تقديراً لعطاءاته الكبيره للشعر والأدب ولوطنه لبنان ، حيث أن كلمته هي كلمة الحق التي غناها كبار فناني لبنان ، كرّم الأديب ناجي نعمان في مؤسسته الثقافية، وفي إطار الموسم الثامن لصالونه الأدبي الثقافي (2015-2016)، الشاعر والصحافي والناشطَ الثقافي رفيق روحانا، في "لقاء الأربعاء" الخامس والأربعين.


بعد النشيد الوطني ، كانت كلمة نعمان حيث قال :"لِرفيق روحانا ملكوته ، وهو، في مَلكوته المَلك. نعم، للرجل تاريخ في مُعاقرة الشِّعر، وصُخور عشقوت وكسروان تشهد، وكذا تشهد أفئدة كثر من متذوقي الكلمة في لبنان وخارجه. وللرجل يد في النشاط الثقافي، وإنْ هو إفتَخَرَ بتَتَلمُذه على الكبير سعيد عَقل، فقد تَتَلمذ عليه، هو أيضاً، عَديدون ممن أسهم في إطلاقهم بُذورًا طَريَّةً، وإنَّما طيّبة، في تراب التَّأدُّب، فالأدب".

وتحدث الدكتور ميشال كعدي بإسم دار نعمان للثقافة ومؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجَّان ، فقال :"كلماتُه النَّضحُ المُرصَّف، تَندى رشاشاً، فعلى وَقعها سَفحُ طيب، وحَبكُ غَمام، رَصدته حبَّات لؤلؤيَّة، مُحكمة الصَّنعة، يعيش خلفَها نَثير أصابع، شهدت لِعظَمَة الشِّعر اللُّبنانيّ، واللُّغةِ اللبنانيَّة، المُعلَمَة باليَواقيت. إذا كتبَ، أو نادى الجمال، تهالكَ على الورد ولا إكتفاء ، وإذا داعَبَ زهرة في حديقته، تراه شَرسَ الغِواية، لا يَرويه تَفتيقٌ لزهرة واحدة، ولا يُكمِلُ سكرته فَوحٌ، فالعتب أبدًا موجود على خُصور المُعَرَّشات".

وألقى الشاعر الياس زغيب قصيدة، مطلعها :"خلف المسافه لْ من عَتِم وسْكوت/في تلج عَم يعلك رغيف البَرد/والرِّيح تِبعَتلو رَسايل ورد/ومدنَّق رماد الحكي ببيوت/عجقة قوافي واقفي بالشَّرد/وخمَّار عَم يوقد وَحي بعَشقوت/يوزن جنون العاصفه بالجرد/يقطِّر قصيده بكركة الملكوت".

وكانت كلمة للإعلامية والشاعرة ماجدة داغر، فقالت :"هو المعلم الذي نبَّهني الى أن القصيدة والشاعر متل الشمس وأشعتها، صنوان للنور. وهذا الاستاذ الذي علَّمني أننا نحن أبناء القصيدة ورُسُلها. هو القلب والحبّ ورسول الفرح والأمل، وهو عظمة الإنسان ببساطته ونقائه".
وأضافت :"مهما حاولنا أن نصف كبرك ونُبلك وجمالك وعظمة قلبك، نبقى خلف الكلمات وخارج اللغة، لأن ما في لغة تتطاول على لغة روحك، وما من قاموس يتسع للمترادفات التي تعني إسمك: رفيق الفكر بالفصحى، ورفيق القلب بلغة لبنان إللي بتِعشَقو. نحن نعشق وجودك بيننا وحضورك الذي يكبر فيه الوطن".


كما كانت لزياد ذبيان الأبياتُ-الهديَّةُ الآتية :"قصائدك السَّمحاءُ زادُ مُسافرِ/ومِنبرك الشِّعريُّ في كلِّ خاطرِ/معانيك، أبعادٌ تضيقُ بها الرُّؤى/وآفاقُ وَحيٍ، دون بَدءٍ وآخِرِ/حُروفٌ، كأهداب النُّجوم، غزلتَها/بإبداع فنَّانٍ، وإعجاز ساحرِ/غنيٌّ، كما كلُّ انتماءٍ إلى العُلى../نديٌّ... أثيريٌّ، كعِطر مجامرِ".


وشكرَ روحانا مُضيفَه والمُنتَدين بأبياتٍ، وألقى قصيدةً بعنوان "بين الميثولوجيا والواقع"، ثمَّ إرتجل الشَّاعر الياس خليل أبياتًا زجليَّةً للمناسبة، منها، في المُحتَفى به :"يا رفيق بشِعرك المَنحوت/خلَّصتني من حرقتي وضَيمي/بإبداعك منَعت القوافي تموت/رفيق الشّمس والنّسر والغيمه/ملكوتك مزيِّن أرض عشقوت/تحت العريشه بفَيِّة الخيمه/وما زال بعدَك سيِّد الملكوت/شو بيمنعَك تبقى سعيد العقل/وتبدِّع بشِعرك متل جبران/ وتعيش قَد مخايل نعَيمه".

وسلَّم نعمان ضيفه شهادة التكريم والإستضافة، وإنتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجَّاني لآخر إصدارات مؤسسة الثقافة بالمجَّان ودار نعمان للثَّقافة، بالإضافة إلى آخر عدد من مجلَّة "غادة". كما جال الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة متري وأنجليك نعمان الإستعاديَّة.
هذا، وتميَّز اللقاء بحضور جَمهرَةٍ من مُحبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشعراء والأدباء والفنانين والدَّكاترة والأساتذة ورجال الدين والقضاة: سهيل قاشا، موسى زغيب، سهيل مطر، جورج أبو أنطون، وليم حسواني، حبيب يونس، هلا المرّ، غادة الخرسا، إميل منذر، جان سمراني، رياض حلاَّق، أنطون زغيب، جان أبي رزق، نهاد الشّمالي، جورج بارود، سمير خيَّاط، أديب القسِّيس، جورج مغامس، جان كمَيد، ريمون عازار، أسعد جوان، زياد ذبيان، نبيل بو عبسي، أنيس مسلِّم، جوزف مسيحي، نزيه شلالا ، جوزف راضي، كمال عقيقي، حكمت حنين، أنطوان سعد، سيمون خليل، سليم أبو معشر، إنعام الأشقر وابنتها داني، طوني ضاهر وعقيلتُه ليلى وبناته موريال، وميريام، وماريان، رفيها حبيب وإبنتها فاديا، إلى عقيلة المُحتفى به سهام، وابنه أنيس.

موقع "الفن" كان حاضراً في حفل تكريم الشاعر رفيق روحانا وعاد بهذه التصريحات الخاصة .

الشاعر رفيق روحانا:"أنا سعيد بهذا التكريم الذي يأتي من شخص مثل ناجي نعمان ومؤسسته الثقافية".

وأضاف :"أشكر الذين شاركوا في حفل التكريم ، الذين ألقوا كلمات عنّي والحضور أيضاً".

وعن رفضه إستلام وسام تكريم من وزير ثقافة سابق ، قال روحانا :"أعتقد أنه من عائلة حمود ، نيست إسمه ، كان في مدرسة المون لا سال وأتى أمام 500 شخصاً ليعطيني وساماً فقلت له "إنت ووسامك يا حلو ، تنيناتكن عني إرحلوا ، لمن بتطبعلك كتاب ، معقول فكّر اقبلو" ، "كيف وزير ثقافة مش طابع كتاب؟".

السيدة سهام زوجة الشاعر المُكرَّم:"رفيق هو الزوج والأب والشاعر الشفاف الغني بأخلاقه وبعاطفته وحنيته وبتربيته لأولاده ، علمني القيم والمحبة وصفاوة الرأس ، علمني نقد الكلام ، نقد الشعر الذي فيه شيء غير موزون أو خطأ ما فيقوله أمامي فأنتقد".

وأضافت :"حياتي عشتها معه وصار لنا 44 عاماً "ما في يوم زعلتو وما في يوم زعلني" ، لديه أخلاق عالية ، والمرأة التي تعيش مع هكذا شاعر تعيش حياتها سعيدة جداً ، يليق به التكريم لأنه أباً عن جد مثلما يقولون".

الأستاذ أنيس روحانا ، إبن الشاعر المكرَّم:"لدي أعظم والد في الدنيا بكل تفاصيله بأخلاقه وشعره وعطائه ونفسيته وحبه لأولاده ، هذا التكريم تكريم العالم ولكن تكريمه أهم بكثير من هذا".
وأضاف :"منذ أن كان عمري 5 سنوات كان الشاعر سعيد عقل ينام في منزلنا ولديه غرفة في منزلنا وتعرفت على الكبار ، وأتمنى أن يتعرّف هذا الجيل الجديد على الكبار ويتعلم ولو القليل من نفسيتهم ، أنا أصررت أن أعرّف إبنتي الصغيرة ، وهي الآن أصبح عمرها 14 عاماً ، على سعيد عقل ومنصور الرحباني وأنطوان كرباج ، على هؤلاء الشعراء وهذا الجو لأن هذا الجو عندما يذهب تذهب الأخلاق من الناس ونصل إلى ما نحن فيه الآن ، هذا الجيل ذكي ولكنه غير واعٍ".
وتابع روحانا :"تعلمت من والدي الصدق ، فأنا لا أعرف أن أكذب وهو أيضاً "دغري بيبيّن ع وجّه" ، وتعلمت منه حب لبنان وأن تحلم كبيراً وتحترم المرأة ، هذه أهم صفاته .
إن ما تعمّر بقلبك ولنّو بالحكاية
أكبر من بعلبك قللي لشو جايي
ع هالدني وملبّك".

الشاعر موسى زغيب:"أنا قلت له أكثر من قصيدة في أكثر من 20 مناسبة بين ملكوت الشعر ومناسباته ، هذا الرجل كان والده من شعراء لبنان الكبار وكلّفه بأن يفعل شيئاً بعد أن يرحل ، فكان رفيق "على قد الحمل وزيادة".
وأضاف :"هذا الرجل مستمر في حياته على مدى 25 عاماً ليلاً نهاراً وفي كل المناسبات هو يعمل ، وزوجته أيضاً تستأهل الشكر والمحبة لأنهما أولاً بالنسبة الى الكرم يقطفون الكرز والتفاح والتين ويعطونهم للضيوف ، ثانياً قلوبهم مفتوحة قبل منزلهم ، ما من أحد يستطيع أن يقطع المسافة التي قطعها رفيق روحانا وبالمهمة التي نفذها ، أنا أهنئه".

الشاعر وليم حسواني:
"حتى إله الشعر من نومه يفيق
ويسكب على هالفانية الخمر العتيق
كان لازم عالدني يودّي رسول
يبشر بملكوت الشعر ودّى رفيق".

الشاعر أسعد جوان:"ألف مبروك لرفيق ، أتمنى من الله أن يديم عليه الصحة وأن يطيل يعمره".

وأضاف :"رفيق روحانا هو عمود من عواميد بعلبك في الشعر اللبناني ، فهو أضاف إلى الشعر والحب والصداقة ، رفيق شخص لا يتككر ، أحبه من كل قلبي".

الدكتور سهيل مطر:"أعرف رفيق منذ كان عمره 18 عاماً حين بدأنا سوياً السنة الجامعية الأولى ومن حينها لم نفترق من حيث الصداقة والمحبة ، أما لناحية دوره الأدبي والفني فهو رجل مميز وفتح له بابه وقلبه وحديقته لنقول شعراً ، أنا أحييه على قدر ما أعطى شعراً وأدباً".
وعن جائزة الشاعر سعيد عقل قال لنا مطر :"كل مبدع وكبير لا بد من أن يأتي يوم ويحصل على هذه الجائزة".

الشاعر حبيب يونس:"أبارك للأستاذ رفيق روحانا تكريمه ، وأقول له إنه إذا كان الأستاذ سعيد عقل هو سنديانة الشعر التي كانت تفيي علينا ، فهو كل الفَي ، مبروك طبعاً".

الأديب ناجي نعمان:"تحدثت معه عن التكريم منذ حوالى 4 أو 5 سنوات والتأخير كان بسببي ، صالوننا أصبح في موسمه الثامن ، نحن نقيم 6 صالونات فقط وأحاول أن أنوّع فيها قليلاً ، رفيق روحانا هو الذي يجب أن يُكرّم ، هو سبقني كثيراً في موضوع الأنشطة الثقافية ، و"ملكوت الشعر" وعلى مدى سنوات أظهر مئات الشعراء وقوّم لهم بعض الإعوجاجات ووجّههم ، نحن تلاميذه في هذا الموضوع ، ربما لدي أفكار أخرى في الثقافة المجانية سبقتُ غيري فيها وليس فقط في لبنان بل في العالم أيضاً ، وإنما في مجال الشعر فهو السبّاق".
وأضاف :"إفتتحتُ أنشطة ثقافية مختلفة مثل "مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة" "هيدي ما في منها" ، والصالة الإستعادية هنا ، وفكرة الكتب المجانية منذ العام 1991 أيضاً لم ينفذها أحد ، وبالنسبة للصالون هنا ، يأتينا أحياناً أدباء كثيرون يستحقون التكريم ، ولكن الأستاذ رفيق هو ناشط في المجال الثقافي ويُفكر في تكريمي ، وأصررت على أن أكرمه أنا لأنه شاعر كبير وله فضل كبير على عدد كبير جداً من الشعراء وهذا ما يجب أن نشدد عليه ، ولديه أعمال رائعة".

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا.