بالتعاون مع شركة سوليدير تم افتتاح "معرض الفن الإسلامي" في 15 تشرين الأول 2014.

ويشارك في الحدث متحدثتان من الضيوف القادمين من جامعة لايدن في هولندا، السيدتان كارين شيبر وهدى أبي فارس، حيث تقدمان المحاضرات الفنية وورش عملٍ تقام على التوالي في 16 و17 و18 تشرين الأول الجاري.

من أجل التمتع بثراء المجموعة الشرقية الاسلامية وغناها الفني، من دون الحاجة للسفر إلى هولندا، بات من الممكن لمحبي الفن الاسلامي زيارة المعرض الذي يجلب إلى بيروت أعمالاً عالية الجودة من المجموعات الخاصة الموجودة في الجامعة إذ تعتبر نسخاً طبق الأصل من أجمل فنون الخط والتصويرات والزخارف.

وتعرض تلك المختارات الجمالية بالإشارة إلى سياقها الثقافي التي ظهرت فيه، وتنقسم إلى خمسة موضوعات: فن الخط وتصويرات لمكة المكرمة والمدينة المنوّرة، ومصغرات من الأعمال العلمية والشعرية إضافة إلى تصميمات الزهور والأشكال الهندسية، حيث تتجاور المختارات الزخرفية من المخطوطات من نظائرها في العمارة الإسلامية لتبرز العلاقة المتداخلة القوية بين الفنون المختلفة.

وركّز الموضوع الأول على إظهار المكانة الرفيعة التي يحتلها فن الخط بين الفنون الإسلامية بالدور المهم للكلمة والكتابة في الإسلام. ففي القرون الأولى، كان الخط الكوفي، وهو خط مستقيم الخطوط ذو زوايا حادة، الخط المفضل لكتابة القرآن الكريم. كما ذاع استخدامه لكتابة النقوش على جدران المباني الأثرية والعملات والأدوات الصغيرة. وبدءاً من القرن العاشر، وضع الخطّاطون مجموعة قواعد لخط دائري تناسبي انبثقت منه خطوط أخرى مختلفة. ومنذ ذلك الحين، باتت الخطوط الدائرية المفضلة لكتابة القرآن وذلك لسهولة قراءتها.

أمّا الموضوع الثاني فيسلط الضوء على أولى الرسومات لمكة المكرمة والمدينة المنوّرة وقد وجدت أقدم هذه الرسومات على سندات الحج، والتي كانت بمثابة تذكار من شعائر الحج. كما جرت العادة كذلك على رسمهما في دليل الإرشادات للحجيج لتوفير معلومات مفصلة عن المواقع المختلفة والأبنية والشعائر. ومن النصوص الشهيرة أيضاً التي تحوي صورا لمقام النبي محمد. وتشهد الأساليب المختلفة للرسم في النسخ العديدة المتواجدة من هذا الكتاب على انتشاره الجغرافي الواسع وكثرة استخدامه. كما توجد كذلك رسومات للمدينتين المقدستين على بعض البلاطات العثمانية التي وضعت في البيوت كتذكار من الحج أو تداخلت مع جدران الأبنية الدينية.

في حين يبرز الموضوع الثالث فن المخطوطات العلمية، إذ تعد الكتب العلمية أول النصوص التي أحيتها المنمنمات، وكان الهدف من تلك التصاوير زيادة في توضيح النص. واتسعت الموضوعات التي أحيتها الرسومات، من علم النباتات والجغرافيا والفلك والرياضيات والطب إلى نصوص عن الحيوان والتدريبات العسكرية والفلسفة.

وفي الموضوع الرابع يضيء المنظمون على متعة الرسم الذي أخذ حيزاً هاماً من الثقافة في العصر الإسلامي وقد أدخلت الحياة على صفحات الشعر بمنمنمات تعرض صوراً للاحتفال والصراع، للحب والشوق، للمعارك والصيد. وكان الخطاطون يتركون مساحات فارغة في النص للرسامين ليملؤوها بأعمالهم بعد انتهائهم من الكتابة.

أما الموضوع الأخير فيحيي عالم الزخارف إذ كانت المخطوطات من العالم الإسلامي تزخرف لأسباب عديدة، إما لإضفاء الفخامة على المخطوطة أو لمساعدة القارئ على تصفح النص مع التركيز على بعض المناطق أو لمجرد أن تسر عين الناظرين.
ويستمر معرض الفن الاسلامي في أسواق بيروت من 16 تشرين الأول لغاية 30 تشرين الثاني 2014 يومياً من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الثامنة مساءً.