"باريسيّة" فيلم جديد يضاف إلى أعمال المخرجة اللبنانية الفرنسية "دانيال عربيد" السينمائية.

عربيد التي تثير الجدل دائماً من خلال أعمالها خصوصاً في لبنان حيث منعت أعمالها مرّات عديدة بسبب ما تحتويه من مشاهد جريئة. إلاّ أنها تحصد الجائزة تلو الأخرى في المهرجانات خارج لبنان. هي الفرنسية من أصل لبناني عاشت في صراع بين وطنين الأول هو لبنان وطنها الأمّ والثاني وطن قدّم لها الأمان والحريّة وأنضجها لتصبح فنانة ومخرجة مبدعة.

مما لا شكّ فيه أنّ عربيد تملك رؤيا خاصة في الإخراج ميّزتها خلال مسيرتها من أفلام قصيرة ووثائقية إلى الأفلام الطويلة.
فيلم "باريسية" ينقل إلى المشاهد قصّة فتاة لبنانية أجبرها الواقع في بلدها لبنان إلى الهجرة نحو فرنسا وتحديداً إلى باريس من أجل أن تتعلّم وتعود، وعند وصولها إلى باريس تقيم في بادئ الأمر عند خالتها وزوجها اللذين يسكنان هناك. إلاّ أنّ الصدمة الأولى التي تتعرّض لها الفتاة هي محاولة اغتصابها من قبل زوج خالتها ما جعلها تهرب من المنزل لتجد نفسها وحيدةً في مدينة ضخمةٍ غريبة. وهنا تبدأ الأحداث بالتصاعد إذ إنّ الفتاة تتعرف إلى أصدقاء جدد وتسكن عندهم ثمّ يقومون بطردها لتلجأ إلى شخص آخر معتمدة على نفسها وسط صخب المدينة وصعوبة العيش فيها خصوصاً وأنها أجنبية تحاول التأقلم في مجتمع جديد عاداته وتقاليده مختلفة عن ما عرفته في بلدها، لكنها بذكائها تتأقلم مع المجتمع الباريسي وبحنكتها وجمالها تتمكّن من تغيير نفسها بما يناسب المدينة.


الفيلم بطولة : منال عيسى، فاسان لاكوست، دارينا الجندي، بول هامي، فادي أبي سمرا، داميان شابيل ووليد زعيتر. إخراج دانيال عربيد.

وكان حفل إطلاق الفيلم في الصالات اللبنانية يوم أمس الاثنين 11 نيسان الساعة السابعة Vox Cinemas والنصف في
وقد حضر الحفل أهل الفن والإعلام والمدعوون وسط جوّ من الفرح والتشوّق لمشاهدة الفيلم.

موقع الفن كان حاضراً في حفل إطلاق الفيلم حيث اجرى أحاديث قصيرة مع عدد من الممثلين والمخرجة دانيال عربيد.

المخرجة دانيال عربيد أشارت إلى أنّ الفيلم يتمحور حول الفتاة التي تقرّر العيش في باريس وما يحدث معها هناك من قصص حبّ ومجاذفات وعلاقات. أما عن منال عيسى التي أدت الدور الرئيس في الفيلم فأكّدت عربيد انها المرة الأولى التي تمثل فيها عيسى وأنها اكتشفت موهبتها في فرنسا وحول تمثيلها شدّدت عربيد على أن منال أدت دورها كأنها ممثلة منذ اكثر من عشرين عاماً والسبب يعود إلى موهبة تملكها. كما أشارت إلى أنّ معظم أفلامها مستوحاة من سيرة حياتها لكنها تعمل على أخذ تفاصيل من حياة الآخرين فتدمجها في أفلامها، فأحداث باريسية بعضها من خلال تجربتها الخاصة وبعضها من نسج خيالها. وأوضحت أن في باريس أصبحت مخرجة وتعرفت الى عالم مغاير لما هو في لبنان الى ثقافة جديدة وغنية. وأصداء هذا الفيلم عظيمة من ناحية تلقيه في فرنسا.

كما كان لنا حديث مع الممثل الفرنسي بول هامي الذي أشار إلى أن تجربته في هذا الفيلم كانت تجربة رائعة ومثيرة للاهتمام فمن خلال هذا الدور تعرف إلى باريس في الثمانينات واختبر مرحلة مختلفة من عصر فرنسا. أما تجربته مع منال عيس فكانت جميلة اذ إنها تمثل للمرة الأولى فاكتشفت السينما من خلال دورها هذا وهذا مؤثّر بالنسبة إليّ أن أؤدي دوراً مع ممثلة لبنانية تكتشف المجتمع الفرنسي الغريب. وعن دوره أوضح أنه حبيبها الأول الثريّ الذي تتعرف اليه في باريس ويهجرها فيما بعد. وقال إنه يحبّ الطعام اللبناني خصوصاً الحمص والمنقوشة.

كما تحدث إلينا الممثل فادي أبي سمرا الذي أكّد أنه يحب العمل مع دانيال عربيد فهو يحبّ طريقة عملها الإخراجيّ. أما عن دوره فلفت إلى أنّه دور ثانويّ لكنّ عربيد تحبّ التعامل معه. ويكون في الفيلم خال الفتاة الذي يأخذ مكان والدها المريض. وعن اختيار العنوان ليكون باريسية أوضح أبي سمرا أنّ كل من يهاجر الى باريس يتعلّق بالمدينة، لا بالبلد المدينة التي تحوي أعراقاً مختلفة وتنوعاً غنياً جداً وهو يجسّد حالة معظم اللبنانيين الذين يعشقون باريس تحديداً.

أخيراً كان لنا حديث مع الممثلة والمسرحيّة عايدة صبرا التي كانت من أول الحاضرين إلى الحفل. فقالت إنها ترفع القبّعة تحيّة لكل من يخوض تجربة العمل السينمائي لأنها بحق مغامرة خصوصاً وانّ الدعم اللازم غير موجود في لبنان من أية جهة كانت. ويجب أن تدعم هكذا أفلام حصدت جوائز ونالت استحسان النقاد وأن تعرض في جميع الصالات حتى يتمكن اللبنانيون من مشاهدته. في جميع أنحاء العالم هناك الأفلام التجارية وهناك الأفلام الموجّهة الى فئة معيّنة لكنّ ما يحزنني أنّ الأفلام التجارية تأخذ حيزاً أكبر لأنّ الأفلام الأخرى لا إمكانية لهم. ثمّ هنّأت دانيال عربيد على عملها هذا وتمنّت لها المزيد من النجاح.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًاضغط هنا.