ممثلة من الطراز الرفيع، لعبت ادوار الكوميديا والتراجيديا بمهارة عالية تاركة في ذاكرة المشاهد العديد من الاعمال الجميلة.

سمارة نهرا الحاضرة الغائبة عاتبة على الانتاج اللبناني خصوصا كونها من الممثلات اللواتي لا يتسكعن على ابواب المنتجين وكرامتها غالية عليها.

بماذا باحت الممثلة القديرة سمارة نهرا لموقعنا من اسرار؟ هذا ما سوف نكشفه في هذا اللقاء .

اين وجدت سمارة نهرا نفسها اكثر بالدراما ام بالكوميديا؟
فنيا وجدت نفسي بالمجالين وكنت مرتاحة بما قدمت من اعمال درامية لان الفنان الممثل لا يمكنه الانحسار في مكان محدود بل على العكس عليه ان يكون موجودا في كل المجالات.

يقال ان الكوميديا اصعب اداء من الدراما، هل هذا صحيح؟
لكل مجال خصوصيته، انما من السهل جدا ان تُبكي المشاهد وتؤثر على عواطفه بالنص الدرامي، ولكن من الصعب جدا اضحاكه. بصراحة انا ارتاح جدا كممثلة في مجال الكوميديا لاني بطبعي مرحة .

هل تعجبك الاعمال الكوميدية التي تعرض اليوم؟
اين هي هذه الاعمال ؟؟ الكوميديا في الوطن العربي بخطر وتفتقد حقيقة الى نجومها وكتّابها. نحن اليوم في زمن التهريج والكوميديا المبتذلة والبرامج الممسرحة التي تنقل مسرح الشانسونية على الشاشة مشوّهة ًصورة هذا المسرح العريقة .ارجوك لا تسألني عن الاعمال الكوميدية.

سمارة غائبة حاضرة عن الساحة الفنية، ما هي اسباب هذه السياسة الفنية التي تعتمدينها؟
يجب ان تسأل المنتجين، انا ممثلة موجودة وعندها تاريخها الفني. للاسف الشديد كثيرات من الزميلات يطرحن انفسهن على المنتجين طالبات العمل ويتسكعن على ابوابهم. انا فنانة كرامتها لا تسمح لها بهذا السلوك وافضل ان ابقى بلا عمل ولا ادق باب منتج لاطرح نفسي عليه، "ستين سنة وسبعين يوم على هيك شغل بهيك طريقة"!

هذا الموقف لا يبرر ابتعادك عن الاعلام؟
كثرة وتعددية وسائل الاعلام وقلت المصداقية في نشر الاخبار والوقائع جعلتني ابتعد لان الفنان اصبح ضائعا وغير قادر على ارضاء كل هذه الوسائل الاعلامية .انا اعترف بأني مقصرة كممثلة بحقي اعلاميا وان اطلالاتي الاعلامية شبه معدومة، لكن صدقني مرتاحة بيني وبين نفسي وبعيدة عن "الشوشرة".

هل اثر وجود نجوم سوريا في بعض الاعمال اللبنانية، على الممثلين اللبنانين؟
بالطبع، وجود النجوم والممثلين السوريين اثر على اجورنا سلبيا وادى الى تخفيضها.

تؤمنين بالحظ في الحياة؟
طبعا اؤمن به، وبعض الفنانين نجحوا بضربة حظ، ولكن الحظ وحده لا يكفي بل علينا السعي والمتابعة والاجتهاد.

وهل تعتبرين سمارة نهرا محظوظة في حياتها؟
بدك الصراحة، لأ. عشت حياتي دائما وانا انتظر فرصة ذهبية تليق بي، ولكن للاسف لم تأت هذه الفرصة حتى اليوم.

ماذا ينقصك اليوم على صعيد الحياة؟
مستورة والحمد لله كل ما ينقصني هو العمل المستمر لاشعر بالامان، نحن الفنانون وخصوصا الممثلين نعيش دائما الخوف من بكرا.

هل تشعرين بامتلاك حريتك في العزوبية اكثر من الزواج؟
لم اخض تجربة الزواج لاطلعك على مشاعري، ما استطيع ايضاحه ان المتزوج او العازب كليهما غير راض عن حياته. انا اتحدث عن حياتي لانني اعتدت الوحدة وتآلفت معها فلم تعد تقلقني او تشغل بالي.

تخرجين احيانا عن النص في بعض المشاهد؟
صحيح، انما بالاتفاق مع المخرج لانه قبطان العمل. الخروج عن النص ليس سهلا بل يتطلب سرعة بديهة وان يكون في زمانه ومكانه لان المُشاهد بالنهاية ناقد لاذع.

ما هي احلام سمارة نهرا هذه الايام؟
ابحث عن نص كوميدي فيه كل عناصر النجاح لاستطيع ان افجر طاقتي، فالساحة الفنية شبعت من الاعمال الدرامية وبحاجة الى فترة من النقاهة والفرح.

في حال حالفك الحظ وكانت الجائزة الاولى في اليانصيب اللبناني من نصيبك، ما هي اول مبادرة تقومين بها؟
اذا كانت الجائزة "حرزانة" اعيد افتتاح المسرح الوطني الذي اسسه الراحل حسن علاء الدين " شو شو"، ليستعيد الوطن من جديد معلما من معالم الحضارة في لبنان.

من هو الوزير الذي تعاتبينه بمودة؟
فينا نقول وزير الثقافة واطالبه كمواطنة وفنانة بأن يقر مرسوما يفرض على المدارس انشاء مسرح فيها وتخصيص حصص للطلاب خصوصا في المرحلة التكميلية. الفن وتحديدا المسرح يُبعد اولادنا عن الانحراف والضياع .