أقيم صباح اليوم مؤتمر صحافي في فندق "Prime Time"  في بيروت لاطلاق فيلم "النبي" الذي تقوم ببطولته النجمة العالمية سلمى حايك.

تخلل المؤتمر كلمات لفريق العمل وهم المخرج روجر آلرز، الممثلة سلمى حايك، الموسيقي غبريال يارد، المخرج محمد سعيد حارب، ممثل الشركة الموزعة للفيلم السيد محمد فتح الله، ممثل "FFA Bank" السيد جان رياشي، ورئيس لجنة جبران خليل جبران الدكتور طارق شدياق.

 

الممثلة سلمى حايك، قالت:" لا يمكنني التعبير عن مدى فرحتي بزيارة متحف جبران خليل جبران في بشري كما انه لا يمكن لأحد ان يصف روعة هذا الوادي .. جمال الطبيعة هناك كالقصيدة. لقد حاولت أن اصف لزوجي وأولادي مدى الجمال لكنني لم استطع لأنني كنت مندهشة بروعة ما شاهدت. لقد كنت محظوظة بهذه الزيارة.  أما بالنسبة إلى متحف جبران خليل جبران، فأريد ان أشكر مؤسسة جبران خليل جبران لأنه لولا دعمهم لما كنا استطعنا انجاز هذا العمل لقد رحّبوا بنا وساعدونا كثيراً. كان بإمكانهم أن يسمحوا لغيرنا بتنفيذ العمل ولكنني أعتقد أنه كان قدرنا أن نكون نحن المحظوظين بتنفيذ العمل. لقد قمنا بجولة في المتحف ورأينا الرسومات. ولقد تفاجأت كثيراً لأنني لم أكن اعلم أن قبره موجود هناك، وقد كتب :"أنا حي مثلك وأقف إلى جنبك". وعندما قرأت ذلك تأثرت كثيراً لأنني بالفعل شعرت بأنه كان معنا طيلة الفترة . شعرت بأنه صديق قديم أعرفه منذ فترة وعندما زرت المتحف أمس قابلته وصافحته".

وأضافت :"كتاب "النبي" مشهور جداً وتعرفت عليه من خلال جدّي الذي احب هذا الكتاب كثيراً. ومن خلال هذا الكتاب تعرفت على جدي الذي توفى وأنا في سنّ صغيرة. ومن خلال هذا الكتاب استطاع جدّي أن يعطيني دروساً في الحياة. ولهذا اعتبر ان هذا العمل مميز جداً بالنسبة لي . أردت من خلال هذا العمل أن أعرّف العالم على كاتب عربي كتب الفلسفة والشعر وجمع كل أديان العالم معاً. وقد باع هذا الكتاب أكثر من 100 مليون نسخة حول العالم".

وتابعت حايك :"جبران خليل جبران محظوظ لأنه ولد في لبنان. هذا العمل هو رسالة حب لأجدادي. كنت احلم بالمجيء إلى لبنان. وحاولت مراراً القدوم الى هنا ولكن دائما كان يحدث ما يعيق الأمر. كنت أنزعج لأنني لا استطيع المجيء إلى مكان أرغب كثيراً بزيارته وكان يحزّ في قلبي أنني جلت العالم ولكنني لم استطع ان احضر الى لبنان . لذلك أنا مسرورة جداً بالوجود في لبنان. منذ البداية هذا العمل ما كان لينفذّ لولا دعم اللبنانيين ليس فقد بسبب دعم مركز جبران خليل جبران انما أيضاً من خلال المال الذي صرف على انتاج هذا العمل وكان جزء كبير منه من لبنان والدول العربية. اليوم فهمت لماذا لم استطع المجيء سابقاً إلى لبنان، هذه الأرض مهمة جداً بالنسبة لي والله منحني فرصة ان آتي للمرة الاولى إلى لبنان وأحمل معي هذا العمل الذي نفتخر به جميعاً".

 

وقالت :" أنا لم ابدأ هذا المشروع ، ستيف هانسون ورون حصلوا على حقوق تحويل القصة إلى عمل سينمائي. ثم انتقل العمل مع كلارك بيترسون وبيبي تاميز الذي هو شريكي. وقررنا حينها أن نقوم بهذا العمل على طريقة الرسوم المتحركة وبدأنا بالبحث عن جهات تساعدنا في الانتاج. وكان الهدف أن يكون هذا العمل موجهاً لجميع أفراد الأسرة وانا أجد ان الطريقة التي قدّم فيها العمل رائعة وما كانت لتنفذ بطريقة أفضل".

وأضافت :" نحن اليوم نطلق فيلم "النبي" تزامناً مع اطلاق فيلم "Avengers: Age of Ultron". وأريد أن أقول للعالم إن هذا الفيلم الصغير الآتي من هذا البلد الصغير والمنفذ بحب كبير عليه أن يحطم الاعمال الكبيرة الآتية من البلاد الكبيرة . نحتاج إلى أمر مفيد يستطيع ان يوحد العالم ولهذا السبب كان من المهم أن نصور الفيلم بطريقة كي يشاهده الصغار لأنني آمل أن ألهم شاباً يافعاً ليصبح لديه الرؤية الجديدة للحلول، ولهذا كان من المهم ان أقوم بأنواع مختلفة من "الأنيميشونز" لأن هذا الفيلم هو تجربة مختلفة تماماً عن أي فيلم آخر شاهدتموه لأنه فيلم حر. ستشاهدون القصة الرائعة التي كتبها روجر، وكذلك الصوت والرؤية، قصة الفيلم هي عن فتاة صغيرة تفتش عن صوتها الخاص، وكل مرة نأخذكم في رحلة مختلفة، نحن نكسر كل قواعد السينما".

وأكملت :" أود أن أقول إنها المرة الأولى التي يحدث فيها أن يذهب جزء من ريع الفيلم لعمل الخير، انه مثل صغير كي يتوافق الجميع أن يكونوا كرماء ومتعاطفين مع الآخرين وأود أن يعلم العالم أن المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الامر هو في لبنان ومن خلال هذا الفيلم، وكل آمالنا أن يلهم هذا الفيلم الصغار ليفكروا بطريقة جديدة".

 

كما تحدثت حايك بمواضيع مختلفة منها :" أنا أتناول الطعام اللبناني في منزلي وقد أكون تناولت "الكبة" قبل الـ"تاكو"، وأنا محبطة لأنني لا أستطيع التحدث باللغة العربية وأنا تربيت على الطريقة اللبنانية طوال حياتي وكما تعلمون نحنا تربينا بفخر وبأخوة، وحين نلتقي هناك رابط مميز، أشعر انني جعلت جدي وجدتي وكل أجدادي فخورين بي لأنني تربيت بطريقة صحيحة وحققت لهم توقعاتهم".

وأضافت :" جبران خليل جبران لبناني ومع أن قلبي في لبنان وجذوري لبنانية إلا أن الفيلم هو أكبر من لبنان، هو بالتحديد عن كيفية تقديم مثال للعالم اننا نستطيع متحدين ليس كدول عربية فقط ولكن كل دول العالم، وبهذه الطريقة نتحدث بطريقة جميلة عن لبنان والعالم العربي وفي هذا الوقت هذا الأمر مهم جداً وهدف الفيلم ليس أن نصنع فيلماً عن لبنان حتى في كتاب جبران كانت هناك مدينة خيالية، واستخدمنا ذات الطريقة وكأنها المدينة نفسها، والهدف من استعانتنا بمخرجين من كل الجنسيات والأديان هو أن نعطي مثلاً عن رجل لبناني استطاع ان ينظر إلى الناس كلهم على أنهم بشر فقط، وان يستطيع أن يخرج كل ما نحبه في الحياة  وأن يجمعه مثل الأطفال، الحب، الزاوج، الطعام والشراب، والسلام، هذه هي الرسالة تشكل مثالاً للعالم وهذه هي الطريقة الأفضل للحديث عن اللبنانيين لأنه كان لبنانياً من علمنا أن هذا الامر ممكن".

 

من جهته قالالمخرج روجر آلرز:" لقد حصلت على كتاب "النبي" عندما كنت في عمر 19 سنة وعندما قراته كانت بالفعل تجربة روحية عميقة. وها انا اليوم بعد 40 سنة سنحت لي الفرصة أن اعمل في هذا الفيلم. والامر بالنسبة لي كالحلم فعلاً.  وكانت فرصة مدهشة العمل مع "animators"  من كل دول العالم.  لقد تعاونا مع أكثر من فنان (Animators) من حول العالم لكي يقوم كل شخص منهم بوضع رؤيته الخاصة في العمل. لم نخطط للامور بل كان الامر بمثابة دعوة ليضع كل واحد منهم رؤيته وطريقته الخاصة في الفيلم".

 

أماالموسيقي غبريال ياردفقال:" في العادة توضع الموسيقى التصويرية للأعمال السينمائية بعد كتابة العمل، ولكنني في هذه التجربة كنت مضطراً أن أباشر في التنفيذ في وقت مبكر. بالنسبة لكتاب "النبي" كنت اعرفه جيداً وشاءت الصدف انه في عمر ال 16 سنة كتبت موسيقى "sound and light" لمنطقة بشري. ولكن هذا الكتاب بقي في بالي لأنني قرأته مراراً. ثم أتت إلي سلمى وكانت متحمسة جداً للمشروع وهي أرجعتني إلى جذوري كذلك العمل مع روجر امتد لثمانية أو تسعة أشهر ، أجبرني هذا العمل إلى العودة لعمقي الداخلي، انا بحثت طوال عمري كي أؤلف الموسيقى وكانت لدي الكثير من الخبرات وهذا العمل يختصر كل ما أنجزته إلى الآن والعودة إلى جذوري ومن الصعب وصف هذه الكلمات الجميلة والقصائد الجميلة، لذا كان العمل صعباً جداً ومرضياً وخلاقاً وأشكر سلمى وروجر على ذلك.

 

السيد جان رياشيممثل "FFA Bank" قال في كلمته :" ندرس فكرة ان نحول العمل إلى اللغة العربية ولكننا لا نقوم بأي خطوة لا تكون بمستوى العمل العالمي لكي تبقى قيمة العمل فيه. لدينا أصوات جميلة ولدينا ستديوهات للتسجيل ولكن كما ذكرت نحن نريد درس الخطوة جيداً.

لقد قرأت هذا الكتاب في طفولتي ولكن لدي شعور خاص تجاهه. وحين أتى إلينا محمد وقال لي  "إنني أجد صعوبة في جمع المال من أجل إنتاج هذا الفيلم، وأنا أعلم أنك جمعت المال قبلاً لصالح أفلام أخرى في هوليوود،" قلت له أرني السيناريو، قال لي لا يوجد سيناريو ثم سألته،  وماذا عن المخرج قال لي لا يوجد مخرج، ثم قال لي سلمى حايك فقلت له "اذا كان لدينا سلمى حايك عندها نستطيع أن نجمع المبلغ من دون ان نعلم ماذا نفعل، ثم اتصلت بزوج سلمى حايك الذي هو صديقي منذ 30 عاماً لأتأكد انها هي من ستقوم ببطولة الفيلم وأكد لي الأمر وأنها متحمسة جداً فذهبت مع زوجتي إلى باريس وتناولنا العشاء معهما وقلت لهما يجب أن نجمع المال، وقمنا بالأمر وأقول إن المستثمرين سعيدون أنهم التقوا سلمى منذ يومين وهم سعيدون بروجر والفيلم وبسلمى حايك وبغبريال كي ينشروا الكلمة".

 

وأخيراً رئيس "لجنة جبران خليل جبران"دكتور طارق شدياققال :" في البداية أود أن أشير إلى أن لجنة جبران تملك حق ملكية  كتاب "النبي" في الولايات المتحدة بالكامل، وليس لديها شريك آخر، حتى ناشر الكتاب في الولايات المتحدة ليس لديه الحق أن يعطي إذناً لأنه ناشر فقط، وبالتالي يجب عليه أن يطلب منا أن نعطيه الإذن حتى لو أراد أن يستعمل جملة واحدة من كتاب النبي. وما حدث انه إضافة إلى ذلك، الفكرة أتت من لجنة جبران 2008 أي منذ 7 سنوات كنا في زمن اليوبيل الـ125 لولادة جبران، في ذلك الوقت قمنا بنشاطات مهمة جداً في لبنان ودول الخارج، أسمي على الأقل منها كندا.

كانت المفاوضات معنا تتعلق بأن نحافظ على الرسالة الموجودة بكتاب النبي والتي أراد جبران إيصالها إلى العالم كله وأن تصل كما هي من دون تعديلات كما أرادها هو في الكتاب أن يوصلها إلى الناس وتطلب الأمر منا مفاوضات ووقتاً، وبالتالي حين توضحت كل الأمور وقعنا العقد في عام 2012 وبدأت شركة الإنتاج بالتحضير لكل شيء.

وجود سلمى حايك، وأسماء كبيرة مثل روجر ألرز وغابريال يارد والمخرج محمد حتي، هؤلاء هم قيمة مضافة على الفيلم إضافة إلى القيمة الأساسية التي هي فكر جبران الواضح في الفيلم مع كل الحبكة الدرامية او القصة التي أبدع فيها المخرج و المنتجون كي يوصلوا هذه الفكرة، كل هذه الأمور موجودة في الفيلم ، وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجميع لأنه أساسي بالنسبة لفكر جبران ولبنان حتى".

اللجنة لديها مشروع ثان للحديث عن حياة جبران وهمنا ان نعطي الحقيقة بالنسبة للـ"النبي" و لحياة جبران خليل جبران".