منذ سبع سنوات اتخذت الممثلة السورية علا بدر خطوتها الأولى في عالم الدراما، لتسير في طريق النجومية بكل ثقة.

منذ "سفر الحجارة"، و"وأيام اللولو"، مروراً بـ"أهل الراية"، و"بيت جدي"، و"الخبز الحرام"، وليس انتهاءً بـ"مرايا" و"زنود الست"، و"سرايا عابدين"، و"دنيا2"، و"الخان"، و"صدر الباز"، و"طوق البنات"، و"فارس وخمس عوانس"، و"خيبر"، و"إمام الفقهاء"، و"بقعة ضوء"، و"عطر الشام" قدمت شخصيات متنوعة شكلاً ومضموناً.

علا بدر حلت ضيفة على موقع "الفن" وكان هذا الحوار:

تشاركين حتى الآن بعملين في رمضان 2017، حدثينا عنهما.

أصور حالياً مشاهدي في مسلسل "الغريب" مع المخرج محمد زهير رجب، حيث أؤدي شخصية "سلمى" وهو دور جديد ومختلف على الصعد كافة. "سلمى" فتاة تعيش ضمن حالة مادية قاسية، تقع في غرام مديرها بالعمل الذي يوقعها بشباكه حتى تسقط في الخطأ فتحمل منه ويتركها ويهرب، فتهرب هي الأخرى وتعيش صراعات عديدة، وتمر بمفاجآت مع تقدم أحداث العمل. كما أنهيت سابقاً مشاركتي في إحدى ثلاثيات مسلسل "حكم الهوى" مع المخرج محمد وقاف بعنوان "دار الحكي"، أؤدي في الثلاثية شخصية "حنين" الفتاة التي تتمتع بالشفافية والرقة، يستشهد زوجها وهي لا تزال في بداية حياتها الزوجية، وتعيش صراعها بين الحزن الذي يسكن قلبها، وبين ضرورة استمرارية الحياة. وتعاني من معاملة الأهل ونظرتهم إلى الأرملة. وغياب الإحساس بكينونتها كأنثى وفتاة لا تزال الحياة أمامها وأمام ابنها تسعى لأن تتحلى بالقوة من أجله.

تنوع أدوارك يغني تجربتك أم يشتتها؟

أنا بطبعي أحب التنوع، وأتمنى ألا أحصر نفسي بأدوار معينة، لأن التنوع يجعلني مرتاحة وراضية عن نفسي، لذلك شاركت في أعمال اجتماعية وكوميدية.

ما هي العوامل التي تشدك إلى دور دون آخر؟

بالبداية ألا أكون قد قدمت الشخصية نفسها في السنة الواحدة، وأن تكون مؤثرة عند الناس، وكل ما أفكر فيه هو الدور وطبيعته بعيداً عن المال الذي أصنفه بالمرتبة الأخيرة.

تكرار الفنان في عدة أعمال بالموسم، هل لقلة النجوم أم لاعتبارات أخرى؟

لدينا الكثير من النجوم، وأيضاً مواهب غنية تمتلك كاريزما النجم، لكن بعض المخرجين والمنتجين لا يمتلكون الجرأة في صناعة النجم، لذلك يبقى النجم وحيداً لعدة سنوات، فما المشكلة أن تتعدد الوجوه؟ فلبنان يصنع النجم إعلامياً، ومصر تصنعه فنياً، أما في سورية على النجم صنع نفسه بجهوده الخاصة. ولا ننسى أن بعض القنوات تفرض على شركات الإنتاج أسماء "بياعة".

هل أنت من الأسماء "البياعة"؟

أعتقد أنني قدمت شيئاً جيداً، لكنني لم أصل إلى ما أطمح إليه، فأنا إنسانة أعشق عملي وقدمت أدواراً متنوعة لكن ينقصني تأدية دور قوي ليس بالضرورة بطولة مطلقة، بل دور يحصد صدى كبيراً. أحتاج إلى فرصة ودعم لأظهر بشكل عام، لكن هذه الجرأة نفتقدها كإنتاج وإخراج رغم أن البعض "وهم قليلون" يحاولون صنف نجوم صف أول. وبكل الأحوال، صدقاً لا يهمني لا البيع ولا النجومية، ما يهمني أن أقدم ما هو جميل، وأن أكسب محبة الناس، وأنا راضية عن نفسي الحمد لله.

من "مرايا" وحتى آخر عمل، ما الذي تغير فيك؟

كنت صغيرة في أول عمل لي، الآن كبرت وحصلت على المزيد من الخبرة، فالمهنة تعطيك حافزاً كبيراً في حياتك وتغني طموحك وتمنحك ثقة بالنفس من خلال محبة الناس وتعزز الشخصية. لا أؤمن بالحظ، على العكس أؤمن أن الموهوب سيلمع نجمه مهما صادف من صعوبات، لكن الموضوع يحتاج إلى الكثير من الصبر، وبالتأكيد لا يوجد شيء اسمه صدفة، فقط الموهبة والاجتهاد والصبر هي المعيار.

قدمتِ حوالى ثلاثين عملاً، ما هو العمل الأقرب إلى قلبك ولماذا؟

أحب كل أعمالي بخاصة أنني بذلت فيها كل جهدي، لكن "لعنة الطين" هو الأقرب إلى قلبي لأنه رسخ في أذهان الناس وقدمت فيه شخصية ذات أبعاد كبيرة، بخاصة مشهد القتل الذي بدا حقيقياً. كما أفضّل الجزء الأول من "زنود الست" لوجود مساحات كبيرة من "الكركترات" وحقق شعبية لا بأس بها على المستوى العربي كون فكرته بسيطة وتقتحم القلب من دون استئذان.

من هي ممثلة سورية الأولى؟

لا أحب هذا التصنيف، يوجد ممثل موهوب حصل على فرصته، وآخر لم يحصل عليها... لا أريد تكرار الأسماء الأولى لأنها باتت معروفة، لكن يوجد الكثير من المواهب والأسماء المهمة لم تأخذ فرصتها لتصبح من نجوم الصف الأول.

حدثينا عن مشاركتك في المسلسل المصري "سرايا عابدين"، وما الفروقات بين الدراما السورية والمصرية؟

هذا العمل قدمني بشكل جديد إن كان من ناحية الدور أو الإنتاج أو حتى الإخراج، وتعلمت فيه الكثير رغم صغر مساحة دوري. أما الفروقات فليست بالكثيرة، لكن أولها وأهمها الناحية المادية وإعطاء كل ممثل ما يستحقه بشكل فعلي، بعكس الدراما السورية التي تظلم الممثل رغم أنه يبذل جهداً أكبر، لكن بكل الأحوال أرفع القبعة لكل من يعمل بالدراما السورية في ظل الظروف الحالية حتى لو كنت غير راضية عن السوية الفنية، فإنتاج هذا الكم من الأعمال نوع من المعجزات، وعندما تتحسن الظروف فإن الدراما ستتطور وتعود إلى سابق عهدها.

استقريت فترة في مصر وعدتِ لماذا؟

ابتعادي عن سورية كان لفترة مؤقتة بعد وفاة والدي حيث عانيت من حالة نفسية صعبة، ولكني لم ولن أبتعد عن دمشق رغم الحرب.

هل سبق وتعرضت إلى الإشاعات؟

البعض زوجني وأقاموا عرسي من دون دراية مني وهي إشاعة بكل تأكيد، لكني لا أنزعج من الشائعات لأنها لا تمهني.

ماذا عن الغيرة في الوسط الفني؟

الغيرة موجودة، هناك غيرة صحية أؤيدها، وهناك غيرة متعبة وبشعة، وأحمد الله أنني وصلت إلى مرحلة التصوف ولا أغار من أحد، لأن ذلك آخر همي.

هل تتقبلين النقد؟

أتقبل النقد وفقاً للشخص والطريقة، فبعض الناس تنتقد لأنها تكره، مع العلم أنني أنتقد ذاتي أكثر من أي شخص آخر.

لماذا غيرتِ اسم عائلتك، ومن كان صاحب الاقتراح ولماذا بدر بالتحديد؟

بطبعي أحب التميز والاختلاف والخصوصية في كل تفاصيل حياتي، لذا قررت استبدال اسم عائلتي الأصلي بآخر فني، علماً أن الأستاذ ياسر العظمة هو من اقترح اسم "بدر"، وأحب اسمي كثيراً وأشكر الأستاذ ياسر عليه.

ماذا تعلمتِ من شقيقتك روعة ياسين فنياً وإنسانياً؟

تعلمت منها الصبر وحب الاختلاف بطبيعة الأدوار على الصعيد الفني، وإنسانياً علمتني الهدوء رغم أنها غير هادئة داخلياً، وأنا عصبية وانفعالية وأحاول التخلص من هاتين الصفتين لأنهما أتعبتاني. أضيف أيضاً أنها علمتني ألا أسمح لشيء أن يسرق حياتي حتى لو كان العمل، وأيضاً ألا أتأثر بأي عائق لأن القادم أجمل، وأيضاً ألا أنبهر بالنجاح السريع وأن أفتخر بأني دخلت مهنتي خطوة وراء الثانية باعتمادي على نفسي.

أين علا بدر من الحب أو الخطوبة والزواج؟

بكل تواضع وحب، قلبي غال ولا يوجد مكان فيه لأنصاف الرجال، وعندما أجد الرجل المناسب لن أتردد في الارتباط به، لأنني أحلم برجل أرمي عليه حملي وأقاسمه الحياة بحلوها ومرها.

أخيراً ما هو تقييمك للدراما السورية لعام 2016 وكيف ترين مستقبل هذه الدراما في ظل هذه الظروف؟

أرفع القبعة للدراما السورية ولكل من عمل بها في هذه الأزمة، أشكرهم على جهدهم المضاعف في ظل الخوف والتعب النفسي والألم وقلة مواقع التصوير مهما كانت النتيجة، كما أوجه لهم تحية لأنهم دافعوا عن درامانا التي يجب أن تكون حاضرة على مائدة الأعمال العربية في كل موسم. بوجود ناس تحب الأعمال السورية، وفنانين يعملون لأجلها، سنناضل لنبقى الأقوى والأفضل.