"العمل مع الرحابنة والمشاركة في مسرحية "الفارس" بمثابة مرحلة إنتقالية ذهبية في عالم المسرح الغنائي، وأتمنى ألا يقتصر عرضها على دبي وتنتقل إلى الدول العربية أو أن أقدم عملاً آخر معهم ويعرض في جبيل".

.هذا من ضمن ما جاء على لسان الفنانة اليمنية بلقيس فتحي خلال المؤتمر الذي عقد على هامش مشاركتها في إحياء الليلة الخامسة من فعاليات مهرجان ربيع سوق واقف، الذي تنظمه إذاعة "صوت الريان"، وذلك داخل فندق دابليو في الدوحة.
المؤتمر، الذي أداره بحرفية واضحة الإعلامي فواز مزهر، كان إيقاعه سريعاً ويفيض بنبض بلقيس التي بدت مرتاحة جداً وارتقت بكلماتها موضحة أفكارها بتسلسل جيد ومفردات منتقاة بعناية، كما بدت متقدة الذكاء وحاضرة للإجابة على أي سؤال قد يطرح عليها، الأمر الذي لفت إنتباه الصحافيين جميعاً وأثار حشريتهم لسبر أغوار تفكيرها.


إستهلت بلقيس المؤتمر بالتحدث عن مشاركتها مرة أخرى في مهرجان الربيع، وعن التطوّر الذي يشهده مع كل دورة جديدة، وأعلنت أنها ستؤدي خلال حفلها أغنيات تراثية تؤديها للمرة الأولى على خشبة المسرح. واعتبرت بلقيس أن الشيلات ليست دخيلة لكنها باتت أفضل مع إضافة أصوات الآلات الموسيقية كما تطوّرت في الطرح. أشتم في الشيلات "ريحة البداوة"، وهناك إقبال كثيف عليها، ونحن الفنانون بتنا ملزمين بتقديمها لأنها مطلوبة بشدة.
عن كليب "مبروك"، قالت بلقيس إن تصويره تمّ خلال عقد قران صديقين لها في جدة، وأنها قامت بذلك بعدما حصلت على موافقة الأهل رغبة منها بنقل صورة تراث أهل الحجاز كما هو. وصرّحت بأن ثمة فرقاً شاسعاً بين مطربة تغني فقط في حفلات الزفاف وأخرى تقف على خشب المسارح والمهرجانات، وأشارت إلى أن ثمة أغنيات لا تصلح لتقديمها على المسارح لذلك فهي تحرص على دراسة ما ستؤديه، وأن هناك فرقاً ما بين الأغنية النجمة والفنان النجم وأن الألبوم المليء بالمجاملات فاشل.

وعندما سئلت إذا ما كانت اليوم في مصاف أحلام ونوال الكويتية، ردّت بلقيس بإبتسامة :"بدك تفوّتني بالحيط"... ومن ثم، وصفت بلقيس المخرج خالد الرفاعي بالحالة الاستثنائية المتفرّدة في الخليج وأعلنت أنها ستتعاون معه في عمل جديد يحمل عنوان "أمبيه".
ولم تنفِ بلقيس إمكانية التعاون مع الفنان القطري فهد الكبيسي من خلال تقديم ديو، إذ تجمع بينهما علاقة ود واحترام، وأن الفكرة طرحت سابقاً لكنهما لم يجدا بعد عملاً مناسباً لتقديمه. واعتبرت بلقيس أن ارتفاع نسب المشاهدات على اليوتيوب لأي أغنية لا يجعل من الفنان نجماً، وأن سعد المجرّد حقق ما لم يتمكن أي مطرب عربي من تحقيقه، وأنها ضد فكرة إلغاء نجاح أحلام ونوال ومشواريهما المليئين بالإنجازات لأن أغنيتها احتلت مراتب متقدمة، وأشارت إلى أن النجاح يمنحها دفعها للتقدم والتطوّر. وعلّقت على موضوع تقديم الأغنيات الوطنية بأن هذه الأعمال حاضرة ولكن ليس بالضرورة أن تترجم بأغنية فهي مثلاً قامت بزيارة مخيم للاجئين اليمنيين في جيبوتي.

أما عن تعاملها مع الرحابنة فأكدت أنهم لا يختارون كائناً من كان ويدرسون شخصية الفنانة قبل التعاقد معها ونقلوها إلى عالمهم المختلف... وتابعت بالقول :"هم الأقوى في العالم العربي". أما بالنسبة إلى الفنانة كارول سماحة فقالت عنها إنها باتت نجمة في السماء وإن الفنانة هبة طوجي إنتقلت إلى فرنسا متجهة نحو العالمية.

وردّاً على سؤالين لـ"الفن": الأول حول تحضيراتها الجديدة للمهرجان كونها ليست المرة الأولى التي تشارك في فعالياته، والثاني حول وقوفها إلى جانب الفنان غسان صليبا الذي يعتبر قامة كبيرة في عالم المسرح الغنائي، أجابتنا بلقيس :"ما لا يعرفه الجمهور أنني عندما وقفت للمرة الأولى على خشبة مسرح هذا المهرجان إكتشفت أن جمهوراً يمنياً كبيراً حاضر في المكان، وعندما قدمت سابقاً أغنية "على شاطئ الوادي" فإرتفعت صيحات الموجودين بالقول: "جنوبي من يافع"، وهذه المرة حضّرت أغنيات يمنية عديدة لتقديمها وأحضرت معي عازفي إيقاع يمنيين إلى جانب عازفي ايقاع الخليجيين".

أما عن الفنان غسان صليبا فقالت بلقيس :"30 سنة من المسرح الغنائي مع الرحابنة وإسم ذهبي وهو من الفنانين الذين يمنحون من يقف أمامهم طاقة إيجابية، وساعدني كثيراً. وعلى الرغم من فارق العمر والخبرة، إلا أن المشهد بدا وكأننا بالفعل عاشقان، ومن يشاهد المسرحية يشعر بالحب الكبير فيها، وهذه هي المرة الأولى في حياتي التي يمسك فيها أحد يدي في الوسط الفني"... وأضافت: "غسان أول رجل مسك إيديّ بس ما بعرف إذا رح تكون آخر مرة".