كل شيء كان مميزاً لحظة ولادتها، وطفولتها كانت عبارة عن قراءة ورسم وموسيقى. هي التي عزفت على البيانو بعمر السنتين ونصف السنة، وألفت الموسيقى بعمر الأربع سنوات، ولطالما أيقظت الجيران من نومهم على صوتها الأوبرالي.
هذه الطفلة كبرت، ورفعت إسم وطننا لبنان عالياً في مختلف دول العالم، فهي قادت الأوركسترات العالمية التي عزفت موسيقاها، كما غنت الأوبرا على أشهر المسارح في لبنان وخارجه، ونالت أعلى الشهادات من أرقى المعاهد والجامعات في العالم، وأسست أكاديميتها التي تتضمن رؤية مستقبلية للارتقاء بمواهب الجيل الشاب في الغناء العربي والأوبرالي والتأليف الموسيقي، واحتضان هذه المواهب وتدريبها وصقلها ورعايتها فنياً، كما أسست مؤسستها الدولية التي أطلقت مبادرة "بيروت في منازل الذاكرة"، لترميم أبنية تراثية مأهولة تضررت بسبب إنفجار مرفأ بيروت، واستحقت وعن جدارة، منصب رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، وإختارها "الإتحاد اللبناني لسيدات الأعمال والمهن BPW Lebanon"، لتكون عضو شرف فيه عن العام ٢٠٢٢.
إنها د. هبة القواس، التي يصادف اليوم عيد ميلادها، والعمر يقاس بالإنجازات والنجاحات، وما أكثرها في حياة القواس، التي سهرت ليالٍ كثيرة، واجتهدت وثابرت، لأنها طلبت العلا، فأصبحت نجمة مضيئة في سماء الفن الراقي في لبنان والدول العربية، وحتى العالم.
هبة القواس، أنتِ فعلاً هبة في حياتنا، وأتقنتِ إطلاق سهامكِ الساحرة، من قوسكِ المجبول بالإبداع.. عقبال أجمل سنين.