تدور أحداث مسلسل "بيت أهلي" في حقبة تاريخية تحكي عن الإنتداب الفرنسي، وسيطرة الإنكليز على سوريا، في الفترة التي إغتيل فيها الطبيب والمفكر والسياسي عبد الرحمن الشهبندر عام 1940، كما تجدر الإشارة، إلى أن شخصيات العمل ليست جميعها حقيقية، فبعض منها من خيال الكاتب.


الشخصية الأساسية في العمل هي الممثل السوري أيمن زيدان، الذي يجسد شخصية "نوري"، القاتل الخبيث الذي هدفه المال والسلطة، والذي يذهب إلى الحارة التي يسكن فيها الممثل سلوم حداد، الذي يجسد شخصية "أبو عدنان"، البطل القومي الوطني، الذي يقف مع الحق والمظلوم.
قبل ذكر باقي شخصيات العمل، يجب أن نلقي الضوء على القصة والسيناريو، فحبكة القصة مشوقة جداً، إلى درجة أنه لا نعرف نية "نوري" ونوايا الفرنسيين والإنكليز، إلا في الحلقة الثلاثين، أي الأخيرة.
تم إلقاء الضوء على شخصية الشهبندر، وكيف يمكن تقبل شخصية "سلوى" الطبيبة غير المحجبة، التي تمتلك إنسانية كبيرة وتعتني بأهل الضيعة، وهي في نفس الوقت، على صلة قرابة بالشهبندر.
الرسائل التي يتضمنها العمل، هي أن "أم عدنان"، التي تجسد شخصيتها الممثلة صباح بركات، تمتلك القرار الصارم، وهي الأم التي ربّت رجالاً في غياب زوجها.
الكاتب فؤاد شربجي، ألقى الضوء على السيدة التي تتعذب مع زوجها، من دون وقوع الطلاق، وتتحمل منه أبشع التصرفات.
كما ألقى المسلسل الضوء على "حسنية"، الشخصية المتسلطة على زوجها، والتي تجسد شخصيتها الممثلة عبير شمس الدين.
أما الشخصية التي تجمع الفـجور وقوة الشخصية والإستبداد وحب المال والسلطة، ولديها في نفس الوقت، نفحة وطنية بنكهة طريفة، فهي "يسرا"، التي تجسد دورها الممثلة صفاء سلطان، التي مزجت كل هذه الصفات بطريقة مميزة وطريفة، كما يلقي العمل الضوء على السيدة التي تتحمل زوجها الخائن، وتخفي عن محيطها أنه عقيم، ولفتتنا في القصة الأفعى التي ترمز إلى الشيطان، أي المحتل المستبد.
المخرج تامر إسحاق أعطى النص حقه، كما أعطى كل ممثل حقه، خصوصاً أيمن زيدان في مشاهده التي يركز فيها على تعابير وجهه، والتي تعكس رجولته والقساوة والخبث والإحتيال في آن.
نستمتع بالمشاهدة، ولا نتعب من "بيت أهلي"، أما ختام المسلسل فهي منطقية، لن نخبركم عنها، لأن العمل ما زال معروضاً على المنصات.
هنيئاً لفريق العمل الذي أمتعنا بمشاهدة المسلسل في عام 2024.