منح رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور للفنان اللبناني إيلي شويري تقديراً لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، في حفل اقيم قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، وذلك في بادرة تكريم خاصة بأحد رواد الفن اللبناني الأصيل الذي تنوع عطاؤه صوتا والحانا وقصائد واناشيد وطنية، من هياكل بعلبك والارز الى الدول العربية ومنها الى مسارح العالم، وتقديرا لعطائه المميز على مدى نصف قرن، حيث بنى لنفسه عمارة من اجمل التجارب الفنية الغنية والاصيلة، في زمن الكبار.


وبعد تقليد الوسام، ألقى الفنان شويري كلمة جاء فيها: "كنت دائماً عندما يسألونني اذا ما كان لدي من عمل جديد أعددته للجيش أو للعهد، أجيبهم بأن حياتي كلها وعطائي كله، بقدر ما منحني الرب من مواهب، هما كرمى لعيون هذه الارض وهذه الدولة وهذا الوطن".
وقال: "كتبت وغنيت طوال حياتي من دون أن يطلب أحد مني ذلك. وهذا كان أكبر وسام لي وأكبر تكريم. واليوم يشرفني ان اتكرس الى جانب رئيس بلادي، اطال الله بعمره، الذي أنشدت له منذ 15 سنة "عرسك جايي يا بطل" و"الدنيي مضوايي" و"حصانك بيرق جبل"، "نجومك مرايي"،"إنت البطل" و"نحنا أهلك، "شعبك كلو عم يندهلك"، "رد وقلو جايي".
أضاف: "إن وسام الارز اليوم هو عيد لكل الاغاني التي غنيتها. وإني أشكر من عاد وقربني من الارز، اشكر فخامة رئيس بلادي واقول له: الف شكر، اطال الله بعمرك وعمر هذا البلد، مع الدعاء ان يشهد على ايامك العز والفرح والبحبوحة".
ثم ألقى الرئيس عون الكلمة الآتية: "كل تكريم لفنان من لبنان هو اعادة خلق لهوية هذا الوطن الأصيلة، فكيف إذا كنا اليوم في حضرة نسيم من نسائم بعلبك، ولحن محفور في الوجدان الوطني والشعبي، وقصيدة مشبعة بالعنفوان، وصوت يختزن حنين الماضي في خواب من تراث. إيلي شويري، بك يليق التكريم وأنت الآتي من زمن الكبار. انطبع فيك حب الوطن، فسخرت له كل مواهبك، لتظل الأرض مسيجة بالعسكر الذي غنيت له، واسم لبنان مكتوبا على شمس لا تغيب. طلتك بيننا تخبرنا الكثير من عظمة الفن اللبناني، وعن مسرحيات تحتل الذاكرة، وأصوات عشقناها، وحوارات مغناة ترفع الروح إلى حيث يعلو الحلم والحياة. وفي قلب هذه العظمة، يحتفظ اسم ايلي شويري بمكانته. لم تحجبه زحمة عباقرة لبنان، ومبدعي اللحن والكلمة، ومحترفي الخلق الفني، بل انصهر بوهجها وانصهرت بفرادته، فتمايزت بصماته منذ أكثر من خمسين سنة في خط فني له في رصيد الأغاني الوطنية المتوهجة، ما له من اغاني الفرح والحب والاحتفاء بالحياة".
أضاف: "شكرا لك أيها الفنان الكبير ايلي شويري، لأنه بتكريمك منحتنا فرصة الإضاءة على وجه لبنان المشع، وسط المصاعب والتحديات التي تشغلنا وتشغل الشعب اللبناني عن الأنوار الكثيرة التي ما زالت تتدفق من أعماق أبنائه، وتجعل منه شعبا عظيما قادرا على اجتراح حياة أفضل".

وفي الختام أقيم كوكتيل للمناسبة والتقطت الصور التذكارية، فيما كانت اغاني الفنان شويري تصدح في ارجاء القصر الجمهوري.