بتحية إكبار وإجلال لذكراها أطلت الاعلامية هلا المرّ لتتحدث عن فنانة اسمها أكبر من اي لقب او مقدمة هي وردة الجزائرية.

فبعد أن عرفت بتقربها من وردة وشهدت على بعض الأغنيات الراسخة بعقولنا تحدثت المرّ عبر صوت الغد استراليا مع الزميل إيلي قزي في برنامج " FOR ART NEVER DIES " عن وردة وصفاتها وفنها.

هلا المر أحييك من صوت الغد بأستراليا
تحية لكل مستمعي صوت الغد بأستراليا وتحية لك إيلي وتحية احترام وإجلال لهذه الإذاعة التي ما زالت تذكر الكبار والمهمين الذي أعطوا مستوى عالياً في الفن.


كنت شاهدة على انطلاقة أغنية بتونس بيك لوردة الجزائرية نود العودة معك إلى أيام هذه الأغنية
تعرف انه في التسعينيات كان هناك حرب في لبنان وحين أطلقت هذه الأغنية استهترت بها الإذاعات فصدف أنني كنت أعرف (جهاد فرحات الذي كان يعمل في شركة ريلاكس ان مع احمد موسى) فقال لي جهاد إننا نحن الإذاعة الوحيدة التي لا تتقاضى المال مقابل إذاعة الأغنية بل نختار أغنية حلوة ونذيعها ونقوم بسبق إعلامي، فيقول لي إن وردة الجزائرية أطلقت أغنية جميلة هل تريدين أن تقومي بالتسويق لها ؟ فوافقت على الفور.

التقيت بوردة في لبنان وتعرفت عليها؟
التقيت بوردة وأجريت مقابلة معها في إذاعة جبل لبنان وكنت أجري مقابلة مع زميلة لي وقتها ، فقدمت وردة بطريقة حلوة جداً وقلت لها إنني أوجه لك تحية إكرام وإجلال ولهذا الصوت الجميل وقدمت موجزاً عن حياتها في بداية المقابلة ذكرت فيه كم هي مجاهدة لوطنها الجزائر على الرغم من انطلاقتها من مصر، لذلك أسموها وردة الجزائرية تيمناً بوطنيتها وبجزائريتها وبأغنيات الجهاد التي كانت تغنيها وكم هي امرأة عصامية وانطلقت وحدها ووالداها كانا راضيين عنها والأغنية الأولى لها كانت لبنانية بعنوان "على مفرق درب الحبايب" من كلمات توفيق بركات فاستغربت كيف ان هناك شخصاً في لبنان يعرف عنها كل هذه التفاصيل وأنا كنت أجريت أبحاثاً عديدة عنها قبل أن أجري معها المقابلة وتحدثنا عن بليغ حمدي ، وفي الختام وقعت لي على البوستر "hala que j’aime" .

هناك فنانون عندما ينجحون يحاولون الحفاظ على نمط نجاحهم فيقدمون أغنية مشابهة نجحوا فيها وهناك فنانون حين ينجحون بأغنية يتجرؤون على تغيير نمط أغنياتهم، كم كانت وردة هذه الفنانة الجريئة تستطيع أن تنتقل من الأغنية الطربية إلى الأغنية العصرية؟
بقيت أغنيتها طربية رغم قصر مدتها، وأنا أشعر بأن التجديد لم يكن التقصير في "بتونّس بيك" بل في "حرمت أحبك" والأغاني اللاحقة التي أصدرتها.


أنت أين أحببت وردة أكثر في أغنيتها الطربية الطويلة أم في الأغنيات التي قدمتها بعدها؟
فيروز وصباح ووردة أستمع إلى أغنياتهن ليل نهار حين أود ان أشعر بفرح في حياتي او بالهدوء فأحب من أغنيات وردة "أنده عليك"، "في يوم وليلة" ، قال إيه بيسألوني"، أحب كل أغنياتها "مالي طب وأنا مالي"، "حكايتي مع الزمان"، أنا لا احب أغنياتها فقط بل أحب صوتها الذي يدخل إلى قلبي فيوقظ لي أشجاني والحب في قلبي وعقلي وأنا متأثرة جداً بوردة منذ صغري وهي ليست أكبر مني بكثير ولكن منذ زمن بعيد منذ اكثر من 30 - 40 سنة وأنا اسمع وردة الجزائرية وأطرب لسماع صوتها وأحب نبرة صوتها الذي يحمل القوة والأنوثة معاً، فانا أحب الصوت الأنثوي جداً ولا أحب صوت المرأة الذي يشبه صوت الرجل، وقلائل هن الفنانات اللواتي لديهن هذه الأنوثة نفسها، فأطرب لكل أغنياتها ولا تستخف بأغنية "بتونس بيك" فحين تسمع أداء وردة في كل جملة فيها عرب، وصعب جداً ان يغني أحد مثلها، لذلك لم يغن أحد مثلها ولو لم تكن وردة من غنتها لم تكن الاغنية لتنجح.


لا بديل عن وردة؟
لا ، لا بديل عنها، فهي تستطيع غناء اللون الشرقي على تانغو على غربي على إسباني على أندلسي وما هو موجود في صوتها غير موجود في صوت غيرها.


اليوم هل هناك بديل عن صلاح الشرنوبي الغائب عن الساحة الفنية لأسباب أجهلها؟
انا برأيي المتواضع بعد 30 سنة خبرة مع القليل من الثقافة الموسيقية، أقول كل واحد لديه هويته الخاصة به، لا بديل عن أحد، فلا يوجد بديل عن صباح أو فيروز، وموال نجوى كرم ليس كموال صباح، ومن يغني لفيروز لم يغن كفيروز.

دعينا نتحدث عن إنسانية وردة الجزائرية إذ يقولون "ما في محبة إلا بعد عداوة، ولا عداوة إلا بعد محبة، وردة الجزائرية تطلقت من الملحن بليغ حمدي وحافظت على تعاملها معه فكيف تحللين حفاظها على تعاونها الفني مع رجل كانت مرتبطة به وهل هذا بالأمر السهل؟
وردة الجزائرية كإنسانة كانت تعرف جيداً كيف تبني علاقاتها الشخصية، تخيل أنه كان لدي برنامج دندنة في الـMbc وحين حلت ضيفة على هذا البرنامج تذكرتني بعد عشر سنين أو اكثر بل بعد خمسة عشر عاماً وهذه الذاكرة الرائعة وهذه العلاقة الانسانية مع بليغ حمدي لا أستطيع أن أصفها لأنني لم أقف على تفاصيلها بل أستطيع أن أشرح لك علاقتها بمحسن جابر فحين ولد ابنه محمد اتصلت به ، وسألته: زوجتك موجودة في أي مستشفى؟ فظن جابر أنها سترسل له باقة ورود، فذهب إلى المستشفى ليهنئ زوجته ووجد وردة هناك قبل زوجته، فهي تعرف كيف تبني علاقاتها الشخصية، ومثلاً علاقتها بكنتها كانت جيدة ، فقالت لها :"لو كنت رجلاً كنت تزوجتك"، وغنت لها قبل أن تموت "ليندا ليندا يا ليندا أنا بحبك"، وهي اسمها يولا فغنت لها يولا يولا، يا يولا أنا بحبك" وكانت آخر أغنية دندنتها قبل أن تموت وكانت تحبها كثيراً مع أنها متزوجة ومطلقة ولديها اولاد من غير رياض وتزوجت رياض وبقيت تعامله بشكل جيد، ولم تكن حماة قاسية، ومن هنا تكتشف كيف كانت قريبة من الناس ودائما كانت تحفظ الجميل للناس، وحين أحيت حفلة في أسواق بيروت قالت لجمهورها :"أنا بموت فيكم أنا بموت في الشعب اللبناني أنا مجنونة فيكم"، فكم كان عندها وفاء للشعب اللبناني الذي أحبها وهي رهيبة ، فهناك فنانون يأتون سنوياً إلى لبنان وتكون حفلاتهم مكتملة ويأتي الناس ويدفعون ثمن التذاكر ليحضروا الحفلة ولكنهم لم يكن لديهم هذا الوفاء وحفظ الجميل اللذان كانت تتمتع بهما وردة، أما خلافها مع صلاح الشرنوبي فهو أنه عرض عليها ألحاناً لم تعجبها، فزعل منها وتحدث عنها بالسوء، وهذا لا يجوز لأن هناك ذوقاً ، فقد يكون ذوقها لم يلائم ذوقه في هذه النوعية من الأغنيات لذلك لم تخترها.

عندما يتقدم الفنان في السن ينسى خلافاته مع زملائه وسوء التفاهم في السنوات الأخيرة من حياته، فتصغر المشاكل إلى حد التفاهة لديه أم يسهل لديه تمثيل الود والمحبة لزملائه في الفن؟
لا ليس تمثيلاً، فوردة كان لسانها دافئاً طوال حياتها ، فأنا أعرفها منذ التسعينيات وإلى وقت وفاتها، هي أحيت آخر حفلة بلبنان قبل وفاتها، وطيلة معرفتي بها خلال عشرين سنة لم تتحدث بالسوء عن احد، ووردة صداقاتها قليلة، فلم يكن لديها الكثير من الأصدقاء لأنها كانت حقيقية وكانت محبة ولم تكن تمثل، ولو كانت كذلك لكان لديها الكثير من الأصدقاء، فحالياً أنت تقول فكرة حلوة، فحين يكبر الإنسان لا يجد إلا "كمشة محبة" ولكن لا أعرف حقيقة هذا الأمر يمكنك أن تسأل رياض فهو يجيبك، ولكنها لم تشتم أحداً أو فناناً، وآخر 20 سنة لم تكن متقدمة جداً في السن كي أقول انها شاخت او ما شابه فأنا أعرفها طيلة حياتها.


في الختام، أود ان أسألك هل تمر هلا المر بلحظات تتمنى فيها أن يتحول قلمها الذي تكتب به عن فنانين إلى عصا سحرية كي تمحومن الوجودفنانين معينين ؟
طبعاً لا، انا انتقدهم ليحسنوا من ادائهم.


أشكرك الإعلامية هلا المر وأحترمك لأفكارك الروحية وتعاطيك مع من حولك وقلمك الصادق.
وأنا أشكرك إيلي.