حضرت الممثلة الفرنسية فرنسواز تورياس إلى لبنان استعداداً لتجسيد دور الراهبة ايمانويل في المسرحية التي تحمل عنوان "الأخت ايمانويل اعترافات راهبة".


هذه المسرحية المنفصلة تماماً عن العالم الذي نعيش فيه اليوم، فهي المكان المليء بالمحبة وعمل الخير والاخوة بين الناس ، لتكون مصدر رسالة قيمة ومهمة في حياتنا ربما لتوعي في الإنسان صفات قيمة تكاد تكون نائمة داخله .


وقد أقيم اليوم مؤتمر صحافي للممثلة فرنسواز تورياس بحضور المخرجة منتجة العمل ماريلين زرد مصابني وزوجها ويليام مصابني ووجدت في المؤتمر الكاتبة جيزيل هاشم زرد في مسرح الأوديون .

وعن سبب قيامها بهذه المسرحية قالت فرانسواز أنها أرادت أن تقدم شخصية صوفية ودينية ،ففكرت بالراهبة ايمانويل التي لم تلتقِ بها في الحقيقة لكنها شاهدتها مرات عديدة عبر شاشة التلفزيون .




وتابعت فرانسواز :"وجدت حينها أن هذه المرأة غير عادية ، فلديها حرية وكرم بطريقة خيالية ، وأغوتني لتجسيد شخصيتها "، وأضافت ان في الوقت نفسه هذه شخصية كبيرة وكل العالم يعرفها وسلطت عليها الأضواء كثيراً في الإعلام، وبالتالي فان فرانسواز خافت من حدوث المقارنة بينها وبين الراهبة من قبل الناس ،فلم تجرؤ على تشخيص الدور لكنها تحدثت مع المخرج مايكل لونسدال ، وطرحت عليه فكرة المسرحية فأعجبته كثيراً، مما اعطاها الكثير من التشجيع.

وروت فرنسواز أنه في إحدى المرّات كانت في مكتبة فوجدت كتاب Confessions d'une" religieuse" واشترته لتجد انه يتضمن كل قصة حياة الراهبة وهو مناسب لتطبيقه على المسرح .

وذكرت فرنسواز أن العمل مع المخرج مايكل لونسدال مختلف حيث أنه يعمل بشكل مباشر على الأرض وليس من خلال مخططات تفكيرية مسبقة.

وقالت فرانسواز بعض التفاصيل من مرحلة التحضير للمسرحية ، حيث ذكرت انها حفظت النص وبدأت في تكراره على المسرح أمام مايكل ليكون الأمر مملّاً ، ولكن بعد 4 ايام تفاجأت بأن كل الأمور بدأت تكون في مكانها الصحيح، من خلال التفاصيل التي نسقها مايكل على المسرح ، وان وقت عرض المسرحية كانت الناس تتفاعل مع كل جملة ، وإن الراهبة لم تفرق بين الأديان، وكانت محبوبة من الجميع لانها كان لديها الأخوة ، وخصّت الراهبة الملحد بالمحبة وكانت تقول له :"بعرف إنو إنت ما بتآمن بالله بس الله بيآمن فيك".


وخلال المؤتمر وجهنا لفرنسواز سؤالاً عن الرسالة التي توجهها من خلال هذا العمل للعالم وتحديداً العالم العربي في ظل الأوضاع المليئة بالشر التي نعيشها،فقالت ان رسالتها تتطابق مع رسالة الراهبة فهي التي دعت للمحبة بين الجميع، وعايشت كل الناس من أديان مختلفة ، ووجدت أن الدين الإسلامي بعيد عن التعصب ويدعو إلى احترام كل أهل الكتاب،وأحياناً كانت تضم صلاتها إلى صلاة المسلمين، فخلال جلوسها في غرفتها تمرر شغفها من قلب المسيح إلى قلب الإنسانية ، وفهمت جيداً معنى "ربنا كبير ربنا موجود".


ماريلين بدورها شكرت المخرج مايكل الذي له دور كبير في خلق المسرحية وإخراجها، وقالت أن في المسرحية بالفعل سيتم تناول كل حياة الراهبة فهي ليست مجرد شخص جاء ليبشر ،بل ليحكي عن العدالة، كانت تيأس وتغضب وتثور حين ترى الظلم، وتتساءل لماذا هناك اناس موجوعة ومظلومة .
ولفتت الأنظار ماريلين إلى إصرارها على وجود زوجها ويليام في المؤتمر حيث أنها أرادت ان تكرمه على طريقتها الخاصة، كونه أراد أن يأتي بقصة الراهبة إلى لبنان وهي القصة عن الحب والإنسانية بعيداً عن كل ما نشاهده على التلفزيونات من شر اليوم.


وفي نهاية المؤتمر تم عرض عرض فيديو وثائقي صغير ومؤثر عن الراهبة .
يذكر أن المسرحية ستعرض ايام الخميس 30 نيسان و1-2-3 أيار 2015 على مسرح الأوديون - جل الديب .