كان الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب موجوداً في منزل المؤلف والملحن اللبناني عاصي الرحباني والسيدة فيروز، وتأهب للمغادرة مودعاً، فقال له الرحباني: "سهار بعد سهار ت يحرز المشوار".

فإستوقف عبد الوهاب كلام الرحباني، وطلب منه أن يكمل، فتابع الرحباني قائلاً :

"كتار هو زوار
شوي وبيفلّو
وعنّا الحلا كلّو
وعنّا القمر بالدار
ورد وحكي وأشعار
بس اسهار".

غادر عبد الوهاب، ولم ينم الليل قبل تلحين المقطع، وفي اليوم التالي وبعد أن سمعه الرحباني، قال:

"بيتك بعيد وليل ما بخلّيك
ترجع، أحقّ الناس نحنا فيك
رح فتّح بوابي
وإنده على صحابي
قلّن قمرنا زار
وتتلج الدنيي اخبار
بس اسهار

و النوم مين بينام غير الولاد
بيغفوا وبيروحوا يلملموا أعياد
ما دام إنّك هون
يا حلم ملوا الكون
شو همّ ليل وطار
وينقص العمر نهار
بس اسهار".

وأتم عبد الوهاب لحن الأغنية، وقدمها لفيروز، وعندما سُئل عما جذبه في الجملة قال: "حرف التاء الذي قام مقام كلمة كاملة بالعامية المصرية، وهي "علشان"، فأحب سهولة العامية اللبنانية في التعبير بهذا الشكل الجميل.