يريد المخرج تامر إسحق من مسلسله الجديد "خاتون" تغيير الصورة والنظرة العامة إلى دراما البيئة الشامية، فيقحم أفكارا جديدة في سياق القصة تخدم تغيير بعض المفاهيم التي برزت في السنوات العشر الأخيرة من خلال عشرات الأعمال التي حاكت وتناولت دمشق القديمة أيام العثمانيين ومن ثم الفرنسيين.

في خاتون والذي كتب نصه الممثل طلال مارديني وتنتجه شركة غولدن لاين للإنتاج الفني والتوزيع بدمشق، تسطع فكرة سقوط الزعامة المحلية في حي العمارة بالشام القديمة، ومن ثم العمل الدؤوب على استرجاعها، ما يعني أن النهايات المعتادة لساقط لا يعود، أو باحث عن زعامة من الحلقة الأولى، لا تحضر في هذا العمل الواقع في ستين حلقة تتوزع في العرض على موسمين.

ويؤكد تامر إسحق أنه لا بد من إيجاد تعريفات واقعية لبعض المسميات التي غزت الحارة الشامية على الشاشات:" العكيد مثلا ليس القبضاي الذي يحب الناس ويدافع عنهم كما تم تقديمه في أعمال سابقة، بل هو الرجل السلبي الذي يعتدي على الناس مستخدما قوته ليسلبهم المال فيما يسمى أتاوات".

ويضيف: "لكن المحب للناس والمدافع عنهم في خاتون سيكون شيخ الشباب، ذلك المسمى المحبب للناس والمستخدم حتى يومنا هذا".

أما كاتب العمل "طلال مارديني" والذي يؤدي دورا مهما في المسلسل، فيؤكد على توخيه الاختلاف عن أي مسلسل بيئي شامي من حيث الطروحات.. فبينما ينظر للمرأة المشاغبة في الشام القديمة على أنها مثيرة للفتن لمجرد الفتن، سنراها في خاتون بصورة العاقر التي تدافع عن وجودها باختلاق المشاكل ليتشغل زوجها مع الجيران لصرف فكرة زواجه من امرأة أخرى بغاية الإنجاب.

ويضيف مارديني:" كذلك ستحضر فكرة الحب بين المحتل وابنة البلد، وهي القصة الرئيسية في العمل حيث ستقدّم شرطة الاحتلال المرأة الجميلة خاتون للإعدام، ولكن عندما سيراها الضابط الفرنسي سيقول للجميع: هل امرأة تملك وجها كهذا يمكن أن تعدم؟؟".

ويسترسل :"هنا سيحضر الجانب الإنساني لدى المحتل الذي نراه بطبيعة الحال شريرا، لكن في النهاية هو من لحم ودم مثلنا، وعلى ذلك تنطلق قصة الحب بزواج خاتون منه ضاربة كل العادات والتقاليد بعرض الحائط".

وفي القصة فإن زواج خاتون التي لم يحدد حتى اللحظة اسم النجمة التي ستؤدي دورها، من الضابط الذي يؤدي دوره النجم اللبناني يوسف الخال، سيفتح الطريق أمام إثارة ما بعدها إثارة في خيوط أخرى.

وعلى ذلك، استطلع الفن آراء نخبة من نجوم العمل ممن صوروا مشاهد لهم حتى الآن وخرج بالآتي:

سلوم حداد:
أؤدي دور الزعيم أبو العز الذي تتزوج ابنته خاتون من ضابط فرنسي فتلحق العار بالعائلة أمام العموم بحكم العادات والتقاليد، وتنشأ مشكلات كثيرة يتم على إثرها خلع الزعامة مني، وبعد ذلك أفارق الحياة لكن مع وصية لأولادي بأن يستردوا الزعامة من بعدي.

العمل مختلف بكل معنى الكلمة وفيه ما يكشف عن وجه حقيقي للدراما الشامية، والمخرج مثقف كاميرا نوع أول، لذا لا خوف على النتائج.

ميلاد يوسف:

أؤدي دور عز الدين ابن الزعيم المخلوع وشقيق خاتون التي ألحقت العار بالعائلة، وتكون وصية والدي واضحة بأن نستعيد الزعامة من جديد.

على ذلك أخوض غمارات كثيرة تؤدي في النهاية إلى استعادة الزعامة لكن بعد وفاة الوالد.

كل انتقاداتي لأعمال البيئة الشامية مؤخرا تتوقف عند خاتون لأنه مصاغ بقلم احترافي ومتروك له مساحة من الإنتاج تخوله للنهوض بدراما البيئة الشامية من جديد وأنا متفائل به.

طلال مارديني:

ألعب دور أيوب أحد أبناء الزعيم وأكون ميالا لخالي أكثر مني لأبي، وتكون وعود الخال بأن يجعلني شيخ الشباب وهو اللقب الحقيقي للرجل القوي والصادق مع الناس، وبذلك نرد على لقب العكيد الذي هو المسمى للرجل السلبي بحق الناس.

العمل سينجح لأنه يقوم على تغيير مفاهيم باتت بالية عن البيئة الشامية، والنجوم الحاضرون فيه كل واحد منهم كفيل بأن ينجح عملا، فسلوم حداد وباسم ياخور وديمة قندلفت وكاريس بشار وميلاد يوسف، أصحاب تجارب ناجحة في دراما كهذه، فضلا عن المخرج تامر إسحق الذي يعرف كيف يدير كفة أعمال كهذه نتيجة سوابق له من النجاحات الخالدة في الدراما.

ديمة قندلفت:

أؤدي دور نعمة وأكون محراك الشر في الحارة لكن ليس بدوافع الشر وإيقاع الفتن وحسب بل لهدف إنساني لا يراعيه أحد وهو أنني أكون عاقرا لا أنجب أولادا ويصبح مستقبلي مع زوجي على كف عفريت وبخاصة أنني أعيش في بيت الزعيم والطلاق والخروج من بيت الزعيم كارثة في تلك الفترة، فتكون الحلول بأن أشغل زوجي بمشاكل مع الناس كي لا تخطر في باله فكرة الزواج من امرأة أخرى.

هنا في خاتون يتم تبرير الغلط، لأن الإنسان عادة يخطئ لهدف أو لسبب، وعلى ذلك المصداقية موجودة في العمل.
أسرة العمل منسجمة والتعاون بين الجميع ملفت، وسعيدة جدا لتواجدي في دراما البيئة الشامية من جديد.

يشار إلى أن دور خاتون لم يحسم حتى الآن وتنحصر الخيارات بين صفاء سلطان وكندا حنا، بعد أن انسحبت نسرين طافش من أداء الدور.
ويشارك في العمل نخبة من النجوم من سورية ولبنان وهم إضافة إلى من ذكرت أسماؤهم: جيني إسبر، يزن السيد، وائل ابو غزالة، كاريس بشار... لكن معظمهم لم يباشر بتصوير مشاهده بعد.