إلى وادي قنوبين ، وادي القديسين كانت وجهة مجموعة من اعلاميي لبنان تخطت الـ 250 اعلامياً من مختلف الوسائل الاعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة لبوا دعوة الاب هاني طوق وبالتنسيق مع الاعلامية ريما رحمة، إلى رحلة برعاية كنسية ارادها القيمون على هذه المغامرة ان تكون اختباراً حقيقياً لنا في هذا الوادي العظيم الذي بقينا في ارجائه حوالى الست ساعات .


"أنتم صوت الوادي" هذا هو العنوان العريض لرحلة اكتشاف المغاور التي سكنها المسيحيون الاوائل، فكان يوم الاعلام الوطني كما سماه الاب طوق ، الى هذه الارض المقدسة ، كانت طريقنا مجبولة بالوعر ومحفوفة بالمخاطر ومحمية بالايمان، فالقداسة تعبق بين ارجائها .


موعد الرحلة حدد بتاريخ الاحد 24 ايار 2015 ووزعت الدعوات وسُجلت الاسماء وعُنونت الباصات بأسماء اجمل الاغنيات اللبنانية "بحبك يا لبنان"، "لبنان يا قطعة سما"، "جايين يا ارز الجبل" وغيرها من العناوين التي تذكرنا بأصالة الفن اللبناني .

جماعات جماعات إنطلقنا في تمام الساعة التاسعة صباحاً من ملعب فؤاد شهاب البلدي، محطتنا الاولى كانت ببشري قرب أرز الرب حيث إستقبلنا أهاليها بالترحيب والكرم وسلال التفاح الطيبة الشهية، ومن ثم إنطلقنا في رحلة اكتشاف الوادي المقدس .

بداية المسيرة كانت من حوقا نزولاً صوب الوادي الاعمق في لبنان، الرحلة جمعت خليطاً من ديانات مختلفة فكنا جماعة مصغرة عن لبنان الحب والجمال تشابكنا الايدي ، نسينا طوائفنا ، ونزلنا صفاً واحداً وقلباً واحد ، مرنمين بعض التراتيل الدينية، ومرة أخرى منشدين بعض الاغنيات اللبنانية، ومرة نتبادل الضحك والنكات، فكان كل واحد منا عكّاز الآخر وكم كان المنظر جميلاً.


من ابرز محطاتنا كانت زيارة دير سيدة حوقا القابع بين الصخور فإستقبلنا الحبيس الكولومبي داريو اسكوبار واخبرنا انه لا يخرج من عزلته الا مرة واحدة في العام، في عيد مار مطانيوس وهو يعيش من خيرات الطبيعة ، وبحسب قوله لنا فهو يعيش في المكان الوحيد في العالم الذي يوجد فيه نسّاك حقيقون.


بعد الاستراحة الاولى تابعنا سيرنا على الأقدام في منحدرات وعرة لا تتسع الا لموطئ القدم ، وصلنا الى دير قنوبين حيث تتواجد ثلاث راهبات يعشن ليلاً نهاراً صيفاً وشتاءً في الحر والثلج في ظروف مناخية وحياتية صعبة ، وهناك كانت استراحة الغداء وبعض الوقت المخصص للصلاة والتأمل ، لنختتم الجولة في دير مار ليشع الواقف على كتف هذا الوادي المقدس.


ست ساعات في وادٍ تعبق فيه رائحة البخور المقدس عشناها ، ورأينا أماكن وأديرة ومغاور عمرها أكثر من 800 عاماً عاش فيها المسيحيون الاوئل ، وعدنا بزوادة إيمان كبيرة ، ست ساعات في الوادي المقدس ، في وادٍ حتى عصافيره تزقزق صلاة وتراتيل تمجد الخالق وتمجد الرب.
وعلى طول المسار مناظر خلابة رائعة الجمال، طريق رسمه نساك وقديسون وراهبات، كانت مسيرة تأمل وصلاة وحب ومحبة نأمل ان تتكرر وتتكرر الى مناطق أخرى وأماكن أخرى في لبنان المليء بكنوز الطبيعة والقداسة من مختلف الاديان.