هكذا هي الحياة لحظة موت تليها لحظات حياة، هكذا هي الحياة أرجوحة تتأرجح فينا بين الموت والقيامة، وها هو إبن العذراء يُطعن بحربة ويُصلب ، وأمه تبكيه بحسرة وعذارى أورشليم تبكي على بنيها.

على درب الجلجلة سار ابن الله لينقذ البشرية من الخطيئة الكبرى، تعذب وصلب واضطهد ومات، وقام في اليوم الثالث، ابن الله الذي حمّل نفسه وزر خطايانا وصلب على الخشبة لكي يخلصنا من الخطايا ونحيا في البر والتقوى والدين، بجلده شفانا، وبصلبه أحيانا لانه الله، المحبة والحياة الابدية .

كم تألم وكم تعذب وبماذا فكر؟ ، وبين الجلدة والجلدة بماذا نفكر نحن وكيف نخطط لنصل الى يوم قيامتنا الكبير، المسيح عبر من جبل الزيتون الى درب الجلجة عارفاً مصيره وراضٍ عنه، فماذا تعلمنا من كل هذا وما هو الدرس الذي تلقيناه ؟

فلنفكر للحظات هل كنا لنحمل كل هذه العذابات؟ هل نستحق كل هذه العذابات التي تحملها عنّا،وهل ادركنا هذه المحبة التي يكنها لنا؟ وهل اتعظنا من احداث الجمعة العظيمة واحداث اسبوع الالام المزلزلة والمدوية؟ هل فكرنا بمعاني اسبوع الالام والقيامة؟ هل قل الفساد والتبعية ؟هل انتهى زمن الاضطهادات؟ اسئلة تطرح نفسها في زمن الصلب والقيامة وما بينهما.

فيا ايها الاب السماوي كما غفرت لنا في السابق ،وغفرت لمن خانوك وعذبوك وجلدوك وصلبوك، اغفر لنا زلاتنا واخطائنا وخطايانا، واغفر لنا بكل ما اسأنا به اليك، وساعدتنا على تخطي الويلات والمصاعب والمصائب واقمنا من بين الاموات كم اقمت اليعازار، وقدنا الى الحياة الابدية.

يسبق زمن الصلب والقيامة رتبة الغسل ،وزيارة السبع كنائس التي ترمز إلى الأسرار السبعة سر الكهنوت، سر القربان، الزيت المبارك، سر المعمودية، التثبيت، المسحة، وسر الخدمة، وهذا تقليد تقوم به الكنيسة ، يا من غسلت ارجل تلاميذك وقبلتها، اغسل ذنوبنا وطهر عقولنا ونقي نفوسنا واعطنا نعمة الغفران، المحبة والمسامحة ، وفي خميس الغسل علمنا يسوع أنَّ التواضع هو الركن في الكنيسة وما الرئاسة إلا نوع من الخدمة "الكبير فيكم فليكن لكم خادماً".

بين زمن الموت والقيامة ، فليكن يا عذراء موت ابنك حياة لطالبيها ، ولنهتف كلنا قائلين "مريم كفي عن البكاء ،المسيح حقاً قام".

ولا يوجد أجمل من قوله "انا هو نور العالم من يتبعني لا يسير في الظلمة بل يكون له نور الحياة".

من موقع "الفن" نتقدم من اللبنانيين والعالم بأطيب الامنيات بمناسبة عيد الفصح المجيد ،أعاده الله عليكم بالخير والمحبة والصحة.