تعتبر من أهم رواد الغناء والتمثيل في العالم العربي، وعرفت بسلطانة الطرب، كما كانت أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي، إنها الفنانة المصرية منيرة المهدية.


تعد منيرة المهدية أول مغنية عربية سجل لها أسطوانات موسيقية، كما كانت أول سيدة تمثل دور رجل في مصر، إذ قدمت العديد من الأدوار الذكورية منها دور "أنطونيو" في مسرحية كليوباترا.
كانت انطلاقة منيرة المهدية، عندما كانت تحيي الليالي والحفلات في مدينة الزقازيق، فشاهدها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة، فأعجب بصوتها واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة.
بعد النجاح الذي حققته في القاهرة، افتتحت منيرة ملهى خاص بها أطلقت عليه اسم «نزهة النفوس». كان هذا الملهى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة، وذلك بسبب قوة شخصيتها.
وقفت منيرة على خشبة المسرح في عام 1915 لأول مرة مع فرقة عزيز عيد، وأدت دور "حسن" في رواية للشيخ سلامة حجازي، وبذلك أصبحت أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح.
وغنت منيرة في تركيا، فنالت إعجاب مصطفى كمال أتاتورك.
وظلت متألقة في الساحة الفنية، إلى أن ظهرت المطربة المصرية أم كلثوم، فخفت وهج منيرة. إذ شهدت هذه الفترة صراعاً حاداً بينهما، ولم تستطع المهدية مجاراة أم كلثوم، فاعتزلت الفن.
ومن بين أشهر القصص التي حصلت في تلك الفترة بين أم كلثوم والمهدية، هي أن المهدية ذهبت في إحدى المرات، إلى حفلة لأم كلثوم متخفية في "الملاية اللف والبرقع"، وذلك لتشاهد الإقبال والإعجاب من الجماهير على كوكب الشرق، فلم تستطع المهدية تقبل هذا المشهد، وغادرت المسرح فوراً.
كما قيل إنه في ذات مرة، زارت أم كلثوم منيرة المهدية برفقة الملحن محمد القصبجي، وعندما قدمت لهما الكازوز، شربت أم كلثوم من الزجاجة التي أمام القصبجي، فأخذت منيرة الزجاجة التي أمامها وشربت منها لتطمئنها أن الزجاجة لا تحتوي على سم.