رغم أن ماسبيرو هو أقدم التليفزيونات الحكومية في الوطن العربي وأفريقيا وله أكثر من 57 عاماً وكان له الفضل في إنطلاق الكثير من الإعلاميين المهمين على مدار هذه السنوات، إلا أن أزماته بدت واضحة للجميع منذ سنوات بخاصة مع قلة وإنحدار الإنتاج الدرامي وصولاً لمرحلة الإنعدام في الوقت الحالي والعيش على المعونات الخارجية وفضلات شركات الإنتاج إلى جانب تأجير بعض إستوديوهات الكيان لصالح كيانات إعلامية أخرى من بينها "dmc" التي إنطلقت مؤخرا، هذا إلى جانب هجرة الكثير من أبناء ماسبيرو لصالح الفضائيات الخاصة لعدم وجود إهتمام بهم من الدولة.

. "الفن" يرصد في التحقيق الآتي الصراع الدائر بين الفضائيات الخاصة وماسبيرو، وهل سيؤدي إلى إختفائه، ورؤية بعض أبناء ماسبيرو للأوضاع الحالية والكثير من الأشياء في السطور المقبلة:

منذ أعوام بدأت بوادر الأزمة تخرج للنور مع عدم وجود تجديد للإستوديوهات الخاصة بماسبيرو في الوقت الذي تُبهرنا القنوات الخاصة بالديكورات العظيمة التي تحتاج لمبالغ جبارة إلى جانب عدم وجود برامج ترفيهية أو إخبارية تحمل مضامين مميزة ومختلفة بل أن النمطية سيطرت على نوعية البرامج المقدمة، وبعد أن كان التليفزيون المصري ينفرد حصريا بالكثير من أعمال النجوم الكبار على شاشاتها إنقلب الحال ولم يعد قادرا حتى على الإنتاج أو شراء مسلسلات لنجوم الصف الأول إلى أن قلت نسب المشاهدة حتى أن بعض النجوم يخشون على حضورهم على التليفزيون المصري خوفا من إتهامهم بالفشل بدون داع، وبعد ظهور الكثير من القنوات الفضائية التي تم رصد ميزانيات بالملايين من الدولارات لها ظل ماسبيرو في حالة من الجمود وما يقوم به الكثير من أبنائه بمثابة البحث عن "إبرة في كوم قش".

عصام الأمير: على الجميع التكاتف ولا بد من وجود ضوابط داخل ماسبيرو

بدأنا الحديث مع عصام الأمير رئيس إتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق الذي أكد لنا أنه من الضروري وجود ضوابط داخل ماسبيرو تمنع أبناء الإتحاد من العمل خارجه بخاصة أن أغلبهم يعملون بكيانات إعلامية خارجية، مؤكدا في الوقت نفسه على وجود أكثر من جهة تساهم في هدم الكيان في الوقت الذي يحتاج فيه للتكاتف من أجل وجود الحلول، هذا ونفى الأمير أن يكون هناك علاقة ما بين ماسبيرو وشبكة "dmc" التي إنطلقت قبل أسابيع قليلة، حيث لا يرى أن الدولة هي المالك لهذه المجموعة الإعلامية الضخمة مُبررا ذلك بعدم وجود أموال لإطلاق صرح إعلامي كبير يخص الدولة.

محمد التهامي: هروب كوادر إعلامية مميزة سببه عدم إهتمام الدولة

ومن جانبه أوضح محمد التهامي وهو مذيع بماسبيرو عن رأيه فيما يحدث في الكيان وقال: "أعتقد أن فكرة إنتشار الكثير من الإعلاميين من أبناء ماسبيرو في كيانات إعلامية خارجية السبب فيها عدم إهتمام الدولة بها وعدم وجود إمكانيات تؤهلهم لتقديم برامج ضخمة ومهمة، لذا فالجميع يذهب لمنابر إعلامية أخرى، وأرى أن الموضوع في قبضة الدولة التي من الضروري أن تساهم في إعادة إعمار ماسبيرو والإهتمام به في الوقت الذي تلهث فيه الكثير من القنوات الخاصة وراء هدم ماسبيرو".

خالد مهني: ماسبيرو تأثر بعدم مصداقيته وقت ثورة يناير

وجاء رأي خالد مهني رئيس قطاع الاخبار بالتليفزيون المصري مخالفا لما سبق حيث أكد أن ماسبيرو ما زال يحتفظ بمكانته، حيث أشار إلى أن للتليفزيون المصري جمهوره ومدرسته التي يسير عليها منذ سنوات طويلة، مؤكداً في الوقت نفسه أن التليفزيون يقوم بالمشاركة في جميع الأحداث وتغطيتها بالشكل المطلوب من دون أي تقصير، مُشيراً في الوقت نفسه إلى أن ما حدث وقت ثورة يناير من عدم وجود مصداقية للجمهور هو ما أثر على ماسبيرو، لافتا النظر إلى أن ماسبيرو له الفضل في إظهار الكثير من الإعلاميين المشهورين في الوقت الحالي والذين يعملون لدى منابر إعلامية أخرى.

التليفزيون يعيش على فضلات شركات الإنتاج

أما شوقية عباس رئيسة القطاع الإقتصادي بماسبيرو تقول إنه لم يتم إتخاذ القرار اللازم بشأن الأعمال الدرامية المُقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل، مؤكدة في الوقت نفسه على أنه ليست هناك أموال داخل ماسبيرو لإنتاج أعمال درامية بل يتم الإتفاق مع بعض المنتجين المتعاونين لعرض أعمالهم على شاشات التليفزيون المصري، لتبقى خارطة الدراما الرمضانية على التليفزيون المصري مجهولة حتى الآن ليعيش ماسبيرو على فضلات بعض المنتجين الذين يتعاونون معهم من خلال عرض بعض أعمالهم على شاشة التليفزيون المصري مثل "العدل جروب" التي تنتج هذا العام ثلاثة أعمال درامية وهي "تحت أمر السيادة" للفنانة يسرا و"لاعلى سعر" لنيللي كريم و"واحة الغروب" لمنة شلبي وخالد النبوي إلى جانب ممدوح شاهين الذي أنتج مسلسلين هذا العام وهما "الحرباية" لهيفا وهبي و"الدولي" لباسم سمرة ورانيا يوسف.

إجتماعات للإذاعة في الوقت الضائع

وعلى صعيد الإذاعة داخل ماسبيرو تؤكد نادية مبروك رئيسة الإذاعة أنها تقوم حالياً بعمل إجتماعات مكثفة مع رؤساء الشبكات الإذاعية بماسبيرو بشكل أسبوعي من أجل الإتفاق على خطة العرض في رمضان، مؤكدة في الوقت نفسه على أنه يجري حاليا دراسة إنتاج عمل إذاعي درامي ضخم خلال الأيام الجارية لعرضه خلال شهر رمضان المقبل، لكن في الوقت نفسه كيف تتم دراسة تقديم أعمال إذاعية في الوقت الراهن الذي بدأ العد التنازلي لرمضان وبدأ أغلب صُناع الدراما في تقفيل أعمالهم الفنية!