تعرض سينما "متروبوليس أمبير– صوفيل" بالأشرفية فيلم "الأرز والفولاذ" Le Cèdre et l'Acier في 22 و23 و24 و25 تشرين الأوّل الجاري، وتأتي العروضُ الأربعة التي تُقامُ كلها في الثامنة مساءً، بعد أٍسبوعين من إقرار مجلس الوزراء مشروع قانون حماية المواقع والابنية التراثية وإحالته على مجلس النواب.

ويركّز "الأرز والفولاذ"، الذي تبلغ مدته نحو ساعة، على الحياة اليومية لسكان مبنى قديم في بيروت، وهو أحد المباني التقليدية التي لا تزال صامدة أمام اجتياح الباطون والحديد للمشهد العمراني في المدينة، فيتناول الفيلم بذلك البُعدين الإنساني والإجتماعي لقضية هَدْم الأبنية التراثية والتقليدية في بيروت، من خلال تصوير يوميات حياة قاطنيها، وإبراز نمط العلاقات الاجتماعية بينهم، ويطرح الفيلم القضية لا من زاوية الحجر فحسب، بل خصوصاً من زاوية البشر وعلاقاتهم الإجتماعية والقِيَم التي تجمعهم، والآخذة في الإندثار في مدينة تُهدَم فيها هذه المباني لترتفع مكانها الأبراج الفخمة، حاجبةً السماء والأفق.

ويصوّر الفيلم الذي أخرجته الفرنسية فاليري فنسان وتولت انتاجه اللبنانية ندى طراف (شركة Darkside) مع شركة A ProPos الفرنسية، مشاهد "صبحيات" القهوة وولائم الشوي المشتركة، وسواها من لحظات حياة سكّان هذا المبنى الذين يبدون أشبه بعائلة كبيرة، لا مجرّد جيران.

وقد شارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية في مونتريال وسيدني وطنجة، وستكون له محطات أخرى مقبلة. كذلك اختير للمشاركة في المعرض الذي يقيمه متحف "ماكسي" الشهير لفنون القرن الحادي والعشرين في روما، اعتباراً من 15 تشرين الثاني المقبل، والذي سيخصص هذه السنة لبيروت.

وتقول المخرجة فنسان: "هذا الفيلم قصّة أسلوب حياة يختفي يوماً بعد يوم، وقصّة مدينة تتغير هويتها". وتضيف: "تلك المباني التي تحمل ذاكرة شعب بأكمله، تتعرض للهدم، ومعها تُدمّر أيضاً العلاقات الاجتماعية، ويَلوح مكانَها مستقبل من الباطون والحديد".

أما المنتجة ندى طرّاف فترى أن "هذا الفيلم يضع الإصبع، أو بالأحرى الكاميرا، على جرح محو الذاكرة، وأردنا من خلاله أن نساهم في معركة الحفاظ على الذاكرة والهوية، وأن نوفّر أداة إضافية لها، فإنقاذ الحجر هو إنقاذ للتاريخ، وإنقاذ التاريخ هو توفير فرصة لمستقبل أفضل".

وتضيف: "هذا الفيلم ليس من نوع الوثائقي التحقيقي مع صور أرشيفيّة ومقابلات مع خبراء، بل هو مجموعة لحظات ومراحل من الحياة. إنه مرافعة شاعريّة ترتكز على الواقع. هو فيلم وثائقي شاعري ومؤثّر".