كلود فرنسوا المعروف باسم "كلوكلو" هو فنان فرنسي مغني وراقص ومؤلف ومنتج موسيقي.
صعوده التدريجي وتأسيسه شركة إنتاج، ووكالة لعرض الأزياء، وتحوله من شاب طموح إلى حالة جماهيرية نادرة، جعلته محط أنظار المعجبين والمعجبات والأوساط الفنية في أوروبا.
الكثير من أغنياته عرفت شهرة واسعة رددها جيل الستينيات، واقتبسها فنانون أميركيون وآخرون.


الطفولة

ولد كلود فرنسوا في الاسماعيلية في مصر في الأول من شباط عام 1939 من أب فرنسي كان يعمل في مصر ومن أم إيطالية. عاش في كنف عائلة ميسورة إلى أن اضطرت إلى مغادرة مصر بعد تأميم قناة السويس التي كان والده يعمل فيها إلى موناكو الفرنسية. أفلست عائلته بعد انتقالها إلى فرنسا فعاش كلود فرنسوا مرحلة صعبة للغاية إذ كان ينام على أرضية الشقة، ويسرق من رفوف المتاجر، ويأكل الخبز المغمس في الخل مما تسبب له بقرحة في المعدة.


أعمال متنوعة

عام 1958 عمل فرنسوا في مصرف وفي الليل كان يعزف على الطبول مع أوركسترا في الفنادق الفاخرة ما مكنه من الحصول على أموال إضافية أعان بها والدته وأخته. إلا أن الموسيقى استحوذت على اهتمامه وسرعان ما تخلى عن وظيفته وألّف مع بعض الأصحاب فرقة موسيقية ومن ثم وجد وظيفة في أوركسترا نادي سبورتينغ في مونتي كارلو، وبعدها صار يغني وراح يقدم عروضه الفنية بصوته فى النوادي الليلية.


الموسيقى أكاديمياً

على خط مواز، تسجل في الأكاديمية الوطنية للموسيقى لتعلّم العزف على عدة آلات موسيقية وتلقى دروساً خاصة لتجويد صوته. لقي فرنسوا معارضة من والده ذات الشخصية القاسية والصارمة في اختيار الفن إذ كان يفضّل أن يدخل عالم المحاسبة، فيما والدته دعمته ونمّت لديه شغفه بالموسيقى. وقد يكون كلود فرنسوا تأثر بوالدته وعائلتها لجهة الاتجاه نحو الموسيقى والغناء. فوالدته كانت تعزف على البيانو وشقيقاها على الكمنجا والبيانو أيضاً.
عام 1961 انتقل إلى باريس بتشجيع من بريجيت باردو وساشا ديستل. وكانت ترافقه راقصة شابة تزوجها فيما بعد ثم تركها.

شخصيته

عُرف عن كلود فرنسوا حبه للمغامرة. فالمغامرة وحدها صنعت أسطورته بعدما كافح وحارب ليحجز لنفسه مكاناً بين الكبار، فظهر صارماً وممسكاً بكل ما يدور من حوله، لكنّه ظلّ في الداخل رقيقاً كطفل.
شغفه النادر وعزيمته الاستثنائية وميله نحو الابتكار خوفاً من الفشل ظلوا هاجساً يلازمه، فهو عاش المجد من دون أمان.
الصحافة والمقربون منه قالوا عنه أنه كان متطلباً يحب الكمال، يعمل بجهد، ذكي، موهوب، فائق الحساسية وأنيق، ويعرف أيضاً كيف يعتذر ويسامح نفسه.


أبرز أعماله

أول أغنية خاصة لكلود فرنسوا كانت بعنوان "Nabout Twist" لم يكتب لها النجاح. في عام 1962 أصدر "Belle Belle Belle"، وفى عام 1963 اصدر "Si j'avais un marteau" و "Marche Tout Droit"، وتتالت الأغاني الناجحة ومنها Pauvre petite fille riche ، Si tu veux être heureux ،Dis-lui ،La ferme du bonheur، Donna Donna, J’y pense et puis j’oublie إلا أن أغنيته الأكثر شهرة هي Comme d’habitude التي غناها من بعده بول انكا ثم فرانك سيناترا بعد أن نقلاها إلى الإنكليزية تحت عنوان My Way وحققت شهرة عالمية، كما أصدر أغنية Le téléphone pleure التي لم تقل شهرة عنها، ومن بعدها Alexandrie Alexandra وغيرها الكثير من الأغنيات.
خلال مسيرته المهنية التي استمرت خمسة عشر عاماً في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كان أحد الفنانين الفرنسيين الأكثر تقديراً من قبل الجمهور إذ بلغت مبيعات أسطواناته السبعين مليون اسطوانة.


عالم الأعمال

كان أيضاً رجل أعمال، أنشأ وأدار مجلة Podium، ووكالة عرض أزياء، ومجلة Absolu، التي باعها بعد فترة وجيزة، بالإضافة إلى عطر Eau noire الذي أطلقه عام 1976.


نشاطاته الغنائية

في 18 كانون الأول 1962 أحيا حفلاً على خشبة مسرح الأولمبيا في باريس ثم اعتلى المسرح نفسه مرة ثانية في 5 نيسان 1963 ومرة ثالثة في أيلول 1964. وحقق العديد من الجولات الفنية والنجاحات. وفي 29 تشرين الأول من عام 1963 حاز على أولى اسطوانتين ذهبيتين. كسر كافة الأرقام القياسية التي سجلها جيلبير بيكو واديث بياف. وفي كل ظهور له على المسرح، كان يحدث هستيريا جماعية بين الحضور.
عام 1966 شهد ظهور فرقته Les Claudettes المؤلفة من أربع راقصات وذلك في 25 كانون الأول على مسرح الأولمبيا، فكان حدثاً استثنائياً أثار إعجاب الجمهور وحماسه.
في 12 كانون الأول 1975 غنى للأطفال في قصر الأليزيه أغنية ديو مع الرئيس فاليري جيسكار ديستان بمناسبة عيد الميلاد.

الحياة العاطفية

عرف كلود فرنسوا حياة عاطفية صاخبة، فقد تعرّف إلى فرانس غال وأقام معها علاقة دامت أربع سنوات حتى عام 1967. بعد ذلك عاش علاقة حب مع المغنية آني فيليب التي التقاها خلال جولة فنية ورفضت الزواج به. ثم أقام علاقة مع عارضة الأزياء ايزابيل فوريه وأصبحت رفيقته وكان له منها ابناً يدعى كلود جونيور في 8 تموز 1968. ولم يتم الكشف عنه أمام الصحافة إلا بعد عدة أشهر ثم رزق بابن ثاني أسماه مارك، حجبه أيضاً عن الصحافة والجمهور مدة ست سنوات. بعدها انفصل عن والدتهما قبل أن يتعرف إلى عارضة الأزياء Sofia Kiukkonen التي ظل يرافقها مدة أربع سنوات حتى وفاته.


وفاة صادمة

توفي كلود فرنسوا بشكل درامي إذ رحل صعقاً بالكهرباء في 11 آذار من عام 1978 عن عمر ناهز 39 عاماً. فأثناء الاستحمام لاحظ أن مصباح الإضاءة ليس مستقيماً على الحائط، حاول تصويبه فصعق بالكهرباء.
أثار رحيله المأساوي حزناً كبيراً في جميع أنحاء فرنسا وودعه الآلاف من محبيه ومعجبيه.


بالأرقام

أصدر كلود فرنسوا 27 ألبوماً غنائياً من عام 1962 حتى عام 1978.
أربع من أغانيه باللغة الفرنسية تم غناؤها باللغات الأجنبية، ثلاث منها باللغة الإنجليزية.
سجل حوالي 60 أغنية باللغة الإنجليزية و20 أغنية باللغة الإيطالية وأربع أغنيات باللغة الإسبانية وأغنية واحدة باللغة العربية وكذلك أغنية باللغة اليابانية.
حسب تقديرات حول حركة المبيعات لكل فنان بين 1955 و2009 سجل كلود فرنسوا المرتبة الخامسة في مبيع الأسطوانات في فرنسا بعد جوني هاليداي وميشال ساردو وجان جاك غولدمان وشيلا.
صعد على خشبة المسارح 1188 مرة وظهر 313 مرة على شاشات التلفزيون في فرنسا وبلجيكا وكندا وايطاليا واسبانيا وانجلترا وسويسرا من عام 1963 وحتى 1978.