انه زياد الرحباني رجل كل الأوقات وكل الأزمان .

. انه العقبري الذي استطاع أن يؤثر بالأجيال من خلال الموسيقى والمسرح .. من عاصر أعمال زياد في القرن الماضي وجد فيها النافذة التي تخترق جدار الظلام والحرب، فكانت مسرحياته الحاجز الوحيد الذي يمكن عبوره من دون الافصاح عن الاسم والعائلة والدين والحزب ... زياد الذي قاطع المسرح منذ فترة يعود اليوم، ولو بطريقة غير مباشرة، ليحرّض الجيل الجديد على الظلم والاقطاع والفساد. يعود زياد مرة ثانية عبر الشاشة الكبيرة ليخاطب الجيل الجديد وليحرك فيه ما لم تحركه التظاهرات والتحركات والمناشدات !

بعد "بالنسبة لبكرا، شو؟"، مسرحية "فيلم أميركي طويل" تغزو الصالات اللبنانية بعد ان وافق زياد على نشر المقاطع المصوّرة منها والتي تعود إلى العام 1980. تتناول مسرحية "فيلم أميركي طويل" الحرب الأهلية اللبنانية في سنواتها الأولى وتعكس صورة عن مجتمعنا من خلال حالات مضطربة أفرزتها الحرب بشكل مباشر. ذلك المستشفى المخصص للأمراض العقلية لا يزال في ذاكرة الناس، حيث مجموعة أشخاص يعانون اضطرابات عصبية، مثل انفصام الشخصية، الصدمة النفسية، الطائفية المفرطة، رُهاب الميليشيات والفلتان الأمني… بالإضافة إلى الإدمان على المخدّرات.

وقد نظمت شركة " MMedia " عرضاً خاصاً للفيلم بحضور نخبة من أهل الفن والسياسة والاعلام والمجتمع. طبعاً زياد الرحباني لم يحضر ! موقع "الفن حضر العرض الافتتاحي للعمل ، حيث التقى محمد حمزة – ممثل شركة "MMedia":

أهم إنجاز للشركة هو المحافظة على هذه الأعمال التي كان من الممكن ان تذهب مع الزمن من دون ان يشاهدها أحد كمسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" و "فيلم أميركي طويل" وهذا الانجاز الذي نفتخر به. الصعوبة الاولى التي واجهتنا كانت اقناع زياد باعطائنا الشرائط المصورة، ويهمني أن أشدد على ان هذه المسرحيات لم تصور لتعرض من هنا كانت الصعوبة الثانية في تحويل المادة التي لدينا إلى فيلم سينمائي.
لقد تعرض فيلم "بالنسبة لبكرا شو؟" لإنتقادات كثيرة بسبب نوعية الصورة والصوت، لكن هذه المسرحية "فيلم أميركي طويل" أفضل لأن المواد التي كانت معنا أفضل بالإضافة إلى الجهد المضاعف الذي بذلناه خلال العمل على الفيلم.
العمل الأول حقق نسبة مشاهدة كبيرة تخطت الـ 155 الف مشاهد في لبنان فقط وهذا أمر جيد. سيتم عرض هذه الأفلام بعروض خاصة ضمن مهرجانات سينمائية في أميركا وكندا واستراليا كما سيتم عرض "فيلم أميركي طويل" في الصالات العربية إبتداء من شهر كانون الأول المقبل.
هناك محاولات دائماً للحصول على أعمال جديدة وهنا لا يمكنني أن أؤكد أو اجزم وجود عمل جديد.


هناك أسماء كثيرة غابت عن العرض منهم كارمن لبس، رينيه الديك، سامي حواط، زياد أبو عبسي ... كما إلتقى موقع "الفن" عدداً من الممثلين الذين شاركوا في العرض الرئيسي للمسرحية منذ سنوات وكان لنا معهم هذه اللقاءات السريعة .

منى سعيدون ( شخصية Miss Aida )
أنا لا أعلم ما اذا كنت أتيت لأشاهد كيف كنت في ذلك الوقت أم أنا هنا لأرى ذلك الوقت من خلالي. لا شك أن هناك شوقاً وحنيناً إلى تلك الأيام والاصدقاء والأشخاص الذين عشت معهم تلك الفترة لأكثر من سنتين مثل غازاروس الطونيان وبطرس فرح وكارمن لبّس ورينيه الديك ودلال كرم وجومانة نعماني وتوفيق فروخ ... وأترحم على جوزيف صقر! "حرام ما يكون جوزيف معنا". هناك مزيج من المشاعر التي لا يمكنك أن تترجمها في هذه اللحظة. لكن يمكننا القول إن تلك الأيام كانت أجمل وحتى "الشبيح" كان أهضم. الأمور لم تبق كما هي بل أصبحت أسوأ. في الماضي كان لدينا حلم بالتغيير. في تلك الأيام كان هناك بقايا دولة أما اليوم فلا يوجد دولة ! أقول للجيل الذي سيشاهد العمل:" شوف واتعلم ! يجب الا نتبع الزعماء لأنك أنت المطالب بالتغيير وليس هم. يمكن الجيل السابق ارتكب الأخطاء لكن الجيل اليوم ليس أفضل حالاً".

إبراهيم شمص (شخصية فرج)
لا اعلم اذا أيام الماضي أفضل من هذه الأيام لكن بالحقيقة كانت أجمل ! نحن اليوم نعود لنشاهد عملاً قدم منذ 35 سنة وما الذي قدمناه حينها وهذا أمر مفرح وجميل. بالفعل لا يمكن أن أصف لك الشعور !
أنا أعتقد أن هذه المسرحية عرضت في الماضي و "كان وقتها" وعرضها اليوم وأيضاً "وقتها وأكتر " .. نحن لا نزال نعيش في فيلم أميركي طويل.
وأقول للجيل الجديد الذي سيشاهد العمل:" انظروا ما الذي حل بالبلد وما الذي سيحدث له .. هناك مؤامرات كبيرة تحيط بهذا البلد ..الأمور بحاجة إلى وعي وهذا الفيلم سيساهم في نشر الوعي لدى الناس.

غازاروس الطونيان (شخصية زافين)
أنا سعيد جدا بأن هناك من فكر بتحويل هذه المسرحية التي عرضت في الماضي إلى فيلم سينمائي بمتناول الجيل الجديد ليشاهدها. أنا متأكد أن العمل سيحقق نسبة مشاهدة مرتفعة كما نشاهد اليوم حولنا هذا الحشد الكبير. انا سعيد بوجود زملائي الممثلين لكنني أفكر ايضاً بشخص عزيز علينا اسمه جوزيف صقر وهو ذكرى لن تفارقني.
انا أرمني – لبناني.. أحببت لبنان وبقيت فيه .. أنا لبناني وأريد أن أبقى هنا !
أقول للجيل الجديد الذي سيشاهد العمل :"كونوا ثواراً وتحدثوا عن الأخطاء التي ترونها ولا تخافوا ! والسكوت عن الخطأ ممنوع !"

رفيق نجم (شخصية عبد الأمير)
اليوم نشاهد العمل مجدداً على الشاشة، في الماضي كنا نقدم كل عرض لمدة 3 ساعات ونصف أو 4 ساعات متواصلة. وبالتالي العمل لن يكون تماماً كما عرضناه في الماضي. لقد مر الزمن وكبرنا كتير ! كلا الوضع لم يتغير ولا نزال نعيش تقريباً نفس الفيلم. لا أعلم ما الذي يجب أن أقوله للجيل الجديد ! الأمور لا تزال كما هي .. نعيش اليوم فيلماً أميركياً وفيلماً روسياً وغيرهما من الأفلام !

بطرس فرح ( شخصية قاسم)
ما أشاهده اليوم أمر مفرح جداً ويذكرني بالماضي. الحشد الموجود اليوم لمشاهد الفيلم يذكرني بالجمهور الذي كان يحضر عام 1980 ليشاهد المسرحية.
الامور لم تتغير منذ "فيلم أميركي طويل" حتى اليوم، لا بل أصبحت اسوأ ..في تلك الأيام كان هناك "بحبوحة والناس معها مصاري ومرتاحة ". اليوم لا يوجد شيء "والعالم طفرانة" .
نفتقد في هذا الحدث لجوزيف صقر وزياد الرحباني .. رحم الله جوزيف صقر. بينما زياد لا أعرف لمذا لا يحضر !

فؤاد حسن (شخصية فواز)
أنا سعيد بمشاهدة المسرحية لأنني لم أشاهدها عندما كنا نعرضها. كما أنني سعيد بأنني عدت 35 سنة من العمر والفن إلى الوراء، فزياد الرحباني هو المدرسة بالنسبة لي فهو علمني كيف أتصرف على المسرح ومن علمني الكوميديا هو الممثل صلاح تيزاني (أبو سليم) ومن علمني الدراما هو الممثل الراحل رشيد علامة. ستكتشف خلال عرض المسرحية أن الأمور لم تتغير. لكن للأسف هناك انحطاطاً في المسرح اللبناني لم يعد هناك رؤية ولم يعد يوجد من يقول الحقيقة كل ما يهمهم هو الفتاة الجميلة ! المسرح هو ثقافة لكل المجتمع !
وأقول للجيل الجديد الذي سيشاهد العمل :"أتمنى من الجيل الجديد أن يتعلم من الماضي ليكون المستقبل أفضل. ولكل الممثلين الذين سيشاهدون العمل أطلب منهم أن يروا كيف يكون التمثيل والفن الحقيقي".


يُعرض الفيلم إبتداءً من 20 تشرين الأول 2016 في معظم صالات السينما وفي مختلف المناطق اللبنانية. وطبعاً لا بد من الاشارة إلى أن العمل السينمائي تشوبه بعض الثغرات رغم الإنجازات التي تحققت في عملية الترميم التي استمرت أكثر من سنتَين، قبل إنجاز المونتاج النهائي. "فيلم أميركي طويل" يتمتع بنوعية جيدة، صوتاً (enhanced surround 5.1) وصورة وهي أفضل من فيلم "بالنسبة لبكرا شو؟".

لمشاهدة ألبوم الصور، اضغطهنا.