حين نأتي على ذكر إسم علي دياب يتبادر إلى ذهننا رائد من رواد تلفزيون لبنان، ونعود بالذاكرة والحنين إلى أدواره المؤثرة في مسلسلات حقبة ذهبية، هو الذي عاصر جيل التلفزيون الأول، أمثال : عبد الكريم عمر، الياس رزق، عوني المصري، ايلي ضاهر، وحيد جلال، يوسف فخري وفيما بعد ميشال تابت، عبد المجيد مجذوب، سمير شمص، جوزيف نانو وغيرهم .


علي دياب، ممثل وماكيير لبناني من مواليد 2 آذار 1928. بدأ حياته الفنية من خلال مسارح الهواة في لبنان، بعدها حاول الهجرة إلى مصر ليعمل بالسينما، لكنه لم ينل إلا أدوار الكومبارس، فعاد إلى لبنان حيث عمل في التلفزيون بعد افتتاحه.

صاغ الممثل صورة خاصة في الذاكرة الجماعية التي أسهم تلفزيون لبنان في تأسيسها منذ انطلاقته، وقد شهد تأسيس الدراما المحلية، كما شهد مراحل تقلب السينما. «المليونير المزيف» ،و «جد لولو»، و «البخيل»... قدم علي دياب مجموعة كبيرة من الادوار التلفزيونية والسينمائية ايضاً، على اثر انطلاقته في مسرح الهواة في طرابلس. غير ان قلة تعرف الوجه الآخر له. فالممثل هو ايضاً من اوائل الذين احترفوا الماكياج للتلفزيون، اتقنه على يد ماكيير ايطالي، ليعمل من ثم مع السيدة فيروز وفي افلام واعمال تلفزيونية، ولكن الممثل الذي لم يفقد تواضعه او عفويته وبقي مكرساً نفسه للمهنة التي أحبها حتى آخر رمق من حياته حين عرض عليه «ابو سليم»، صلاح تيزاني، دور البخيل في سلسلة تلفزيونية، منذ الحلقة الاولى، نال الدور اعجاب الناس وحقق خلال عام واحد شهرة واسعة ، وأدى معه أدواراً كثيرة، وكان انطلاقته في عالم التمثيل.
من الأفلام السينمائية التي شارك فيها: (بيت الطاعة) 1953، (بدوية في باريس) 1964، (مغامرات شوشو) 1966، (لست مستهترة) 1968، (نار الشوق) 1970، (سيدتي الجميلة) 1975، .. وغيرها. كما شارك دياب في مسلسلات تلفزيونية عديدة مثل: (كانت أيام) 1964، (شارع العز) 1969، (القناع الأبيض) 1974، (عازف الليل) 1978 ، (الأمانة) 1982، (بسمة التخلي) 1984، (صائمون .. ولكن) 2005.

إتجه علي دياب في فترة إلى العمل بالماكياج، فشارك كماكيير في أفلام مثل: (الرحلة الأخيرة إلى بعلبك) 1964، (طريق الخطايا) 1969، (باريس والحب) 1971، .. وغيرها.
برحيله فقدنا هامة من هامات الفن الأصيل إنه فنان لا يتكرر...وداعاً علي دياب.