بعد إطلاقه في مدينة نابلس، استطاع فيلم 3000 ليلة للمخرجة مي مصري أن يحدث تغييراً مهماً للمشهد السينمائي في المدينة الفلسطينية، حيث رفعت سينما سيتي لافتة كامل العدد على شباك تذاكر قاعة عرض الفيلم التي اكتظت بالجمهور، وهو مشهد غير معتاد في أي عرض سينمائي سابق بالمدينة، وتقرر مد عرض الفيلم لأسبوع إضافي مع استمرار الإقبال الجماهيري والعروض كاملة العدد، حيث تم الإعلان سابقاً عن إطلاق الفيلم في دور العرض التجارية بنابلس لمدة أسبوع واحد فقط ينتهي غداً الجمعة.



وقد شهد عرض افتتاح الفيلم حصول المخرجة مي مصري على 3 دروع تكريمية من جامعة النجاح الوطنية، جمعية اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس ومن عائلة المصري تقديراً لجهودها في السينما الفلسطينية، كما شهدت حضوراً غفيراً من ضمنه العديد من النساء اللاتي خضن تجربة الاعتقال في السجون الإسرائيلية وعدد من المهتمين بالفعاليات الوطنية والمؤسساتية من داخل وخارج محافظة نابلس.

الفيلم الذي من المقرر أن تتوسع عروضه في دور العرض بالعالم العربي كان قد عُرض مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية من خلال مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي في كاليفورنيا، والذي انتهت فعالياته الاثنين 11 يناير.

وقبلها فاز 3000 ليلة بجائزة لجنة التحكيم في النسخة الثامنة من العروض الدولية لأفلام وتلفزيون المرأة بالولايات المتحدة الأميركية، ونال جائزة الجمهور في مسابقة نقطة الالتقاء بالدورة الـ60 من مهرجان بلد الوليد السينمائي في إسبانيا، حيث بلغ متوسط تقييم الجمهور للفيلم 4.297 من 5 نقاط، ووفقاً للبيان الرسمي الذي أصدره المهرجان، فقد "تلقى فيلم 3000 ليلة أكثر استقبال دافئ من الجمهور من بين أفلام المسابقة".

وتعد الجائزتان تتويجاً لردود الفعل المشجعة التي حققها العرض العالمي الأول لفيلم 3000 ليلة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ثم مشاركته في مهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية، ومهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني، والذي كانت عروض الفيلم خلاله كاملة العدد ونفذت تذاكره سريعاً قبل العرض.

فيلم 3000 ليلة هو إنتاج فلسطيني فرنسي لبناني بمشاركة الأردن والإمارات وقطر، وتقوم شركة MAD Distribution بتوزيعه في العالم العربي.

ويروي الفيلم قصة مُدرّسة فلسطينية تضع مولودها الأول في سجن إسرائيلي، فتواجه أصعب التحدّيات من أجل حماية ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل.

مي مصري مخرجة فلسطينية، درست السينما وهي في السابعة عشر من عمرها في جامعة كاليفورنيا، بيركلي وجامعة ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية حيث حصلت على درجة البكالوريوس. وتمتلك مي تاريخاً هاماً وثرياً من الأفلام الوثائقية التي تتسم بزواياها الإنسانية حصلت من خلالها على أكثر من 60 جائزة في مهرجانات السينما الدولية، ومن بين أفلامها: تحت الأنقاض(1983)، زهرة القندول (1986)، بيروت جيل الحرب (1998)، أطفال جبل النار (1991)، أحلام معلقة (1992)، أطفال شاتيلا (1998)، حنان عشرواي: امرأة في زمن التحدي (1995)، أحلام المنفى (2001)، يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب وفيديو (2006)، و33 يوم (2007).