تأكيداً على مفهومها للمسرح الهادف وصاحب الرسالة الإجتماعية والإنسانية، تخوض مهى الغلبوني إبنة الممثلة القديرة ألفيرا يونس تجربتها المسرحية الإخراجية الجديدة بعنوان " حبس الورود "، لتنقل قصصاً واقعية من داخل سجن الأحداث تقول من خلالها للشباب والمراهقين إحذروا من أن تقعوا في الخطأ فتخسرون حياتكم وسمعتكم وتصبحون مجرّد رقم.

وشهد العرض الأول للمسرحيّة الذي أقيم مساء الجمعة الماضي على مسرح "الأوديون" في منطقة جل الديب، حضور عدد من الإعلاميين والمتابعين والجمهور، وكانت لنا لقاءات على هامش العرض، أولى هذه اللقاءات مع مخرجة المسرحية مهى.

من هي مهى الغلبوني؟
في دراستي نلت ثلاث شهادات، الأولى في التمثيل والإخراج والثانية شهادة علم نفس والثالثة برمجة كومبيوتر. كما أنني أعلّم المسرح منذ أكثر من أربعة عشرة سنة ومديرة استديوهات BEST OF PRODUCTION للفنان ميلاد رزق والذي تتم فيهم دبلجة البرامج إلى اللغة العربية.
ودرست أيضاً في الكونسرفتوار وعدّة فنون أحبها ومنها الرسم والتصوير والرقص والماكياج.
وأنا أُفضّل المسرح على التلفزيون، ولذلك أتوجه إلى عالم التلفزيون لأنه صراحةً في بداياتي، قُدم لي العديد من العروض وطُلب مني كفتاة بعض التنازلات ولكنني لا أملك هذه العقلية، فأنا منذ أيام الجامعة فضّلت المسرح ولا تلفتني الأضواء بل تلفتني الرسالة ففي التلفزيون يمكنك أن تعيد المشهد أكثر من مرّة أما على المسرح فلا وبهذا هو أكثر تحدي.

ما هي علاقتك بوالدتك الممثلة ألفيرا يونس؟وهل كان لها تأثير عليك لخوضك المجال الفني؟
طبعاً، كان لها تأثير كبير جداً فأنا نشأت في بيت فني وكنّا جداً قريبتين من بعضنا، والدي كان ضابط في الشرطة مما جعل علاقتي مع والدتي كحامية لي أكثر نظراً لصرامة والدي.
وكنت دائماً أرافقها إلى التصوير والتمرين والمسرح، فهذا كان شغفي ولم أكن أعتبره عقابا لي بل على العكس كان شيئاً جميلاً.
في الوقت نفسه، لم أكن أتخيل أن أخوض هذا المجال، فأنا كنت متجهة لدراسة الـ Criminology ولكن بسبب رفض والدي سفري إلى الخارج، كان أول خيار لي هو المسرح.

ومنذ ثلاثة أعوام، نلت شهادة RadioTherapy وهذا ما دفعني إلى التفكير بهذه المسرحية، فقمت بجلسات تمرينية مع المساجين والقصص التي سترونها في المسرحية هي قصص حقيقية وأنا عملت عليها لتصبح أكثر قربا من شخصيات الممثلين.
فأنا يهمني كثيرا أن أعرض وضع المساجين الشباب في لبنان لأن الكثير من شبابنا لا يعلم أنه إذا إقترف جريمة سيدخل إلى الحبس، فإما يعتقد أن أهله هم من سيدخلون إلى الحبس أو أنه لا توجد دولة لتحاسبه!وأنا أريد أن أنقل للمشاهد والشباب تحديداً، إلى أين يسير في حال إرتكابه للجريمة، فهو يسير إلى المكان الذي سيُضرب فيه والى حيث سيصبح رقماً، فالإنفعال الذي يقوم به في ثواني يجعله يخسر حياته كلها.

كيف سيتم عرض المسرحية؟
ستعرض على مسارح المدارس من خلال إتصالهم للتنسيق إما للحجز أو لعرض المسرحية في المدرسة.

كيف تم إختيار أبطال المسرحية؟
الأبطال في سن المراهقة، وأنا لم أعتمد على ممثلين محترفين، لأنه بالنسبة لي لا أحد يستطيع الحديث مع المراهق إلا المراهق.
ما يهمني هو أن يكون لمسرحي أشخاص تتغير حياتهم من خلاله.

هل يقوم المسرح حالياً بدوره؟ وهل يحظى بجمهور يتابعه؟
في الفترة الأخيرة أصبح هناك حركة كما هو الحال مثلا في مسرح المدينة.

ما هي المسرحية التي أول ما تُبادر إلى ذهنك والتي تركت فيك أثراً خاصةً وتحديدا الجديدة منها؟
احب رولا حمادة ومسرحياتها وكذلك احب ندى بو فرحات.

ما هو الدور الذي قامت به والدتك وترك فيك أثراً؟
مسلسل "ربيع"، و"من أجل غدي".

هل من الممكن أن نرى عملاً مشتركاً بينك وبين والدتك؟
إن شاء الله، فأنا أساساً كتبت فيلماً وتم تصويره بعنوان "خطيئة من"، و كان من بطولتي وهي لعبت دور والدتي.
وثاني لقاء لنا كان مع الممثلة ألفيرا يونس التي حضرت لدعم إبنتها.

ما هو رأيك في المسرحية؟
أحببتها كثيرا ولم أتفاجأ في النتيجة لأنني أعلم أنها تحب أن تقول شيئاً والإضاءة على أمر ما. مهى تسعى دائماً لأن تقدم شيئاً من أجل الشباب نظراً لأن الوضع حالياً هو في فوضى عارمة بسبب ضياعهم وضياع الأهل في الوقت عينه الأمر الذي أدى إلى رفض الأولاد سماع كلمة أهلهم. نحن ذاهبون إلى الجحيم، علينا ان نجد حلول وننتبه إلى ما يحدث للجيل الناشيء.

هل تعتقدين أن هذا النوع من الأعمال المسرحية غائب عن الساحة؟
عملنا في الاصل رسالة، وعندما دخلت إلى التمثيل كنت أريد أن أقول شيئاً فوجدت المسرح حيث يمكنني أن أقول ما أريد من دون أن يستطيع أحد أن يحاسبني.

ما هي النصيحة التي توجهينها لمهى؟
أقول لها أن تستمر على هذا الطريق وأن تضيء على الكثير من الأمور ضمن الحدّ المسموح به في المجتمع، لأن ما يحدث حرام فنحن شعب مثقف ونفتخر بأنفسنا.

​​​​​​​ما هو جديدك؟
حالياً لا شيء، هناك موجة لا أنتمي إليها والساحة ليست مدرستي.

هل هذا بسبب تراجع الأعمال التمثيلية والدرامية؟
نعم، على نصوصنا أن تكون مراقبة أكثر، فمثلا يجب أن يُمنع الكلام الذي لا طعم له أن يدخل إلى بيوت الناس فنحن ندخل إلى البيوت من دون إذن ويسمعنا الكبير والصغير، فلنترك هذا الكلام في الشارع.
كذلك نلاحظ أن الأعمار الوسطية لا قيمة لها ولا يتم التركيز عليها.

هل تتابعين مسلسل من المسلسلات التي تعرض اليوم؟
كلا، لأن مسلسلات كما هي تنقل وتترجم عن أعمال تركية كمسلسل "بلحظة" و"الحب الحقيقي".
فهل نحن لا نملك مواضيع نتكلم بها ونناقشها ونحلّها، والغريب أن الأحداث تتكرر من الحلقة الاولى وحتى الاخيرة من دون أي جديد.

مَن مِن الممثلين اليوم يلفتك بأدائه؟
كثر هم من يلفتونني إن كان من الجيل الحالي أو الذي سبقه، وأنا لا ألوم الممثل بل ألوم النص فالمشلكة تكمن في النص.