تعرض مسرحية "شو يا قشطة" على مسرح مونو والتي تسلّط الضوء على التحـــــ ــرش الجنــ ـــــسي والإغتـــ ــــصاب من كل جوانبه، وتنقل الوجع والمعاناة بشكل مباشر وجريء ومتقن وتوعوي، مسرحية تُرفع لها القبعة من حيث المضمون وأداء الممثلات، فلقد أكدت كل منهن في علبتها الملونة المهتزة شخصيتها وفرادتها ضمن إطار سيناريو العمل، إضافة إلى معاناتها الخاصة في المجتمع، وإفتقادها الى الإستقرار النفسي والعاطفي. المسرحية مستمرة لغاية 23 حزيران/يونيو على مسرح مونو وسوف تعرض ضمن جولة في المناطق اللبنانية.
مسرحية "شو يا قشطة" أحاطت بمشكلة التحـ رش والإغتـ صاب من كل الجوانب على مستوى تعبير الضحايا عن معاناتهم ومشاعرهم، وعقدة الذنب التي ترافقهم. كما تطرقت الى القانون 205 الذي أقر منذ 4 سنوات، وما زال بحاجة لبعض التعديلات، والخط الساخن الذي إستٌحدث وجهوزية القوى الأمنية للتعامل مع التبليغ عن أية حالة.

العرض المسرحي

العرض المسرحي شيق جداً، ولا سيما العلب الملونة التي تهتز بإستمرار والتي تشير الى قدرة المجتمع والعائلة على التأثير بمشاعر الضحايا وبحياتهم وبإستقرارهم، واللون المختلف لكل منها يدل على فرادة كل شخصية وتميزها.
جسدت الممثلة سينتيا كرم دور الدكتورة جوني المعالجة النفسية التي تعالج كل من نور وميرا وليلى. كما جسدت الممثلة وفاء حلاوي دور نور والممثلة سلمى شلبي دور ليلى، والممثلة كاتي يونس دور ميرا.
تميزت المسرحية بتعاون على مستوى الكتابة والإخراج والإنتاج لكل من وفاء حلاوي ورياض شيرازي وميشال فنيانوس.
موقع الفن إلتقى ميشال فنيانوس ووفاء حلاوي وسينتيا كرم.


ميشال فنيانوس

ما الذي دفعكم الى إختيار الفكرة؟

فكرة التحـ رش هي لوفاء حلاوي وقررنا التعاون لإطلاقها من خلال عمل مسرحي، لأننا نتعرض جميعاً لهذا الأمر ليس فقط في مجال الفن بل في كل القطاعات. ومن خلال الحوار مع الناجيات إكتشفنا أن الموضوع لا يتعلق فقط بالتحـ رش الجنـ سي، بل يتعلق بالإغتـ صاب وبالعنـ ف اللفظي، وهو موضوع لا يطرح غالباً إلا في حالة التعنـ يف الجسدي. كما أن الذين تعرضوا للتحـ رش سواء كانوا من الإناث أو الذكور لا يستطيعون التعبير عن معاناتهم، لذا فإن السكوت عن هذا الأمر هو إجرام.

لفتني وجود وزيرة العدل ماري كلود نجم بين الحضور..

نعم أنا دعوتها لأنها من الأشخاص الذين حاولوا التغيير حين تسلمت وزارة العدل، ونحن نريد التغيير القانوني وندعمه وندعم من يحققه بغض النظر عن هويته. والموضوع ليس سياسياً بل إنه قانوني بحت.

ماذا عن عرض المسرحية في المدارس؟

إنها فكرة رائعة وعلينا التواصل مع المدارس لأن الهدف من المسرحية إيصال الصوت. كلفة العمل باهظة وساهمت بالإنتاج أنا ووفاء حلاوي، وأود أن أشكر المساهمين الذين تولوا رعاية العمل أيضاً.


وفاء حلاوي

لماذا فكرت بموضوع التحـ رش؟

من الضروري تسليط الضوء على الموضوع، وأنا شخصياً واجهت موقفاً صادماً خلال تحضير مسرحية "مفروكة"، لذلك على أثره فاتحت ميشال بالأمر وقررنا أن يكون العمل المقبل عن التحـ رش الجنـ سي. ومع بداية التحضير للمسرحية اكتشفنا وجود قانون 205 الذي صدر منذ 4 سنوات والذي يحمي من التحـ رش بالرغم من وجود شوائب فيه. ويبقى الأهم هو تقبل القانون وتطبيقه، فإذا لم يطبق لا نصل الى نتيجة. وخلال التحضير للعمل تبين ان الأمر لا يتوقف على التـ حرش بل هناك حالات إغتـ صاب أيضاً، لذا سلطنا الضوء على الموضوع، ووردت في المسرحية حالة شابة تعرضت للإغتـ صاب في التاسعة من عمرها، وشخصية أخرى تعيش العنـ ف المنزلي واللفظي.

هل إختيارك لهذا العمل له سبب أو لتسليط الضوء على الظلم؟

الإثنين معاً أحب أن تكون أعمالي هادفة ولأنني تعرضت للكثير من الأمور المتعلقة بالتحـ رش كما تعرض الكثير ممن حولي لهذه الأمور خاصةً في الوسط الفني هناك الكثير من التحـرش.

ما هي الملاحظات القانونية التي رفعتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة؟

ساعدونا لبناء النص ولإعتماد الدقة في المعلومات وفهم القوانين وأسباب عدم تطبيقها، وكشفوا لنا عن وجود خط ساخن للتبليغ عن التحـ رش وتدريب للعناصر الأمنية على الجهوزية لتلقي تبليغات عن الحالات، لأن التحـ رش لم يكن صداه مهماً من قبل وكذلك كانوا يعتبرون التحـ رش اللفظي ليس مهماً للغاية، ولكن حالياً بدأ الوعي ودور الفنان ان يطرح الأسئلة. قد لا نملك الأجوبة وربما لن نستطيع التغيير إنما حين نطرح الموضوع نلاحظ ردود فعل مفاجئة من الحضور عن عدم إطلاعهم على القانون، أحدهم قال إنه لم يكن يعلم عن هذه الحالات الشا ذة وعن تعرض النساء لهذه الأمور.

لماذا رفضت الجمعيات التي تعنى بشؤون الدفاع عن المرأة التعاون معكم؟

لم يجيبوا على إتصالاتنا وكنا نتمنى أن نتلقى مساعدتهم بالتفاصيل الدقيقة ولا سيما أنهم يتواصلون مع الضحايا، ربما لهم أسبابهم الخاصة أو لم يدركوا أهمية العمل جيداً، وهذا أمر أحزنني وأتمنى أن يحضروا المسرحية. أنا مع التوعية الجنـ سية في المدارس ونشر الوعي على ضرورة محافظة الولد، الفتاة أو الشاب، على جسده وحفظ الحدود المطلوبة، وفي حال واجهوا صعوبة أو حادثة معينة أن يحسنوا التصرف.


سينتيا كرم

كيف كانت ردة فعلك على المشاركة في عمل من هذا النوع؟

أصريت على قراءة النص للتأكد من أهدافه والرسالة التي سيتم توجيهها لأن موضوعاً بهذه الأهمية يجب أن يكون مباشراً وتوعوياً.

كان التأثر واضحاً على وجهك بعد المسرحية هل تطلعينا على تفاعلك مع الدور؟

بالطبع تأثرنا جميعاً لأننا نجسد قصصاً حقيقية، وخلال تأدية الدور نسترجع صوراً لأصدقاء لنا تعرضوا لهذه الآفة ولأشخاص لا أعرفهم يروون لي مشاكلهم، وهي أشياء مؤلمة ولا سيما معاناة الأمهات جراء ما تعرض له أبناءهن أو بناتهن. التغيير مطلوب كذلك نظرة الناس.

هل تلمحين ألى أن المجتمع لا يرحم؟

المجتمع لا يرحم وحين تتعرض فتاة أو شاب للتحـ رش او الإغتـ صاب، عليهم أن يتحملوا نظرة الناس وهم يتألمون، والجاني حر طليق ويكرر فعلته مع ضحايا آخرين ويكمل حياته بشكل طبيعي، والمجتمع يبرر فعلته. في هذه الحالة تشعر الضحية أنها تُغتـ صب أيضاً من قبل المجتمع والقوانين ومن الدولة ومن الأهل، وهذا أمر خطير. التحـ رش والإغتـ صاب مرض ويجب أن يوضع لهما حد، وعلى أفراد المجتمع حماية بعضهم البعض سواء كانوا من الرجال ام النساء.
المطلوب إيصال الشعور بشكل دقيق وصحيح، وعلى الناس إدراك مدى الأذى والأضرار النفسية الناتجة عنه، والى أي مدى من الضروري أن نتحرك، وأصرينا على إطلاق المسرحية لإيصال الرسالة ولنقول لا ولتنجز القوانين لتحقيق التغيير.
ومع الأسف ما زالت المحاولات ركيكة وخجولة، ولا سيما أن العديد من الحالات غير معلومة، وكل ما نقوله ينطبق على النساء والرجال والأطفال.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

أحضّر مسرحية جديدة عنوانها "معمول" كتابة وإخراج سارة عبدو وكريم شبلي، ويشارك فيها الممثلات هيام أبو شديد وندى بو فرحات وسارة عبدو والممثل جوزف آصاف.