هي ملحمة تمثيلية ، شيء من تعدد الأدوار على مسرح حمل شخصين جسّدا أدوارهما بعدما أتقنا التمثيل ، ودرسا علم النفس، وتشرّبا الأدب الكبير، واحترفا اليوغا ليتحكما بإبداعهما.

أن تصف ما قدمه الممثلان بديع أبو شقرا وريتا حايك بالأمس على مسرح مونو بالإبداع فهذا ظلم، فربما على الحضور الاجتهاد والتعب للبحث عن مصطلح يعبرون به، بمقدار ما اجتهد نجما العمل بكل ما قدماه، فريتا التي إنتقلت من شخصية بنت الليل، الى الممثلة، الى المفكرة، الى إله الحب، لا يمكن ضبطها، فهي فعلاً كما وصفها بديع بالصاروخ، صاروخ لن يتوقف عن الإبداع طيلة المسرحية، أما بديع فتجرد من كل شيء حتى إضطر للظهور بإسمه الحقيقي على المسرح، ربما صفة إسمه الحقيقي تنصفه بما قدم .

هي تركيبة أدوار على المسرح، أدوار متشابكة متصارعة متفاوتة ممزوجة ببعضها، جسدتها حايك بإبداع بتقلبها بين الأدوار، وقدمها أبو شقرا العائد من هجرته الكندية بإتقان، فإرتوى الحضور من فن قلّ نظيره في بلد الفينيق.
عمل مسرحي لا يقتصر على الفن بل يبدأ من التمثيل ولا ينتهي بالأدب والنظريات الفلسفية بتفسير المازوشية، وتصرفات الالهة الدينية في عهد الإغريق، والعقد النفسية الموروثة من مواقف طفولية قاسية.
على مدى ساعة ونصف تعرّف الحضور على إله الحب عند الإغريق ، دخل الى عمق الأدب الألماني، وتعذب من مازوشية الحب، تلك الخلطة التي إنسكبت على المسرح بين عامي 1870 و2015 تجعلنا نصفق ونضحك ونستمتع من دون توقف في ظل اسقاطات عصرنا الحالي وإبداع تاريخ الادب العالمي، وسط لعبة من السيطرة التي عرت الأبطال جسدياً ومعنوياً.
تقف الكلمات عاجزة عن وصف ما حصل على خشبة المسرح، فربما ما كتب وسيكتب أصدق دعوة ممكن ان يقدمها صحافي او ناقد لجمهور سيفوته الكثير إن لم يستمتع بما شاهدناه بالأمس في مسرحية "Venus".

موقع الفن حضر العرض الخاص للمسرحية وكان له هذان الحواران مع بطلي العمل بديع أبو شقرا وريتا حايك.



بديع أبو شقرا


كم تطلب منك هذا العمل من تحضير ؟
المسرحية تطلبت أشهراً من العمل لأنها ليست سهلة بمضمونها ، وانا لم اعمل هكذا نوع مسرح منذ فترة طويلة.

قيل عن البوستر الخاص بالمسرحية إنه يروج للعمل بطريقة الاثارة ، اليوم المسرحية مختلفة كلياً ولها ابعاد كبيرة، الترويج بهذه الطريقة نقطة تحسب لكم أم عليكم؟

لا اعرف اذا كانت تحسب علينا "واذا حدا أخدا بهل طريقة هيدي مشكلتو، يجو يشوفوا ويكتشفوا".


بديع أنت ممثل مثقف هل ترى أن المجال التمثيلي في لبنان بحاجة الى المثقفين وليس الى المظهر الجسدي؟

نحن بحاجة لصناعة حقيقية، وهذه الصناعة تكون صحيحة عندما يكون وضع البلد صحيحاً "بس يصير الوضع العام صحي بتصير الاشيا اللي مش صحية تسقط لحالها من دون ما نمنعها"، وانا ضد المنع بأي شكل من الاشكال، والعمل يخبر عن نفسه.

هل تسعى حالياً إلى تقديم المضمون الرائع في المسرح اكثر من الانتشار بالأعمال الدرامية اللبنانية والمشتركة؟

في هذه المرحلة انا اركز على المضمون اكثر من الانتشار لأنه توجد مرحلة لذيذة في الحياة يشعر فيها الشخص بالإكتفاء الذاتي.

كيف وجدت ريتا في المسرحية ؟

ريتا عظيمة وصاروخ بالشغل.

ما هي الاعمال الجديدة؟
قريباً في السينما "مش عارفين ايمتى".



ريتا حايك

كيف تقيمين تجربتك هذه ؟
المسرحية ليست سهلة أبداً وتتضمن الكثير من الشخصيات والتحضيرات حيث حضّرنا لأكثر من شهرين، وتدربت على الصوت واليوغا للتركيز، وعملنا عليها كثيراً وكل مرة اقرأها اكتشف فيها شيئاً جديداً، شخصيتي في العمل "فاندا" وبديع يظهر بإسمه الحقيقي، وتبدأ لعبة السيطرة في العمل من علاقة الرجل بالمرأة الى علاقة العبد بإلهه.

بين المسرح والتقديم والدراما لماذا ريتا حايك لا تضع كل طاقاتها في مكان واحد؟

"والله انا بسأل حالي هالسؤال"، انا احب أن اقدم كل شيء وبما ان الانتاج المسرحي قليل "ما فيي اقعد كل حياتي اعمل مسرحية بالسنة، وعم استمتع بكل شي عم اعملو"، وانا لا احب ان اضع نفسي بعلبة واحدة "ممثلة او مقدمة، انا كل شي عبالي كون".

بعد هذه الأعمال الرائعة كم تصعب اختياراتك المستقبلية؟
جداً خصوصاً بعد هذا العمل، وهذا الدور قلب حياتي وتحديت نفسي لأجسده، وبعد هذه الادوار التي تستفزك تعود لتعمل على نفسك كممثل من الصفر، وعندما تقرأ دوراً ليس فيه هذه الاعماق فستراه غريباً ولن يستفزك.

إنتقادات كثيرة حصده بوستر العرض وكيفية التسويق للعمل ظلمت بطريقة الترويج؟
من يأتي الى المسرحية سيعلم حقيقة البوستر "البوستر هو المسرحية"، ولن افضح المسرحية ولكن من يشاهد المسرحية يعلم حقيقة الأمر، وانا لن الوم من تكلم وانتقد ولكن اقول لهم شاهدوا العرض من ثم تكلموا.


كم تجردت على المسرح؟
"كتير، بتخلص المسرحية بيكون ما بقى فيي طاقة وقوة،" تعرّينا معنوياً وجسدياً.

كلمة أخيرة
لقد بذلنا مجهوداً كبيراً في العمل على هذه المسرحية تعبنا كثيراً ونريد أن تزداد العروض، وإن شاء الله تنال إعجاب كل الجمهور ويتأثر بها، وشكراً لكم.

تصوير شربل سعادة .