هي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وولدت في عائلة فنية وإختارت خطاً خاصاً بها في التمثيل حتى تميزت ويصفها البعض أنها ممثلة الأدوار الصعبة، فهي مُتمردة على ملامحها ولا تقف أمام ذلك الأمر بل قدمت الشر والرومانسية والشخصية المسالمة والرومانسية حتى حققت ذاتها من خلال أدوارها واعمالها الفنية.

. هي الفنانة هنا شيحة التي تتحدث لـ"الفن" عن مشاركتها بمسلسلين هذا العام وهما "الطوفان" و "ظل الرئيس" ورؤيتها للدراما النسائية والمنافسة والصراعات الفنية والنجاح وابنائها وهل صحيح أنها تحرمهم من مشاهدة أعمالها الفنية وتكشف الكثير من الأشياء في اللقاء الآتي:

في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة هذا العام بمسلسلين لموسم رمضان المقبل وهما "الطوفان" و "ظل الرئيس"؟

عوامل كثيرة جذبتني لهذين العملين وكل عمل له عوامله وظروفه، كما أنني سبق وشاركت بعملين في موسم واحد من قبل والأمر ليس جديداً علي، فأنا أُطل على الجمهور في رمضان بوجهين مختلفين ففي "الطوفان" أُقدم شخصية فتاة دلوعة أما في ظل الرئيس" شخصية جادة ومختلفة عن الأخرى، لا سيما أن السيناريو والفكرة الخاصة بكل عمل على النقيض تماما من غيرها، وأنا سعيدة بالمشاركة فيهما وأتمنى أن يُحققا النجاح في رمضان.

لكن التنقل بين تصوير مسلسلين في وقت واحد أمر صعب، فهل لمست ذلك الشيء؟

العمل على مسلسلات رمضان يكون لشهور معينة من العام ومن ثم الحصول على إجازة وراحة لأوقات طويلة من العام، كما أن هناك توازناً وترتيباً بين مواعيد تصوير العملين ولا أنكر أن هناك إرهاقاً بسبب طيلة ساعات التصوير لكنني قمت بالأمر من قبل وتعودت عليه.

وكيف ترين الأعمال النسائية التي بدت في الظهور للنور منذ أعوام قليلة؟

التنوع مطلوب في الدراما والسينما ولا بد من وجود إختلاف في نوعيات الأعمال المُقدمة للجمهور كي لا يكون هناك تكرار، وأرى أن البطولات النسائية موجودة بالفعل ولها تأثير في الوقت الحالي مروراً بالكثير من الأعمال التي تم تقديمها، لكن في الوقت نفسه أرفض المقارنة بين نوعيات الدراما وبعضها البعض لأن المقارنة لا بد أن تكون على أُسس ومعايير معينة أهمها أن تكون الأعمال التي تتم المقارنة بينها وبين بعضها البعض من نفس النوعية.

وما هي طبيعة الشخصيات التي تجذبك لتقديمها في الأعمال الفنية؟

الأمر ليس في المطلق بل إنني اختار على أساس السيناريو والقصة بشكل عام وإختلاف الدور عما قدمته، لكن في الوقت نفسه أبحث عن الأدوار الصعبة التي تُخرج كل طاقاتي الفنية، وحينما تجتمع كل هذه العوامل مع بعضها البعض فأُقرر موقفي منها بناء على ما أراه يناسبني وما لا يناسبني.

نجحت في تقديم أدوار الشر ولم تُكرريها بعد ذلك.. فما السبب؟

لا أحب التكرار في الشخصيات ولا بد أن يكون هناك تنوع فيما أٌقدمه وهذا ما أبحث عنه، لكن هذا لا ينفي أنني لن أُقدم أدوار الشر من جديد لكن ما يتحكم في الأمر هو خصوصية الشخصيات التي تُعرض علي ولا بد أن تكون خاصة ولها طابعها الذي يميزها عن غيرها ويجعلها مختلفة، ولو توافر ذلك فلا مانع لدي من تقديم أدوار الشر من جديد، ولكن هذه النوعية من الأعمال تكون صعبة للغاية وتحتاج لمؤلفين مميزين لكتابتها وصياغتها بالشكل الصحيح لأنني أرفض الشر المطلق الذي لا يحمل أي أسباب، فكل إنسان بداخله الخير والشر ولا بد أن يكون لكل شيء أسبابه كي نصل لمرحلة الصدق والواقعية.

وهل هناك تشابه بينك وبين أي شخصية قدمتها في أعمالك الفنية بخاصة أنكِ صرحت من قبل أن هناك بقايا لبعض الشخصيات ظلت تُطاردك حتى بعد إنتهاء التصوير؟

ليس هناك تشابه بين شخصيتي الواقعية وبين أي شخصية قدمتها بل أنني أرسم لنفسي الأدوات التي تُساعدني أن أجعل الجمهور يُصدق ويتفاعل مع ما أُقدمه وكأنها شخصيتي الواقعية، وعلى الناحية الأخرى هناك شخصيات بالفعل قدمتها وظلت حبيسة بنفسي لفترة بعد إنتهاء التصوير، لذا فأحصل على إجازة لإخراجها من داخلي ومن ثم العودة للعمل الفني.

وكيف ترين سيطرة البطولات الجماعية على الساحة ووجود نُخبة من الأبطال تحت سقف عمل فني واحد؟

أرى أن هذا الأمر مفيد للغاية سواء للمشاهد كي لا يشعر بالملل أو للفنان نفسه، والأمر يجعل هناك تنافس وإنسجام من أجل الوصول لأفضل شكل ممكن، والفكرة نفسها تكون من الناحية الإنتاجية التي تتبني تجميع كم كبير من الأبطال داخل عمل فني واحد.

ومن ناحية أخرى.. هل صحيح أنكِ تمنعين أبناءك من مشاهدة أعمالك؟

هذا غير صحيح ولم أصرح بذلك من قبل بل أنهم يُشاهدون أعمالي ويكونون سعداء بما أُقدمه، وأحرص على معرفة آرائهم حول ما أُقدمه بشكل دائم وفي الغالب ينحازون لي، فأنا قلت إنني لا أجعلهم يُشاهدون بعض الأعمال التي لا تناسب عمرهم وتكون لمعدلات عمرية معينة، فأنا عودتهم على إنتقاء ما هو مناسب ليشاهدونه على التلفاز.

لو قرر أبناؤك دخول التمثيل.. فهل تقبلين أو ترفضين؟

لماذا أرفض دخولهم التمثيل لو توافرت لديهم الموهبة التي تكون كفيلة بنجاحهم والعمل بهذا المجال لو أحبوه، فانا لا أحب فكرة المنع عن شيء يُحبه أبنائي لكنهم في الوقت الحالي ما زالوا صغار ويهتمون بالتعليم ومن ثم حين النضوج لو وجدت أحدهم مهتم بالتمثيل ولديه الموهبة فلم لا؟.. لكن كي أكون صريحة سوف أساعدهم في النصائح والتوجيه من دون أي تدخل في حياتهم الفنية لو إختاروا هذا المجال.

وماذا تعني لكِ كلمة "منافسة"؟

لا تعني لي شيئاً وأراها سطحية وغير مفيدة للفنان بل إنني أضع أنظاري على تطوير موهبتي وتقديم أعمال مميزة تُحقق لي الإختلاف عما قدمته من قبل.

أما النجاح؟

النجاح هو الدافع الإيجابي نحو العمل والتقدم للأمام، لكنني لا أرى أن هناك أحداً يظل طوال عمره ناجحاً بل تكون هناك هفوات أو سوء إختيار أو توقيت، لكن من الضروري أن يتعلم الإنسان من أخطائه ويُصحح مساره دائما وهذا لا أعتبره عيباً لأنني مؤمنة بالفشل وأراه طريقاً للتعلم والنجاح.

بالنسبة لحياتك الشخصية.. هل تفرضين سياجاً عليها؟

بالتأكيد.. هناك أسياج عليها وليس لأي أسباب سوى الحفاظ على خصوصيتي لأن هناك بعض المتطفلين وأنا كما أحترم خصوصية الآخرين فلا بد من إحترام خصوصيتي، لذا فالأمر بالنسبة لي خط أحمر، والحقيقة أنني إنسانة عادية مثل الآخرين لا أمتلك أسراراً ولا أحب أن يتدخل أحد بحياتي.

وفي النهاية.. كيف ترين الخلافات والصراعات الفنية التي نسمع عنها طوال الوقت؟

لا دخل لي بغيري وبما لا يخصني لكنني أكره الخلافات والصراعات وأحب أن أعيش حياتي بهدوء من دون هذه الأشياء التي تُعطل عن النجاح وليست إلا ضياعاً للوقت، فأنا إنسانة واقعية وأتقبل الآخر وليست لي خلافات مع أحد.