للعام الثاني على التوالي يطل قيصر الغناء كاظم الساهر ضمن فعاليات مهرجان اهدنيات، هذا المهرجان الذي اصبح محطة سنوية ينتظرها عشاق الفن والغناء.

على الرغم من اطلالته في مهرجانات لبنانية عديدة، الا ان ظهور الساهر في اهدن له طابع خاص لاننا نشعر بقرب المسافة بين الفنان والجمهور. نجاح التعاون الاول بين القيصر واهدنيات العام الماضي كان احد اهم اسباب تكرار هذه التجربة مرة جديدة، اضافة الى عطش الجمهور لفن الساهر الذي كلما استمعت الى صوته واحساسه الفريد بالغناء كلما اوقد بداخلك رغبة بسماع المزيد والمزيد.

عندما تشاهد الفنان العراقي كاظم الساهر يغني، تقف مذهولاً أمام هذا الصوت الذي لا يشبه أحداً. اداء فني بالفعل يعجز التعبير عن وصفه لما يتمتع بحرفية عالية اصبحت نادرة جدا في هذا الزمن. صوت يتنقل بين النغمات، يتكيف مع الانماط الغنائية، بالمختصر صوت متمكن وحضور يأسرك برقيه واحترامه وتواضعه.

لقد قدم الساهر باقة من اغانيه القديمة والجديدة. غنى الحب والفرح وغنى الوطن الجريح في تحية لبغداد كما غنى للبنان. وكعادته غيّر الساهر في جدول الأغاني المتفق عليها قبل العرض بناء لرغبة الجمهور الذي أخذ يطالبه بأغنية ثم الأخرى: اراضي خدها، صباحك سكر، بغداد، يا رايحين لبنان، زيديني عشقا، اكون او لا اكون، هل عندك شك، اتدللي،ليلى، قولي احبك، ليلة امس، فاكهة الحب، اشهد، اكرهها، مستبدة،عبرت الشط، هذا اللون.

وكانت الأجواء تشتعل كلما أعلن الساهر اسم الأغنية التي سيقدمها، حتى أن الجمهور غنى معه معظم الأغاني التي قدّمها. اما الأغنية التي أشعلت بالفعل المدرجات التي امتلأت من بداية الحفل، فكانت أغنية "هل عندك شك".

وخلال الامسية، أعرب كاظم عن سعادته بالتواجد للعام الثاني في اهدنيات، وتمنى ان يعمّ السلام والحب في كل العام، وتمنى الأمان والفرح لاطفال العالم.

من الناحية التقنية يتميز مهرجان اهدنيات بصوت واضح ونقي وباضاءة جميلة ومريحة للنظر. اضافة الى الخلفيات المميزة التي ترافق الاغاني. كما تجدر الاشارة إلى التنظيم الجيد الذي يتمتع به المهرجان اكان من ناحية دخول الجمهور أو تأمين مقاعدهم.