في مثل هذا اليوم ، 17 شباط/فبراير ، حدث أن ولدت فتاة صغيرة لم تدرِ أنها ستصبح مع الايام مطربة كبيرة ، في مثل هذا اليوم حدث ان ولدت صاحبة اجمل واكذب ابتسامة، في مثل هذا اليوم نحتفل بعيد ميلاد سميرة توفيق او سميرة كريمونة لا فرق طالما أن الإسمين عنوانان لحنجرة ماسية واحدة لا تتكرر، وقلت سميرة من دون القاب لان اسمها اصبح اكبر من أي لقب واهم منه .

إنها مطربة البادية وأشهر مطربة قدمت اللون البدوي في هذا القرن لا بل هي الوحيدة التي تربعت على عرش هذا اللون ، اليوم "الزازا" كما يحلو لعائلتها الصغيرة مناداتها ، تطفئ شمعات كثيرة هي عدد سنوات عمرها من النجاح والعطاء والعظمة .
انها صاحبة اشهر "غمزة" وأجمل "شامة" في زمن الفن الجميل، وحبة ذهبية في عنقود العمالقة الذين لا يتكررون، ولها نغني "احبك واحب كل من يحبك، واحب الورد الجوري لانه بلون خدك، احبك".


سميرة توفيق مطربة جميلة قلباً وقالباً، وهي صاحبة سيرة ذاتية نظيفة وناصعة البياض، تركت بصمة خاصة بها في عالم الفن، وبرزت في الزمن الصعب للنجومية، وابتعدت عندما اصبحت الامور سهلة ومتاحة للجميع، ولانها لا تقارن بالجميع قررت الجلوس في صومعتها تعيش الحياة التي اختارتها لنفسها، ولكننا لم ننسَ وجهها الجميل ولا ضحكتها الساحرة ولا صوتها الرنان ولا اغنياتها التي لا تموت "بين العصر والمغرب"، "الورد شوكلي ايدي"، "عالعين مولايتين"، "يا خالي بيوم العيد"، "يا بو قضاضة بيضا"، "تنقل يا غزالي"، "سيارة حمرة"، "اشقر وشعرو ذهب"، "لو تعرف بالخمس دقايق"، "احبك"، "بيع الجمل يا علي"، "يا هلا بالضيف"، "بطلت الحب"، "يا بو العيون حلوين"، "ضربني وبكى"، "ما قدرت اودعهم"، "بالله تصبو هالقهوة"، "حبك مر"، وغيرها وغيرها من عشرات لا بل مئات الاغنيات الناجحة والتي ما تزال تردد لغاية اليوم عبر اصوات جديدة ، وما تزال هذه الاغنيات محفورة في الذاكرة والبال .

سميرة التي لم تكتف فقط بنجاحها كفنانة فُتحت لها افخم المسارح ، وتم استقبالها في صالونات الشرف واحيت اضخم المهرجانات في لبنان والعالم العربي والغربي، لا بل دخلت التمثيل من بابه الواسع وقدمت سلسلة اعمال سينمائية وتلفزيونية حفظناها عن ظهر قلب واذكر منها سينمائياً "ايام في لندن"،"عروس التحدي"، "الغجرية العاشقة"، "بدوية في باريس"، "القاهرون"، "فاتنة الصحراء"، "عروس من دمشق"، "بدوية في روما"، "بنت عنتر"، وتلفزيونياً قدمت "سمرا"، "فارس ونجود" الى جانب رفيق نجاحاتها الراحل محمود سعيد.

سميرة توفيق، في يوم عيدك نكتفي بتقديم التهاني لك وندعو الله ان يزيد ايامك سنوات مشرقة ومضيئة وجميلة تشبه قلبك الابيض النقي، وان يمُنَّ عليك بسعادة الكون، سعادة لا يحدها حدود ولا مكان ولا زمان، وان تبقي محاطة بعائلة تحبك وتحبك وتحبك ، ومن موقع "الفن" نقول لك كل عام وانت سميرة الجميلة، كل عام وانت بخير.