لا يختلف اثنان على كونها فخر العراق وابنته المدللة التي تشبعت منه قيما ورقيا وشهامة وبساطة ونخوة وتقديرا لابسط الامور الحياتية.

هذا البلد الذي سيروي في تاريخه الحديث قصة نجاح صبية عابقة بالطموح، سيذكر حتما ان لرحمة رياض مسكن ومرقد وفسحة من الابداع لاقتها في رحاب بلدها الثاني لبنان والذي تتشابه اواصر العيش فيه وناسه الطيبين بشعب العراق وحضارته. في لبنان وجدت رحمة رحاب النجومية وجدت من يحبها ويشبهها ويقدر موهبتها وكأنها مولودة هنا بيننا تشبهنا في ابسط الامور وبديهياتها… طبيعية بعيدة كل البعد عن التكلف، صادقة، حساسة، انيقة، تعير مظهرها اهتماما لبقا والاهم صوتها المنسدل عن كتف اوديتنا رومنسية وشجنا وحبا.
ليس بمستغرب علينا كلبنانيين احتضان النجوم العرب لا بل صناعة نجوميتهم. بعضهم يتنكر وبعضهم يجاهر بهذه الصناعة وبعضهم يجاهر ويشعر بالانتماء الى هذا البلد المبدع.
رحمة واحدة من النجمات العربيات التي نستشعر حبها الصادق لهذا البلد وشعبه، نستشعر تعلقها بروح هذا البلد فتراها متعاطفة معه وخصوصا في عز ازماته وويلاته وهي المدركة جيدا لمعنى الانتماء لبلد ذات يوم شلعته الحروب وفرقت وهجرت احباءه الى غير رجعة. رحمة المولدة من رحم العراق من عائلة مغمسة بالفن حتى النخاع، لا نبالغ لو قلنا انها فخر الصناعة الفنية في لبنان وبمعنى اوضح، رحمة رياض باتت منا وفينا. هذا الحب المتبادل بيننا وبينها ناهيك عن انه مترجم في تصرفاتها وتصريحاتها واقامتها لفترات طويلة هنا، نلاحظ وعلى الصعيد الفني، اهتمام النجوم اللبنانيين في اختيارهم رحمة لتشاركهم احياء الحفلات وعلى سبيل المثال النجم وائل كفوري وعاصي الحلاني وغيرهما.
كما وفي كل مرة تطل فيها عبر برامج لبنانية يشعر المشاهد وكأنها من اهل البيت في صدقها وعفويتها وحبها لهذا البلد وشعبه. لا بل اكثر من ذلك فحين قررت ان تغني اللهجة اللبنانية كانت ساعة الرمل التي اتقنت فيها اللهجة وقدمتها بإحساس كبير جدا حتى انها اجادت تقديم الاغنية اللبنانية اكثر بكثير ممن بعض من يدعي الهوية الفنية اللبنانية. ولعل السبب الوحيد في نجاح هذه الاغنية وتصدرها قائمة الترند عبر يوتيوب والمنصات الغنائية في لبنان والعراق والعالم العربي اجمع وفوزها بالمراتب الاولى بالاحصاءات التي اجرتها بعض المواقع الالكترونية، السبب هو صدقها وحبها واحساسها للفن اللبناني والهوية اللبنانية.
لا نبالغ على الاطلاق لو قلناها بالفم الملآن، صحيح ان رحمة فخر العراق وابنته انما هي ايضا لبنانية الهوى باتت منا وفينا نحبها نقدرها ونعجب ونغرم في كل مرة تقدم فيها عملا جديدا كإعجابنا بنجومنا اللبنانيين لا بل اصبحت واحدة من نجماتنا اللبنانيات اللواتي يرفعن صورة هذا البلد عاليا في كل مرة تأتي على ذكره وهو المخبأ دوما وابدا في قلبها.