نجح مسلسل ظرف أسود في جذب الأنظار إليه رغم بدايته الغامضة ونمط الأحداث إلا أن ذلك ساهم في جعل المشاهدين في حالة ترقب دائم ومتابعة مستمرة في محاولة لفك ألغاز المسلسل التشويق والإثارة، ويعود الفضل في ذلك إلى المخرج ومؤلف قصة المسلسل أحمد مدحت وكاتب السيناريو أيمن مدحت الذي يعد المسلسل أول تجربة له في كتابة السيناريوهات، حيث تعاون الاثنان في بناء حبكة المسلسل، وإضفاء عناصر غير معتادة على شخصياته الغامضة والمثيرة.

ويذكر أيمن مدحت أن فكرة المسلسل بدأت من المخرج أحمد مدحت الذي تحدث معه حول قصة شخص تصله أظرف سوداء تطلب منه القتل، ليتعاونا معاً على تطوير الفكرة ووضع التفاصيل وطرح الأفكار والتناقش حولها، وأضاف أن النص كان مميزاً حتى أن الفنان عمرو يوسف أخبره أنه اتفق مع الفنان صلاح عبد الله على أن يكون التركيز على السيناريو فقط، وليس شخصية بمفردها لأن من الصعب منح شخصية مساحة أوسع على حساب شخصية أخرى خاصة أن الأحداث مترابطة مع بعضها.

وأشار أيمن مدحت أنه عند كتابة المسلسل حرصوا على أن يكون أقرب إلى الواقع بشكل يجعل المشاهد يشعر أنهم بشر حقيقيون يملكون نفس صفاتهم فلا يوجد شر مطلق أو خير مطلق إلا على أضيق الحدود ولا يتخذون قراراتهم في ثانية بل هناك لحظات تفكير وتردد.

وعن شخصيات المسلسل تحدث المخرج أحمد مدحت عن أن معظم الشخصيات غنية وموجودة في المجتمع بشكل كبير والهدف منها طرح الأسئلة حول طبيعة البشر، وهل من الممكن لارتكاب الشر أن يصل بمرتكبه إلى الخير أم لا، وأن كافة الشخصيات يتم تطويرها مع تطور أحداث المسلسل وتعقد الصراع سواء على المستوى النفسي أو بين أبطاله.

سعاد عاملة المساج
يقول أحمد مدحت عن شخصية سعاد (تقوم بدورها النجمة درة)، إنه كان هناك حرص على أن يكون لها خط درامي منفصل عن البطل العمل يوسف (عمرو يوسف)، ولها لحظات صعود وهبوط، كما أنها طموحة بشكل مدمر، وطوال الوقت تجد سعاد نفسها ما بين نارين لرغبتها في الحصول على كل شيء. ويضيف المؤلف أيمن أن السر وراء ذلك هو قدومها من بيئة أقل ممن تعرفت عليهم، موضحاً أن عملها يعد رمزاً لفكرة أنها مريحة لكل من يلجأ إليها وبفضل مهاراتها يستسلم لها، وهو ما تستغله سعاد لتحقيق طموحها، وفي النهاية فهي مثل الكثيرين في المجتمع، تُعد ضحية لظروفها التي خلقت لديها شعور بعدم الأمان، لذا يجد المشاهد نفسه أمام سؤال صعب: هل هي شريرة أم لا؟

يوسف: بريء وقاتل
أما يوسف فهو مثال لشخصية كانت عادية جداً تعيش حياتها في هدوء لكنها تتحول إلى القتل لتطرح سؤال هل اليأس والضغوط العصبية ممكن أن تدفع شخص للانفجار، بحسب كلام أيمن مدحت، مضيفاً أن ما يميز شخصية يوسف أنه من الشخصيات القليلة التي تمر بنقاط تحول كثيرة. ويضيف المخرج أحمد مدحت أن شخصية يوسف وصلت للهاوية، وتجد نفسها أمام خيارين إما تحقيق طموحه الشخصي أو الحفاظ على مبادئه، وبشكل عام فكل الشخصيات العمل مذنبة لكن مع الوقت والأحداث المتتالية نجد من يتصالح مع نفسه ومن يراجع نفسه مرة أخرى وهو ما يقوم به يوسف، موضحاً أن العمل يرغب في طرح سؤال آخر حول ما إذا كان طريق الشر يمكن أن يصل بالإنسان إلى الخير أم لا.

سليم دربالة: محام صوفي بدماغ رجال مافيا
أيضاً من الشخصيات التي أثارت الانتباه شخصية سليم دربالة، التي يقوم النجم صلاح عبد الله بأدائها، حيث نفى المخرج وكاتب السيناريو أن يكون شخصية واقعية بل مركبة تعتمد على المبالغة في بعض صفاتها كالبخل، وتلجأ إلى أساليب رجال المافيا كالقتل لحل قضية هامة لديه وفي نفس الوقت ينتمي إلى إحدى الطرق الصوفية، وكل طموحه يتركز على جمع أكبر قدر ممكن من المال والسيطرة فنجد أنه غير مهتم بالنساء أو شرب الخمور، ولم يحاول تطوير شخصيته.

البرنس: بلطجي خائف
وعن شخصية البرنس، التي أبدع في أدائها الفنان محمود البزاوي، فأشار المخرج أن البرنس يمثل شخصية البلطجي الذي لا يشعر بالأمان رغم ظهوره بمظهر القوي لأنه في الحقيقة خائف ورغم زيجاته المتعددة، ليس لديه سوى ابن واحد هو خميس الذي يحرص على وجوده بجانبه دائماً لأنه رمز لرجولته، وطالما تواجد فهناك مصدر يستمد منه قوته، وهو شخصية معقدة وليس قوياً جداً كما يعتقد الناس من حوله.

ياسين: صديق وفي ومحامي ذليل
واعتبر أيمن مدحت أن شخصية ياسين منتشرة في المجتمع بشكل كبير وهو من ذوي الأفعال المتناقضة مع بعضها، فهو شخص من بيئة ريفية وشديد الوفاء لصديقه يوسف لكن في نفس الوقت ممكن أن يهين نفسه من أجل لقمة العيش، ويأتي من خلفية بسيطة ويصرف على إخوته وأمه ويعد رجلاً عصامياً لكن عنده استعداد لمنافقة مديره للوصول لما يريده لكنه ليس إنساناً شريراً بطبعه.

إنجي: مخدوعة دائماً
ومن الشخصيات التي لم يبرز دورها بعد في الأحداث مقدمة البرامج الإذاعية إنجي (إنجي المقدم)، وهي شخصية بسيطة جداً يمكن خداعها وليس لها تجارب في الحياة أو إخوة لمساعدتها، وقد تعرضت للخداع أول مرة عندما أحبت وليد محفوظ وتكتشف أنه مثلي جنسياً، ثم على يد يوسف الذي يتقرب منها لهدف آخر غير الحب، فهي شخصية غنية جداً ومركبة وموجودة في مجتمعنا. وأكد المخرج وكاتب السيناريو أن هناك المزيد من المفاجآت غير المتوقعة للمشاهدين، وأن ذلك مقصود حتى لا يصيب المشاهد الملل، والأمر في النهاية لعبة شد وجذب مع الجمهور لضمان متابعته للعمل.