ربما تكون الرومانسيّة نسبيّة، كما كل مفاصل الحياة على رأي "أينشتاين"، فالرومنسية العربيّة المتّسمةُ بطابع الذكوريةّ وموائد الطعام، تختلف عن التي تنساب باللحن الفرنسي، والهوى البلجيكي.

فرومانسيتهُ ترتسمُ بحنيّة كلام وحنين ذكريات، رومانسيتهُ تُشبهُ بلدهُ المنقسم إلى قوميتين، فتطبّعت أحاسيسهُ بإزدواجيّة الإنتماء، وأمست أغانيه تجسيداً لنار الحب وبرد الغيرة، نور العشق وظلمة غدر الحبيب، أبيض الوفاء وأسود الخيانة.

إعتلى مسرح إهدن، فإرتطمت إزدواجيّة المشاعر بعدديّة الأحاسيس اللبنانيّة المنقسمة أصلاً أفقياً وعامودياً، وعبق ليل إهدن بمزيج الحب والهوى، ببردِ قرية الشمال ودفء جمر الألحان ، بنعاس الهموم وصحوة الموسيقى، كلود بارزوتي، أسمعَ ليالي الشمال السعيدة كلاماً من وحي الماضي الفرنسي، فجبال لبنان تعرفه جيداً، تذكّرت أن هذه اللغة ليست بغريبة، إنها جزء من ذاكرة وجودها، من عراقة ثقافتها، إنها اللغة الفرنسيّة، ثلاثية الحرية، العدالة والأخوة...إنها لغتنا الثانية في الدستور، والأولى في الوفاء.
قبل الحفل جلسنا معاً، على كلام وعِبَرْ.

كلود بارزوتي ، هذه ليست أول زيارة لك إلى لبنان، لذا لن أسألك عن لبنان بل أريد أن أسألك أولاً عن إهدن؟
إنها أكثر من رائعة، فأنا لست من محبي الساحل والبحر أبداً، بل أنا من عشاق الجبل. لذا وجدت إهدن بلدة ساحرة. الطقس رائع والجو ممتاز.


وما رأيك بلبنان؟

أول مرّة زرت فيها لبنان كان ذلك في العام 1990، دائماً أقول شعاراً واحداً في لبنان ، وهو أنه بلد الوفاء، أعتبر لبنان بلداً رائعاً .

ألم تخف من الزيارة بسبب الظروف الإقليميّة؟
أبداً، فأنا لا أكترث لأيّ ظروفٍ أو أحد . أحب لبنان كثيراً وهذا هو المهم بالنسبة لي.


ما الذي يجذبك للبنان؟

يذكرني جداً بإيطاليا وأهلها، الذين على الرغم من الفوضى التي يعيشون فيها، فهم دائماً قادرون على الوقوف على أقدامهم.

هل تحب الموسيقى العربيّة؟

لن أكذب عليكم، فأنا لا أفهمها، فالألحان الصادرة عن الآلات العربيّة هي غريبة عني قليلاً، وهذا لا يعني أنني لا أحبها، فأنا أجهلها تماماً. كما موسيقى "الجاز" التي لا أفهمها أيضاً.

ما هي الرسالة التي ستحملها في حفل الليلة؟

أنا هنا لأدعو للحب وليس للحرب.

عنوان الحفل الليلة هو "كلمات حب".

نعم لكنني لا أغني الحب فقط، فأنا لست "إغليزياس" مع إحترامي الشديد له. أنا هنا لأغني المشاعر والأحاسيس.

الـ"ديو" مع جاين مانسون الليلة هو فكرة من؟

هي من طلبت مني أن أكتب أغانٍ لألبومها الجديد.

هل من مشروع حفل آخر في لبنان؟

هذا ما أتمناه دوماً، هناك عروض تمّ طرحها عليّ وأنا بصدد دراستها.

هل من كلمة أخيرة؟
أريد أن أشكر الجميع على كل الحب الذي شعرت به هنا ، وأتمنى أن أردّ لهم الجميل في هذا الحفل.