هو الأب الصالح الذي أنجب طبيبين يفتخر بهما لبنان ، وهو الصديق الوفي صاحب القلب الكبير الذي حضن كل الممثلين ووقف إلى جانبهم في أحلك الظروف ، ولم ينسَ يوماً بلدته الحدت وأبناءها الذين كانوا وسيبقون دوماً يفتخرون بأنه إبن بلدتهم وعاش بينهم .



أبى أن يهاجر ويترك الوطن لأنه كان مؤمناً بأن لبنان سيبقى للبنانيين طالما هم متمسكون بوجودهم فيه .

إيمانه كان يبدو جلياً على ملامحه وفي تصرفاته ، وكيف لا فهو الذي كان يستيقظ على صوت جرس كنيسة السيدة التي تبعد بضعة أمتار عن منزله ويواظب على الصلاة ويتكل على الله ويسلم له كل أموره .

إنه الممثل القدير إيلي صنيفر الذي له مسيرة مشرّفة في التمثيل عمرها 50 عاماً جسّد خلالها مختلف الأدوار التي كانت وستبقى راسخة في بال كل الذين أحبوه ، ولذلك دعا إقليم بعبدا الكتائبي لحضور الحفل التكريمي الذي أقيم أول من أمس الأحد عند السابعة والنصف مساء في مسرح كنيسة السيدة في الحدت تخليداً لذكرى الممثل إيلي صنيفر تحت عنوان "الكتائب تتذكر الكبير إيلي صنيفر".

وإجتمع كل أبناء الحدت بينهم أباء وشعراء وممثلون وإعلاميون ، إضافة إلى شخصيات ثقافية ودينية وفنية وسياسية من محبي الممثل إيلي صنيفر في حفل تكريمه الذي بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ، بعده صدح صوت إيلي صنيفر معلناً حبه لأمهاته الثلاث : سيدة الحدت ، والدته التي أنجبته وبلدته الحدت ، كما حيّا أهالي البلدة.

ثم أطلت مقدمة الحفل باسكال ترزي التي أعلنت أن حزب الكتائب تقدّم بطلب من رئيس بلدية الحدت جورج عون لإطلاق إسم الممثل الراحل على أحد شوارع البلدة .

وكانت محطة غنائية "je vous ne oublie pas" مهداة لصنيفر غناء سارة أبو ملهب ورافقها عزفاً رامي أبو خليل .

ثم عرض تقرير ، إعداد بيار البايع ونبيل الرفاعي ، إخراج جورج خليفة ، ألقى الضوء على أعمال إيلي صنيفر ، كما ظهر صنيفر في هذا التقرير وهو يقرع جرس كنيسة سيدة الحدت فكان المشهد مؤثراً جداً .

وكانت كلمة لرئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي بو خالد ، وكلمة مصوّرة للنائب سامي الجميل .

وفي الختام قدّمت السيدة جويس الجميل ورئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي بو خالد الدروع التكريمية وشهادة تقدير لعائلة المكرّم ، وكانت كلمة شكر من الدكتور إيلي صنيفر حيث شكر الجميع وتحدّث عن تعلق والده بالحدت وكنيستها وعن مدى حبه للوطن ولعمله .

"النشرة" كانت حاضرة في حفل تكريم صنيفر وعادت بهذه التصاريح الخاصة .

رئيس إقليم بعبدا الكتائبي رمزي بو خالد:"إقليم بعبدا إعتاد على تكريم فنانين ورجال فكر ، فكل عام نكرّم فنانين أبناء المنطقة ، العام الماضي كرّمنا الفنانين وليم حسواني وجورجيت صايغ بمبنى الإقليم ، واليوم إخترنا الحدت بسبب موقعها وبسبب الأمور التي تجري في هذه المنطقة بهذه الفترة".

وأضاف :"تم إختيار الممثل إيلي صنيفر نظراً لرمزيته بالحدت ورمزية الوضع الذي يتمتع به هو ونظراً للتضحيات التي قدمها لأنه بقي في الحدت كل فترات الحرب ولم يتركها ووقف إلى جانب كل أهالي شهداء المنطقة ، وأحببنا أن نقوم بهذه اللفتة ، رغم أن إيلي صنيفر ليس بحاجة لتكريم نظراً لعدد التكريمات والميداليات التي نالها ، ولكن لنثبت مرة جديدة أننا أقوى من الوضع الذي نمر به ومن ثقافة الموت".



الدكتور إيلي صنيفر:

"نحن سعيدون جداً لأن الفنانين أمثال إيلي صنيفر لا يجب أن ينسوا ، وهذه مثل مناسبة لنعود ونتذكره ونتلاقى بالأصحاب وبالناس الذين أحبوا إيلي صنيفر".

وتابع صنيفر :"في طريقي إلى هنا صادفت الكثير من الأشخاص الذين كانوا يحبون والدي وهو كان يحبهم أيضاً ، وطبعاً هذا شيء يفرحنا ، فوالدي لكل لبنان ويحب كل الناس ، وحزب الكتائب له فضل نحن نشكره عليه وهو أنه تذكر إيلي صنيفر "ما في الواحد إلا ما يقول شكراً لكل العالم اللي فكّرت بإيلي صنيفر".

الدكتور باتريك صنيفر:

"هذا فخر أكيد ونحن نشكر الكتائب اللبنانية التي فكّرت بالوالد ، وبالفعل بعد 9 سنوات على وفاته ، وممكن أن تكريم اليوم هو من أهم التكريمات وأثّر فينا كثيراً ونشكرهم جداً".

وأضاف صنيفر :"بحياة الوالد كان الوطن لبنان دائماً أهم شيء ، وأظن أنه تحت هذا الشعار جمع كل اللبنانيين بغض النظر عن دينهم وإنتماءاتهم ، إيلي صنيفر هو لبنان".


الممثلة إلفيرا يونس:

"أريد أن أقول لإيلي إشتقنا لك ، ذكريات جميلة جداً ، إيلي إنسان طيب و"حبّوب" ، لا يعطي ملاحظات لأحد "ما بيجي صوب حدا ، إذا قِدِر مرّق شي هيك بلطف بينبسط إنو عطى ملاحظة وحدا تلقاها" ، إيلي ملك ، كان مدرسة "شو ما قول بضل حاسة حالي مقصرة بحقو ، كنا مع بعض بالوسط ، ما ساقب كان عندي كتير شغل معو ، كان في مسرح انا وياه ، أبو ملحم كان هو البطل الدائم".

وتابعت يونس :"إيلي صنيفر إنسان رائع لا يتكرر ، قدي كان ياخد أدوار شريرة قديش كان طيب ، كان شاغل الدني وما فيها ، وبقول إنو يمكن ربنا أخدو قبل ما ينوجع هالوجع اللي نحنا عم نتوجعو مع إنو نحنا متضايقين لأننا فقدناه".


الممثل طوني مهنا:

"إشتقنا له كثيراً ، والوسط الفني خسر عنصراً مهماً أعطى الكثير لهذه المهنة بأدوار مركبة وجميلة جداً ، للأسف لم تسنح لي الفرصة أن أعمل معه وكنت أتمنى كثيراً هذا الشيء لأنه "كان متعة الشغل معو هيك كانوا يقولولي".

وأضاف مهنا :"وللأسف في هذا البلد لا نتذكر الشخص إلا عندما يفارقنا ، نقول له إن روحه بالسماء ونحن دائماً نتذكره وليس فقط في المناسبات".

الفنانة باسكال صقر:

"عملت معه في مسرحية وادي شمسين وبمسرح الأب فادي تابت ، أقول لإيلي صنيفر "عن جد إشتقنا لك والناس اللي متلو حرام يروحوا بكير ، يا ريت بعد بيطلع عنا فنانين متل إيلي صنيفر".

وتابعت باسكال :"أعتبر نفسي محظوظة لأني عاصرت أشخاصاً بهذا المستوى وتعلّمت منهم "إنو الواحد يضل متواضع والمهم إنو يعطي عمل فني حلو ولا بدو شهرة ولا بدو مال".



كما إلتقت النشرةزوجة صنيفر السيدة حياة خليلوكان لنا معها هذا الحوار .

ألف مبروك سيدة حياة ؟

شكراً "أنا مبسوطة قد الدني".

ماذا تقولين لإيلي صنيفر في تكريمه ؟
"شو ما قول قليل عليه" ، الذي يحبه يكرمه ، "بركي البلدية هلأ بتعملّو شي مهم بالضيعة".

ولكن بلدية الحدت كرّمته سابقاً
نعم كرّموه "بس مش متل ما هو لازم"، أحب أن يكون هناك شيء بإسمه ، شارع بإسمه ، تمثال بإسمه ، إيلي أعطى الكثير للحدت وللبنان، أتمنى من رئيس البلدية وأهالي الحدت "يعملوله شي بضيعتو لأن إيلي عمل كتير لهالضيعة وحبها كتير".

وأنتم كعائلة إيلي صنيفر هل تفعلون شيئاً لتكريمه ؟
نحن نعمل على تجميع أرشيف إيلي بالإضافة إلى كل الترتيبات المتعلقة بتكريمه في كازينو لبنان حيث سيمنح إيلي وساماً من رئيس الجمهورية "إيلي عندو أوسمة كتير وهالمرة من رئيس الجمهورية".