مما لا شكّ فيه أنّ مسلسل "نص يوم" مختلف، عملٌ لا يشبه باقي الأعمال، نوع جديد من الدراما قرّرت شركة "الصبّاح للإعلام" أن تخوض فيه التحدي مع الممثلين تيم حسن ونادين نسيب نجيم.


أداء تيم حسن لشخصية "ميار" بدا طاغياً، وحشٌ برتبة ممثل. شخصية الزوج الضعيف والعاشق قدمها حتى النفس الأخير، لا تمل من حضوره ولا الكاميرا تمّل منه. نادين نجيم قدّمت أجمل أداورها في هذا العمل، أجادت دور النصابة المثيرة، العاشقة الخائنة، وفي الحلقتين التي ظهرت فيهما بدور كفيفة قدّمت أجمل ما لديها لتبرهن أنّها قادرة على كل الأدوار، فالتاج لا يتخلى عن الملكة.
نجيم غابت عن عدد كبير من الحلقات، إنتظرنا الضرورات الدرامية لتغيبها عن هذه الحلقات مع نهاية العمل، لم نجدها. لا مبرر كي لا تكون مشاهدها متساوية مع مشاهد البطل ، فالجمهور كان في إنتظار كل مشهد يجمع "ميار" بإحدى شخصيات النصابة "ميسا" وفي كل لقاء يخرجان أجمل ما عندهما.

وككل الأعمال المقتبسة يقع صنّاع العمل في الفخ الدائم وهو تطويل الحلقات، إختراع مشاهد غير ضرورية، حشو وراء الآخر كاد أن يجعل المشاهد يقلب القناة "البعض فعلها" لولا أداء أبطال العمل وحضورهم المحبب، وهنا لابدّ أن نعطي لبعض المشاركين في العمل حقهم مثل أويس مخللاتي الذي قدم دور "جابر" والذي شكل ظاهرة العام في الدراما الرمضانية، حيث أنّه قدّم دور الرجل الشرير ببراعة تنافس أداء نجيم وحسن، كذلك الممثلان حسين مقدّم وفادي أبي سمرا. أما خبيرة الموضة مايا حدّاد فأضافت بلمستها الكثير لأداء تيم ونادين.
مخرج العمل سامر البرقاوي لم يكتفِ بالإقتباس من أفلام وروايات أجنبية، بل وصل إلى مرحلة إستنساخ بعض المشاهد من أفلام أجنبية، كمشهد زوجة موظف الدولة الذي لم يكن له أي ضرورة درامية وكان الأفضل عدم ذكره في السياق الدرامي ، وغيرها من المشاهد التي جاءت دخيلة على أحداث المسلسل خصوصاً في الحلقات العشر الأخيرة. وفي الوقت نفسه يحسب للبرقاوي صورته الجميلة والأسلوب التشويقي الذي يتميّز به.

برأينا ، نطلب من كتاب المسلسلات حين يريدون أن يقتبسوا من أي فيلم أجنبي ألا يكثروا من عدد الحلقات كل لا يمل المشاهد ، يمكنهم أن أن يقدموا العمل على شكل خماسية أو ثلاثية .