مابيل طوق، ممثلة لبنانية شاركت في مسلسل "ع أمل" بدور "هديل"، وبمسرحية "تحت رعاية زكور" للمخرج ريمون جبارة، التي أعاد إخراجها غبريال يمين.
إختارت مابيل طوق دراسة الإخراج، وشجعها ريمون جبارة على دراسة المسرح، كما أنها فازت بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم "Harmonica".

كيف تصفين دوركِ في مسلسل "ع أمل"، وما رأيكِ في القضية التي طرحها العمل؟

على الممثل أن يسلط الضوء على قضايا الظلم التي تطال المرأة، لاسيما جـرائم الشرف، وعلينا كممثلين أن نثبت للمشاهد، أننا نشعر بأوجاع المرأة، ونفهم قضاياها، وأنها ليست وحيدة. الأهم أن يصل إحساسي إلى المشاهد، ليتأكد أنني شعرت بألمه، الذي يعاني منه يومياً.

كيف حضّرت لشخصية الفتاة المحجبة "هديل"؟

"هديل" بعيدة كل البعد عن شخصية مابيل طوق من كل النواحي، سواء طريقة العيش أو المجتمع الذي تنتمي إليه، أما الحجاب، فهو غريب بالنسبة لي، لكنني شعرت خلال تجسيد الدور، أن الحجاب له "هيبة"، وحين أضعه على رأسي، أنا ملزمة بإحترامه. "هديل" تواجه الظلم والقمع، ولا تمتلك صوتاً، وفي معظم المشاهد تعبّر بعينيها. علمتني "هديل" الصبر والقوة، وعندما قالت في أحد المشاهد لوالدتها إنه لا يمكنها الإستمرار بحياتها، كلامها هذا أثر بي، وأعتقد أنه من الصعب جداً أن يطالب شخص بالعيش بكرامة، وكم من "هديل" توجد في المجتمع، وأتمنى أن يجدنَ أصواتهنَ وحريتهنَ، ويتمتعنَ بالشجاعة، كما أتمنى أن يكون دوري قد أعطى بارقة أمل، ولو بسيطة. أوجه تحية إلى الكاتبة نادين جابر، والمخرج رامي حنا والممثلين، وكل أفراد فريق العمل في مسلسل "ع أمل" على الإبداع الذي قدموه.

شاركتِ في مسرحية "تحت رعاية زكور" لتكريم الكاتب والمخرج ريمون جبارة، كيف جاءت مشاركتكِ في هذا العمل؟

أبدأ بالكلام عن غابي، أي المخرج غبريال يمين، كما إعتدنا أن نناديه، وأقول إنه كان بإمكانه أن يقدم مسرحية مع الممثلين جوليا قصار ورفعت طربيه وأنطوان الأشقر، من دون الإستعانة بتلامذته، لكنه قرر إشراكهم في العمل، وأنا محظوظة بمشاركتي في مسرحية "تحت رعاية زكور" للمخرج ريمون جبارة الذي شجعني على التمثيل.

كيف تعرفتِ على ريمون جبارة؟

بدأت طريقي بدراسة الإخراج، وكان الهدف التمثيل، وشاءت الظروف أن ألتقي في الجامعة بالمخرج والكاتب ريمون جبارة خلال تحضير الماجستير، وهو سألني: "ماذا تفعلين هنا؟"، وأجبته بأني أدرس الإخراج، فقال لي حرفياً: "لا يا بنت، روحي إعملي مسرح"، وتوجهت فوراً الى كلية الفنون في فرن الشباك، من دون إكمال الفصل الدراسي في جامعتي، ودرست المسرح، وكرّمت ريمون جبارة في مشروع التخرج، من خلال مسرحيته "من قطف زهرة الخريف" التي قدمتها، وشارك بالتمثيل فيها طارق يعقوب وجوزيف عازوري ومدتها ساعتين، ومن خلال هذا العمل، كنت فخورة وممتنة ومحظوظة بأن أشارك في مسرحية "تحت رعاية زكور"، من إخراج غابي، وكتابة ريمون جبارة، وهي أفضل ما حصل لي.


ماذا عن مسرحية "ع الله" التي جسدتِ فيها تسع شخصيات مختلفة؟

مسرحية "ع الله" كتبتها بمفردي، وساعدتني والدتي لأنها بارعة في الكتابة، وهي تحكي عن فتاة تكتب نصاً مسرحياً، وتتوجه فجأة إلى الله وتخاطبه، وتجسد شخصيات مختلفة، منها أم الشهيد، والأم التي تريد تأمين الأفضل لأولادها، ودور الراهبة، ودور سحر فارس التي إستشهدت في إنفجار مرفأ بيروت، ودور فتاة تخاطب جبران خليل جبران، وكل ذلك خلال 52 دقيقة، أتواجد خلالها على المسرح بمفردي.

​​
ما سر شغفكِ بالمسرح، ولماذا إخترتِ هذا الطريق؟

لا أجيد القيام بشيء آخر غير المسرح، ومنذ طفولتي نشأت وسط عائلة تقرأ القصص، وكنا نشاهد أفلاماً مع والدي، الذي يتابع بشكل دائم الأفلام القديمة، ووالدتي تكتب قصصاً، وأنا أرقص الباليه منذ أن كان عمري ثلاث سنوات، وكنت كلما شاهدت فيلماً، أقف أمام المرآة، وأحاول التمثيل، وأدعي أنني أفوز بجوائز.

وها قد فزتِ في إيطاليا بجائزة أفضل ممثلة عن دوركِ في فيلم Harmonica، أخبرينا أكثر عن هذا العمل.

الفيلم القصير Harmonica إخراج جاد دونا، شاركت فيه ضمن فعاليات مهرجان VIFF الدولي، وفزت بجائزة أفضل ممثلة، عن دور فتاة مصابة بمرض إنفصام الشخصية، وهو دور مركب ومن أصعب الأدوار التي جسدتها، وفاز الفيلم أيضاً بجوائز في عدة مهرجانات دولية.

​​​​​​​​​​​​​​هل لديكِ أعمال جديدة في المدى القريب؟

أشارك في مطلع شهر حزيران المقبل، بمسرحية في بشري، وأحاول قدر الإمكان أن أتابع نشاطي المسرحي في بلدتي، لاسيما بعد إحياء المسرح الذي كان مقفلاً طوال 25 عاماً.

​​​​