أطلت رئيسة تحرير موقع "الفن" الإعلامية هلا المر في برنامج B Live عبر LBC SAT مع الزميلتين ساشا دحدوح وروزاريتا طويل ،للتطرق إلى أبرز المحطات في مسيرة الموسيقار الراحل ملحم بركات .

وأكدت هلا أنّ معظم أهل الفن حضروا الوداع الأخير للموسيقار :"ما ضل حدا من لبنان ما إجا لعندو كرمال ما كان حدا يزعل منو"، وأشارت المر إلى أنّ بركات كان كريماً بإسمه ووقف إلى جانبي في العديد من المواقف، وعندما توفي والدي قبل أشهر قام بتعزيتي، ورغم أنّ علاقتي به كانت قوية إلى أنّه لا يوجد لدي معه مقابلة أرشيفية، أي أنّ كل المقابلات التي أجريتها معه كانت حول موضوع معين، وكان يخبرني عن معاناته خارج الأثير".

وعن فترة مرضه الأخيرة أكدت المر أنّها عايشت بركات في هذه الفترة رغم أنّها تزوجت قبل أسابيع في قبرص، "ملحم تضايق جداً من الشائعات التي أطلقت عليه قبل وفاته، وهو لم يكن يعلم أنّه مصاب بمرض السرطان، وقد علم بذلك من احدى الإعلاميات التي نشرت الخبر، ومش دايماً السكوب بيكون منيح أوقات بيأذي، حاربوه بالإشاعات فقتلوه".

هلا أكدت أنّ الموسيقار مرّ بفترة إحباط من الفن، وعندما سألته لماذا لا يقدم ألحاناً للفنانين، قال لي أعطيني صوتاً لأعطيه لحناً، وبقي فترة لا يعطي ألحاناً لكن قبل سنوات اكتشف أنّه يوجد بعض الأصوات الجيدة التي تستحق أن يقدم لها ألحانه.

وحول سؤال المذيعة عن الوجوه الجديدة التي أعطاها ألحاناً وذكرت الفنانة سابين، قالت المر إنّ سابين ليست فنانة صاعدة بل هي تغني منذ أكثر من عشر سنوات، والكبير زياد الرحباني أشاد بها وغنت مع بركات في أكثر من 15 حفلة وكانت تحترمه عكس البعض الذين كانوا يريدون أن يضعوا أسماءهم قبل إسمه، ولفتت هلا إلى أنّ الموسيقار لم يكن يهمه ذلك وإذا علم أنّ الفنان لا يملك المال يقدم له اللحن مجاناً، لافتةً إلى أنّ البعض لم يدفعوا له ما يستحقه.

وتابعت هلا قائلةً إنّ ملحم بقي فترة خلال الحرب لا يغني ، ومرّ بفترة صعبة على الصعيد المالي، وفي سوريا لم يكن لديه المال الكافي ليدفع للفندق الذي يمكث فيه، لكن الأبواب فتحت بوجهه وغنى في حفلات كثيرة وقدم العديد من الألحان.

وإعتبرت المر أنّ المحطات المهمة في مسيرة الموسيقار هي عندما عمل مع الفنان فيلمون وهبي وانطلاقته مع الأخوين الرحباني، كما أنّه مع الموسيقار الياس الرحباني قدم مسرحية جميلةً جداً وقام بتغيير النمط الذي كان يعتمده، مشيرة إلى أنّه كانت له أعمال مهمة مع الفنان روميو لحود.

وأكدت هلا إلى أنّ مسرحيته "مشيت طريقي" التي كتبها ميشال جحا كانت مؤثرة جداً وحققت نجاحاً كبيراً، وبعدها صعد على بعلبك مع الفنان غسان الرحباني.

وعن حياته الخاصة قالت المر إنّ بركات تزوج باكراً مؤكدةً أنّه كان يحب زوجته رندا كثيراً رغم زواجه من مي حريري التي أغرم بها وأنجب منها، لافتةً إلى أنّها كانت نزوة في حياته مثل كل الرجال.

على صعيد آخر أكدت المر أنّ الموسيقار تعرض للإنتقاد والهجوم الشرس بشكل كبير في مسيرته وقد تمت محاربته، وآخرها عندما قدّم لحن أغنية "بلا حب بلا بطيخ" للفنان فارس كرم، وتساءلت هلا عن العيب في هذه الأغنية مؤكدةً أنّ هذا مثل شعبي ولا توجد أي كلمة دون المستوى في الأغنية.

وتابعت هلا حديثها: "ملحم كان اللي بقلبو ع راس لسانو، كان سريع الغضب لكنه بعد دقائق يهدأ، فهو لم يكن خبيثاً، داخله ثورة ضد اضطهاد اللبنانيين والوطن، وكانت الثورة في داخله تظهر أيضاً في أعماله، كان يطالبهم بالمحافظة على الأغنية اللبنانية، الموسيقار أيضاً دعم الكثير من الإعلاميين، وفي احدى المرات دفع لإذاعة كي لا تقفل أبوابها ، وكان يساعد من هو بحاجة إلى مساعدة، بالإضافة إلى أنّه دعم وساعد العديد من الفنانين".

وفي ختام الحلقة قالت المر :"ملحم هو الوطن لبنان، الوطن بالأشخاص والنوابغ أمثال ملحم بركات".