"فاصل من اللحظات اللذيذة" فعلا فصلنا هذا العمل عن الواقع وعيّشنا مواقف طريفة مضحكة بعيدة كل البعد عن الإبتذال والسطحية، أحيانا نشاهد أفلام يقال عنها كوميدية لكن أحداثها سخيفة نتذمر من رؤيتها، انما في هذا العمل كان الوضع مغايرا، فالحضور في صالة السينما ضحكوا على كل موقف طريف تضمنه، وكأننا أصبحنا معهم في عالم آخر مليء بالتشويق.


نبدأ من الممثلة المصرية هنا الزاهد التي بعفويتها وادائها وحضورها جعلتنا نصفّق لها، برعت مجددا وأضحكتنا في الشخصيتين التي قدمتهما، الأولى صاحبة الصوت المرتفع والشعبية، والثانية الإعلامية الحسناء اللطيفة والمثقفة الناجحة في مجالها، وحملت شخصيتها اسم "درية السيد أحمد".
ايضا الممثل هشام ماجد قدّم شخصية المهندس الفاشل بطريقة طريفة، وشخصية المهندس الناجح صاحب المزاج الجيد في العالم الثاني، عشنا معه مغامرات لذيذة ومميزة، وحملت شخصيته اسم "صالح أبو سعدة".
لفتنا ايضا الطفل جان رامز الذي نتوقع له مسقبلا زاهرا في مجال التمثيل، اذ قدّم شخصية "بودي" بشكل مميز، ورأينا كيف أدى تريند "أحمد محسن" وأضحكنا لشدّة عفويته، وكيف كان يحمل الجرس للتكلم في بعض المشاهد.
ولا ننسى ايضا الممثلين بيومي فؤاد بدور "زكريا"، ومحمد ثروت بدور "كمال كومبو" اللذين أعطيا الفيلم طابع طريف بما قدماه، وتحية ايضا لجهود المؤلفين شريف نجيب وجورج عزمي، وللمخرج أحمد الجندي.
من ناحية الأحداث كما ذكرنا سيطر عليها الجو الطريف المحبب والمشوّق، ولفتنا شكل المنزل الذي جمع العائلة في البداية، والذي خدم القصة بشكل رائع، اذ ان الديكورات غير متناسقة والماء ينزل من المأخذ الكهربائي بدل الحنفية، واذا ارادت العائلة الخروج من البيت فتخرج من النافذة بدل الباب، وهذا كله للدلالة على ان المهندس "صالح أبو سعدة" هو فاشل في مهنته.
لن نشرح أكثر عن الأحداث كي لا نحرقها للمشاهدين، وفي المقابل ايضا لفتنا مشهد قتال العائلتين مع بعضهما بعد معرفة الحقيقة، هو مشهد ليس سيئا لكن طويلاً أكثر من اللزوم، كان عليه ان يكون أكثر اختصارا، كما اننا توقعنا ان تكون النهاية أكثر قوة، لكن بالمجمل هو عمل ناجح ومميز ويُخرج الضحكة من أعماق قلوبنا.
كما لفتنا مشهد تجول "بدرية" في السوق ظنا منها انها اعلامية شهيرة، اذ تصادف احدهم ويستغرب من تصرفاتها فيقول لها هل تظنين نفسك ميريام فارس؟ وهذا ما يدل على ان نجمتنا محبوبة في مصر ايضا واعمالها تشهد ضجة عندهم.
في الختام نهنئ فريق العمل على "فاصل من اللحظات اللذيذة" ونتمنى لهم النجاح والتوفيق.