريين القدماء مع تراجع في شعبية باقي الآلهة بينهم، فهجروا معابد الدولة القديمة ليستغل إخناتون ساحاتها في بناء مدينة أخيتاتون التي احتلت منطقة تسمى في الوقت الحالي "تل العمارنة". واستمرت نفرتيتي في لعب دور ديني بارز لتحتل المقعد النسائي الوحيد بين كهنة آتون.

ويعتقد بعض المؤرخين أنها والدة الملك توت عنخ آمون مستندين إلى أن الفرعون الصغير تسلم منها الحكم، وبعد وفاتها تم تشويه تماثلها ومحو أسمها من التاريخ كما حدث مع زوجها بعد وفاته وقد أنجبت نفرتيتي من أخناتون ست بنات هن: ميريت آتون وقد ولدت في طيبة قبل الانتقال إلى أخت أتون، مكت آتون، عنخس إن با آتون والتي تزوجت من توت عنخ آمون، نفرنفرو آتون تاشيري، نفرنفرو رع،ستب إن رع.

إيمانها بزوجها ودعمها له

كانت الملكة نفرتيتي تساند زوجها أمنحوتب الرابع ومحبة له وتقدم له الدعم دائما ، وهي أول من آمن باله زوجها الجديد الإله آتون التي تكمن قوته داخل قرص الشمس ، والدليل على إيمانها الكامل بالدين الجديد لزوجها أنها قامت بتغير إسمها الى “نفرنفراتون نفرتيتي” وذلك ليتناسب إسمها مع عقيدتها الجديدة ، ويعني هذا الاسم آتون يشرق لان الجميلة قد أتت ، بالإضافة إلى دعمها له في عبادة الاله الجديد قامت بدعمه في كافه نواحي الحياة فكانت تسانده في الإصلاحات الإدارية والدينية والاجتماعية ، وكانت تقدم له العون والمشورة ، وظهرت معه في كافة الاحتفالات والطقوس الدينية ، وشاركته في الاحتفالات التي كانت تقام بعد النصر على الأعداء.

نفرتيتي كانت مصرية بشرتها بيضاء وليست نوبية

كثرت الأقاويل حول نفرتيتي ؛ فالأكراد قالوا إنها حفيدة لأحد ملوكهم، أما الأفارقة فقد نسبوها لهم، بجانب شعوب أخرى".

أما ما نعرفه عن نفرتيتي اليوم، هو ما دُوِّن في عصر إخناتون فقط، وأنها لم تكن أجنبية كما يدّعي البعض؛ بل كانت مصرية، فنفرتيتي هي ابنة الملك "إي" الذي تولى الحكم بعد توت عنخ آمون، بحسب ترجيحات علماء الآثار.

أما الشواهد البصرية لـ نفرتيتي ، فهي كثيرة؛ فبعيداً عن رأس نفرتيتي الشهير المحفوظ في متحف برلين، والذي أظهرها بملامح مصرية، فإن هناك جداريات وتماثيل في المتحف المصري تُظهرها، هي وبناتها السبع، بملامح مصرية صرفة.

وفي 20 أبريل/نيسان من عام 2017، نشرت مجلة Nature العلمية دراسة جينية هامة أُجريت على مومياوات مصرية، عُثر عليها في منطقة "أبوصير الملق" بمحافظة بني سويف.

أثبتت الدراسة أن المصريين القدماء كانوا أقرب للشعوب القديمة التي سكنت شرق المتوسط، فكانوا يشتركون في جينات سكان شبه جزيرة الأناضول وأوروبا في ذلك الوقت.

وتقول الدراسة إن البيانات الوراثية تكشف عن نسبة اتصال عالية بين سكان منطقة "أبو صير الملق" والسكان الحديثين لمنطقة الشرق الأدنى والشام، في حين أن هناك اتصالاً جينياً قليلاً بجيرانهم الجنوبيين رغم اختلاط بعض المصريين بالنوبيين في الجنوب.

التماثيل واللوحات

تم تشويه الكثير من التماثيل واللوحات المتعلقة بالملكة نفرتيتي وزوجها أخناتون وبالرغم من عمليه التشويه الكبيرة التي تعرضت لها أثارها إلا ان هناك عدة تماثيل ولوحات مازلت باقية لنفرتيتي حتى الان ومنها.

التمثال النصفي لوجه نفرتيتي ، ويعد هذا التمثال من أشهر تماثيل الملكة نفرتيتي ويعد واحداً من أروع وأشهر القطع الفنية الباقية من العصر الفرعوني ، وصنع هذا التمثال من الحجر الجيري وعثر عليه في تل العمارنة بورشة النحات تحتمس عام 1912 ، وعثر عليه عالم المصريات الألماني (لودفيك بورشاردت) والذي قام بتهريب هذا التمثال إلى المانيا وأرسله إلى متحف برلين .

وهناك تمثال آخر لرأس الملكة نفرتيتي مصنوع من الكوارتزيت الأحمر وهو غاية في الدقة والجمال وهو محفوظ حاليا بالمتحف المصري بالقاهرة .

أما من الآثار الباقية التي تجمع بين نفرتيتي وزوجها أخناتون ، لوحة جميلة تظهر الملكة نفرتيتي والملك أخناتون وهم جالسين ويحمل كل منهما أحد أطفالهما وبينهم قرص الشمس وهو رمز الإله أتون وتعتبر من أجمل اللوحات التي تجمع بين نفرتيتي وزوجها .

​​​​​​نهاية حياتها

توفيت إحدى بنات الملكة نفرتيتي فحزنت عليها حزنا شديدا ومن هذا الوقت اختفت من البلاط الملكي ولم يعد لها أي أثر ويقال إنها لم تتحمل الحزن على أبنتها وتوفت بعدها مباشرة لذا لم يعد لها أثر ، وبعد اختفائها حلت ابنتها “ميريت أتون” محلها في البلاط الملكي ، وعندما توفيت تم دفنها في مقبرة بأخت أتون ويقال أن توت عنخ أمون نقل جثتها الى مقبرة والدة أخناتون .

قبرها

لم يستدل العلماء حتى الان على قبرها ولم يتم العثور على جثتها ، فقد نقب العلماء كثيرا في قبر أخناتون الذي قيل إنها دفنت به ولكن لم يتم العثور على جثتها ، والاستكشافات التي جرت على مقبرة أخناتون ترجح بأنها مدفونة معه في المقبرة ولكن يوجد باب سري لا يزال مجهولا مكانه حتى الان يؤدي الى الحجرة المدفونة بها نفرتيتي ، أو أن هناك ممرا سريا يؤدي الى غرفة دفنها ، وهذا الرأي أكده الكثير من علماء الآثار حيث أن قبر اخناتون أصغر حجما من قبور ملوك الأسرة الثامنة عشر ، لذا فمن المرجح أن القبر تم تقسيمه الى حجرتين ، حجرة دفن بها أخناتون وحجرة أخرى سرية دفنت بها نفرتيتي .