تحدث المخرج السوري نجدت عن توجهه المكثف بالفترة الأخيرة نحو السينما وابتعاده عن الدراما مشيراً إلى أن مشروعه الأساسي هو السينما، لكن عدم وجود إمكانيات لإنتاج أفلام سينمائية في الماضي حد من طموحه، كما أن درامانا السورية التي تنتج داخل سورية محاصرة، ومفروض عليها شكل ومواضيع ونجوم معينين، وتعاني من غياب الكتّاب، وريثما نتخلص من هذا الحصار أرى بأن السينما هي أفضل وسيلة لتخطي الحاجز الوهمي الذي يحاولون خلقه".

وأضاف خلال لقاء عبر إذاعة "سورية الغد": "السينما فرصة جيدة لتسويق أفلامنا وما تحمله من أفكار إلى خارج سورية، وبرأيي المشاهد الأجنبي بحاجة اليوم إلى أن يعرف اكثر عما يجري فعلاً وحقيقة على الأرض السورية، وهذا لا يعني أننا سننقطع عن التلفزيون، بل سنعمل ولكن بشكل مختلف وجديد".

وفي سؤال عن مدى قدرته على كتابة نصوص أعماله بنفسه أشار إلى إيمانه بفكرة التخصص "فمن الممكن أن نتشاور ونعدل بمشاركة الكاتب، لكني أحترم الكلمة، وأعتبرها موهبة فعلاً".

كما تطرق للحديث عن فيلم "رد القضاء" منوهاً بأن هذا العمل حاز على محبة واحترام الجمهور لأنه قدم مشاعر حقيقية غير مفتعلة نابعة من صميم الأزمة، وقد يكون نقطة ارتكاز وتحول في حياة كل شخص تابعه، ويمكن للبعض أن يدرك من خلاله بأن حضن الوطن مفتوح لكل من ارتكب خطأ وأراد أن يعود إلى صوابه ويعدل عن الطريق الذي سار فيه.

كما وجه أنزور من خلال هذا العمل رسالة إلى الجمهور العربي قائلاً إن هذا الشعب حي لا يموت، يستطيع أن يكمل طريقه رغم الأوجاع، ويسطر البطولات والانتصارات، ويكون أولاً وأخيراً إنسان.

ورداً على الأقاويل التي انتشرت حول استعانته بخبراء من الخارج في الفيلم، كشف بأنهم لم يستحضروهم إلا للماكياج والصوت أي التخصصات الصعبة التي لم تتوفر لدينا حينها، وكنا بحاجة حلول بصرية سريعة خاصة وأن العمل صعب والظروف قاسية".

وعند سؤاله عن سبب "السعر المرتفع" لتذكرة حضور فيلم "رد القضاء" أجاب: "ليش الثقافة دائماً رخيصة، "ومين قال إنو الثقافة لازم تكون رخيصة"؟ ليش نحنا منرخص بالثقافة وهي لازم تكون أغلى شي.. بيطلعوا الشباب والصبايا بيقعدوا بالمطاعم والكافيات بياكلوا وبيشربوا وبأركلوا وبحطوا 3000 أو 4000 ليرة.. مستكترين يحطّوا 1000 ليرة على حضور هاد الفيلم!!، وعلى رغم ذلك 1000 ليرة هو ولا شي .. سعر بسيط ورمزي مقارنة بدول أخرى".

وأضاف: "على المواطن السوري أن يشعر بقيمة السينما وعلينا أن نؤسس من جديد لجمهور سينمائي، كما أننا اليوم بحاجة دخل مادي لتعويض تكاليف الفيلم بالأخص وأن لدينا شريك في الانتاج من القطاع الخاص".

و أشار إلى أن افتتاح وعرض الفيلم في محافظة حلب يعتبر أهم نقطة بالنسبة له، كما أعلن عن عرضه القريب في لبنان.

وأخيراً، كشف عن سبب تأخير عرض فيلم "ملك الرمال" وأعاد ذلك إلى حرصهم على سلامة الجمهور كونهم تعرضوا مسبقاً لتهديدات مقابل عرض الفيلم، وصرح عن نيتهم القريبة بعرضه على الشاشات السينمائية كون الظروف السياسية والأمنية الحالية مناسبة.