تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدار عام في حدوث فيضانات هائلة في دبي وبعض الدول الخليجية يوم أمس الثلاثاء، حيث تحولت الطرق إلى أنهار وغمرت المياه المتدفقة المنازل والشركات، وادت الى خسائر بشرية ومادية ثقيلة خاصة في سلطنة عمان التي أحصت وحدها مقتل 19 شخصا على الأقل، بينهم أطفال مدارس.

أظهر مقطع فيديو صادم مدرج مطار دبي الدولي، الذي توج مؤخرًا بثاني أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، تحت الماء بينما تحاول طائرة ضخمة الإبحار عبر مياه الفيضانات. بدت الطائرات الكبيرة أشبه بالقوارب التي تتحرك عبر المطار الذي غمرته المياه، حيث تناثرت المياه في أعقابها وامتدت الأمواج عبر المياه العميقة.

وإستمر تعطل عمليات المطار حتى يوم الأربعاء، حيث أغلقت الطرق المؤدية إليه بسبب الفيضانات وأبلغت العديد من شركات الطيران، بما في ذلك شركة طيران الإمارات، عن تأخير رحلاتها، وألغت شركة فلاي دبي للطيران الاقتصادي جميع رحلاتها حتى الساعة 10 صباحًا بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء.

كما نصح مطار دبي الدولي الناس "بعدم القدوم إلى المطار إلا في حالة الضرورة القصوى"، وقال إن "الرحلات الجوية ما زالت متأخرة وتحويلها".

وقالت شركة الطيران إن الركاب الذين كانوا في العبور بالفعل ستستمر في معالجة طلباتهم، لكنها حذرت من أن العملاء يمكن أن يتوقعوا تأخيرًا في رحلات المغادرة والوصول.

وقال أحد الركاب الذين تقطعت بهم السبل لشبكة CNN، إنه أمضى الليلة في المطار مع مئات آخرين بعد وصوله بالطائرة من هونج كونج في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لأنه لم تكن هناك خيارات نقل خارج الصالة.

وهطلت الأمطار بغزارة وبسرعة كبيرة لدرجة أن بعض سائقي السيارات اضطروا إلى ترك سياراتهم مع ارتفاع مياه الفيضانات وتحول الطرق إلى أنهار.

مثل بقية دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمتع دبي بمناخ حار وجاف.،على هذا النحو، فإن هطول الأمطار نادر، وفي العديد من المناطق هناك بنية تحتية محدودة مثل الصرف الصحي للتعامل مع الأحداث المتطرفة.

ستصبح أحداث هطول الأمطار الغزيرة مثل هذه أكثر تواتراً بسبب تغير المناخ الذي يحركه الإنسان، ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي، فإنه قادر على امتصاص المزيد من الرطوبة مثل المنشفة ثم يطلقها على شكل فيضانات أكثر شدة من الأمطار الغزيرة.