إبن منزل فني عريق ، تميز بأسلوب خاص في كل أعماله ، وحتى بحديثه له فلسلفته الخاصة .


يخوض حالياً تجربة موسيقية جديدة من نوعها من خلال تلحين قصائد صوفية .
إنه المايسترو زياد سحاب الذي يحل ضيفاً على موقعنا في هذا الحوار .

زياد سحاب في البداية مبروك أنك أصبحت رئيس فرقة معين شريف، أنتما إثنان مبدعان إلتقيا، ماذا سيحدث بالفن؟
"مش إنفجارات، ما بدنا نكسّر شي بدنا نعمل عمل حلو".


أنت عواد ماهر وزدت آلة العود وهي آلة شرقية على الفرقة الموسيقية، الى أي مدى ممكن أن تطوّع صوت معين شريف؟
أنا سأرجع الجواب إلى معين مباشرة الذي يقول لي :"بوجود عودك بسلطِن أكتر"، العود ممكن أن يفرض حالة أكثر هدوءاً في الموسيقى من الصخب الذي تفرضه الآلات الباقية ، وهذه آلة معين فهو يعزف على العود وهي آلة يحبها ويفهمها ، أتخيل أنكم ستسمعون معين "مسلطَن أكتر" بوجود العود .


كان هناك مشروع تلحين لمعين شريف لأغاني "كاراكتير" وليست أغاني الطرب التي تعودنا عليها ، لماذا إخترت هذا النوع من الأغاني لمعين ؟
أغاني "كاراكتير" هذا الشيء يظهر بالكلام ولكن من يسمع لحن الأغنية يلاحظ أن روحها قريبة جداً من روح دبكات زكي ناصيف العظيم ، رحمه الله، فمن جهة أشعر بأنه أصبح هناك نوع واحد سائد من الدبكات، ونسينا الدبكة الإثني عشرية والدبكات التي تختلف روحها عن روح دبكات آل الديك ، ويمكن أن تكون ممتعة ولها جمهورها ولكن الدبكة أوسع بكثير من أن تلخص فقط بهذا النمط من الدبكات ، من جهة ثانية، أنا اخترت كلاماً "ما بيطلع معي الا هيك"، أنا بالنتيجة لست شاعراً أنا ملحن بوتيرة ليست عالية أبداً بيطلع معي كلام ، ورسالة هذه الأغنية تشبه معين لأنها رسالة جامعة تحكي عن بنت تنتقل بين المناطق في بيروت كي تدبك ، وفي الختام حلفت بأنها لن تدبك خارج بيروت ، فيها رسالة وطنية تشبه معين ولكنها تُقال بطريقة مختلفة .
وأنا أُستفز كثيراً حين يقول أحدهم أنه يعمل موضوعاً جديداً ، يعتقدون بالموضوع الجديد أنه مثلا هناك "السوتيان ما حدا عمل عنا غنية فمنعمل غنية عن السوتيان" ، هذا ليس الموضوع الجديد لا بل هو مثلاً الحب نفسه ، فمنذ آلاف السنين يحكي الشعراء عن الحب وما زالوا، الجديد هو كيف تقال الاشياء ، مثلاً مرة حل شاعر ضيفاً على برنامج "بعدنا مع رابعة" ، فقلت له إن هناك فكرة جديدة وهي التبول الاإرادي لم تؤلف عنها أغنية بعد وتستطيع كتابة أغنية عن هذا الموضوع فضحك وأُحرج، فالأفكار الجديدة يجب أن تكون جديدة وحلوة وليست جديدة فقط.


إلى أي مدى عملت على ثقافتك الموسيقية إلى جانب إبداعك وموهبتك ؟
الثقافة هي بالدرجة الأولى، وأنا عملت عليها بالسمع من دون أن ألاحظ ، فلمجرد أنني ولدت بهذا البيت (زياد إبن المؤرخ الموسيقي فيكتور سحاب وابن أخ المايسترو سليم سحاب) ، ومعين إبن بيت سحاب وكان تلميذ عمي سليم وكان موجوداً في بيتنا .


ماذا علمك والدك فيكتور سحاب نظرياً وعمك سليم تقنياً ؟
أخذت ثقافتي الموسيقية من عمي سليم بعمر صغير جداً حين كنت أحتك بأهم موسيقيي البلد من عازف العود الكبير سعيد سلام ، رحمه الله ، إلى كل الأساتذة العازفين محي الدين الغالي وسمير سبليني، فأهم العازفين كانوا موجودين في هذه الفرقة .

هل عزفت معهم؟
طبعاً هنا وفي مصر، كان عمري عشر سنوات حين انضممت إلى فرقة بيروت للموسيقى العربية وأقمنا حفلات كثيرة مع عمي هنا إلى أن توفي سلام فأصبحت أنا عازف العود الرئيسي بالفرقة وبعدها بمصر كنت عضواً بالفرقة القومية التي أسسها عمي حين إستقر بمصر .


ماذا عن فرقة "أم كلثوم"؟
هي فرقة قادها عمي سليم حين ذهب إلى مصر عام 1988 قبل أن يؤسس فرقته .


سليم سحاب ماذا يقول عن عزف زياد سحاب وكيف يقيمه؟
طبعاً يعتبرني عازف عود مهماً حسب قوله، ريشتي واضحة.


لديك مشروع مع الشيخ أحمد حويلي ، ما هو هذا المشروع ؟
هو شيخ درس في إيران فلسفة دينية وأصول التجويد والآن نعمل على مشروع خارج الإطار الديني ولكنه ليس بعيداً عن هذا المجال، فأخذنا أشعاراً صوفية للحلاج والكثيرين من الشعراء الصوفيين، ونحن نقوم بعمل CD مبدئياً بدأنا بتسجيله Track by Track سيغنيه الشيخ أحمد .


ولكن هل سنسمعها عبر الإذاعات ؟
طبعاً خصوصاً بسبب الاتجاه بالموسيقى الذي انتهجته ، الصوفية بمكان هي الدخول الى عالم من trance بالتعبد ليس بالضرورة للإله ، بالتعبد لما نحب بإمرأة أو بالموسيقى مقابل ذلك هناك شيء في الغرب اسمه الـ trance music أوelectronic music أحاول أن أعمل على دمج هاتين الحالتين لا أحب أن أطلق شيئاً مقدماً من قبل، ليس مزجاً مشغولاً عن عبث هناك أشخاص كثيرون يخلطون فيأتون بأغنية أعزفها بآلات غربية تصبح "انني اخترعت البارود" ليس عبثاً لأن النمطين الموسيقيين اللذين اخلطهما فيهما حالة trance ، موجودة بالموسيقى الصوفية وكذلك بالموسيقى الالكترونية وأنا أحاول ومن لا يجرب لا يصل وقد تكون التجربة فاشلة ولكن آمل أنها ستنجح .

هل هناك رسالة سياسية في الأغنيات؟
أبداً فيها رسالة صوفية وهي المحبة، وهي الرسالة الأهم.


هل ستقدمونها بحفل في لبنان؟
سنبدأ بالقيام بـ TEASER للمشروع الذي سينزل بأيار/مايو من خلال الحفل الذي سنحييه في 27 شباط على مسرح أبي خاطر ، خلال هذا الحفل سنقدم بعضاً من الأغاني التي أعمل عليها وهي 4 أغان من الـ CD الذي سيُطرح وأربع إلى ست أغان صوفية تراثية مع إعادة النظر بشكل توزيعها.


كنا نسمع لك أغان خاصة و"مهضومة" وقريبة من القلب في "بعدنا مع رابعة" ما هو مصير هذه الأغاني هل ستجمعها في CD ؟
الفكرة أن آخرCD أطلقته بصوتي كان عام 2007 أو 2008 ومنذ ذلك الوقت صار لدي رصيد كبير من الأغاني لم أطلقها والآن صارت أكثر من أن أطرحها بـ CD "وراسي تخطاهن بمطرح " أي ليست أعمالاً أطلقها اليوم لأقول، هذا أنا.

ألم تعد تشبهك؟
تشبهني في مرحلة مررت بها سأقوم بعمل Youtube channel خاصة بي وسأنزل فيها كل أسبوعين أغنية ولدي تقريباً خمسون أغنية البعض منها مسجلة بستوديو والبعض الآخر من حفلات، سأنظف قدر المستطاع الأغنيات المسجلة في حفلات وكل أسبوعين سأطرح أغنية ليسمعها الناس وتكون متوافرة لهم ليسمعوها ويحملوها مجاناً ، الـ CDأصبح كـ business card كبطاقة تعريف عن أي عمل "منو هالتجرة والـ CD بعمرو ما عم يغني هالإيام ومهما بعت من نسخ".


زياد أخبرني عن تجربتك التمثيلية حيث شاركت بمسلسل مع منصور الرحباني وألين لحود ؟
كانت هناك جوانب ممتعة، خصوصاً مع الفريق الذي كان معنا، بقينا لسنة نصور المسلسل، وهناك لحظات حلوة لن أستطيع نسيانها طيلة حياتي ، أنا ابن المسرح مثلت كثيراً فيه وللمرة الأولى أقف أمام الكاميرا وأتصور أنها آخر مرة ، أنا اكتشفت من خلال هذه التجربة أن الممثلين من أكبرهم إلى أصغرهم مظلومون لأنهم يعيشون نمط حياة لا أستطيع أن أعيشه، فحين كان باسم مغنية يأتي إلى موقع التصوير معنا في الصباح وينتهي عند الثامنة مساء ويكون عنده تصوير في الليل بمكان آخر، وأن يكون هذا نمط حياته لستة أشهر أو لسنة "أجادن" أنا لا أستطيع كموسيقي أن أعيش بهذه الوتيرة لأنني اعتبرت أنني أقوم بهذا الأمر لأتسلى ولكن اتضح أنه سيتطلب وقتاً "بدو جهد أنا مني قدو" كوني لست متفرغاً للتمثيل بهذا المعنى وليس لأنني مهمل، ولكن أنا لدي أعمال أخرى ومن الممكن بعد سنتين أن أشارك بتجربة، لا أحد يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل.

متى سيعرض هذا المسلسل؟
كما فهمت، سيعرض خلال شهر أو أكثر على محطة الـLBCI.


ما هو دورك؟
جزء من عصابة خارجة على القانون.


هل تعتبر نفسك خارجاً على القانون في الحياة؟
أنا لست خارجاً على القانون أو أي آلة أخرى ، القانون بلبنان تشعرين بأنه خارج على المواطن .


شكراً جزيلاً لك زياد
شكرا لك .