كان حكمت وهبي الممثل والمغني والمذيع اللبناني، من الإعلاميين المعروفين في لبنان. عُرف بظرافته لاسيما في عمله الإذاعي، وكذلك بعفويته وسرعة البديهة، ولُقّب بـ"أميغو العرب". شارك بالتمثيل والغناء في عدة أعمال، ما بين السينما والتلفزيون، وقدم العديد من البرامج الإذاعية في لبنان، وفي إذاعة مونتي كارلو وإذاعة الشرق من باريس.
عمل على تطوير العمل الإذاعي والتلفزيوني، فكسر الحواجز التقليدية بينه وبين متابعيه. أدخل العامية إلى حواراته الإذاعية، في زمن كان هذا الأمر غائباً عن الإذاعة. طوّر عمله، وتمسّك بهويته ومبادئه.


الولادة والحياة الفنية

ولدحكمت وهبيفي 20 كانون الثاني/يناير عام 1952 في بلدة بطمة الشوفية. بدأ مسيرته الفنية في مرحلة مبكرة من عمره، فقد استهلها أولاً على خشبة المسرح في مطلع السبعينيات، حين اكتشف بيار جدعون وإدمون حنانيا موهبته، فطلبا منه مشاركتهما التمثيل في "مسرح الساعة العاشرة"، فقلّد حينها عدداً من كبار الفنانين، وشارك بعدها في بعض المسرحيات.


العمل الإذاعي

انتقلحكمت وهبيللعمل في مجال الإذاعة، فكانت بداية عمله الإذاعي في إذاعة لبنان، وفي عام 1976 جاءته فرصة العمل في إذاعة مونت كارلو، لم يفوت تلك الفرصة. أظهر تميزاً في عمله، وأدخل اللهجة العامية إلى الإذاعة، بعد أن كانت اللغة العربية الفصحى هي السائدة، وبقي يعمل في إذاعة مونت كارلو لمدة 17 عاماً، تميز خلالها ببرنامج "مرسال الهوى"، قبل أن يستقيل منها ليعمل في إذاعة الشرق في باريس لفترة وجيزة، إلى أن أصابه مرض السرطان في الدماغ.
غادر إذاعة الشرق وعاد إلى لبنان ليمضي أيامه الأخيرة بين أهله. في شهر شباط/فبراير عام 1992، ودّع جمهور" فنجان قهوة سكر زيادة" عبر أثير إذاعة الشرق، لينصرف إلى رحلة العلاج مع السرطان، بانتظار ولادة ابنه جاد، الذي أبصر النور قبل رحيل حكمت وهبي بأشهر.


أبرز الأعمال

شاركحكمت وهبيفي العديد من الأفلام والبرامج. سينمائياً شارك في بعض الأفلام السينمائية، وهي: فيلم "آخر الصيف" في عام 1980، الذي غنى فيه أغنيته الشهيرة "يا تمارا"، وفيلم "حسناء وعمالقة" في عام 1981. تلفزيونياً شارك في بعض المسلسلات، منها مسلسل "وبقي الحب" مع عبد المجيد مجذوب وآمال عفيش.
بالنسبة للبرامج التلفزيونية، قدم 300 حلقة من برنامج "ملاعب الصغار" على شاشة "تلفزيون لبنان"، واستطاع أن يصل إلى قلوب الأطفال بلغة سهلة، وأسلوب جذاب.
غنائياً، ورغم أنه لم يحترف الغناء، أصدر العديد من الأغاني، وأهمها "إنت وحدك"، "يا مسافرة"، "نطروني" و"يا تمارا".


الحياة الشخصية

تزوجحكمت وهبيمن السيدة هلا علامة، التي أنجب منها ولداً وحيداً أسمياه "جاد"، وهو يعمل منذ سنوات في مجال الإعلام على خطى والده، ويفتخر بحبه للميكروفون.

المرض والوفاة

خلال عمله في إذاعة الشرق في باريس، فقد حكمت وهبي الذاكرة أثناء الحديث على الهواء مباشرة، وبعد انتقاله إلى المستشفى وإجراء الفحوصات، تبين أنه مصاب بمرض السرطان في الدماغ، فودّع مستمعيه في شهر شباط/فبراير عام 1992، عبر إذاعة "الشرق" أثناء تقديم برنامجه "فنجان قهوة سكر زيادة"، على أمل العودة قريباً بعد فترة العلاج. قرر أن يترك العمل، ويعود إلى بلده. وبالفعل إنتقل في أيامه الأخيرة للعيش في منزله في المختارة، إلى أن عاجله الموت في 20 أيلول/سبتمبر عام 1992، بعد ولادة إبنه جاد بعدة أشهر.


المقتنيات

بعد وفاةحكمت وهبيتم شحن أثاث منزله في فرنسا، حيث كان يقيم، إضافة إلى مقتنياته الشخصية برمتها إلى منزله في المختارة، الذي يعتبر اليوم متحفاً صغيراً خاصاً بالإعلامي الراحل، يضم مكتبة غنية جداً، فبالإضافة إلى مئات الكتب التي إمتلكها، كان حكمت وهبي يهوى الرسم، ويملك ريشة إبداعية مميزة. كما كان لديه حب كبير لجمع لوحات لرسامين مشهورين، منهم سلفادور دالي.