جوزيف ساسين، ممثل ومخرج وأستاذ جامعي، شارك بالتمثيل في عدة أعمال، نذكر منها مسلسل "براندو الشرق" ومسلسل "وأخيراً"، وفي السينما فيلم "الرب يراني" الذي يعرض حالياً في صالات السينما، وفي المسرح شارك مؤخراً في اللوحتين الأولى والثانية من مسرحية "زردشت صار كلباً"، للكاتب والمخرج ريمون جبارة، والتي أعاد إخراجها المخرج والممثل أنطوان الأشقر.


ما الذي إستوقفك في المسرحية كمشاهد؟

إستوقفني في المسرحية الرجل المثقف الذي أصبح كلباً، وكيف كانت الظروف ضده، ما إضطره إلى أن يقدم تنازلات هو وزوجته، كي يعيل عائلته، إلى هذا الحد كان النص قاسياً جداً، وما يميز ريمون جبارة، هو أنه يختبر المشاهد، إلى درجة أنه إذا ضحك يلوم نفسه، والهدف هو توعية الجمهور.

كيف تقيّم عملك بمسرح ريمون جبارة؟

كانت لي فرصة التعامل مع المخرج ريمون جبارة، في مسرحية "شربل"، التي عرضت عام 1996. وأثناء تحضير الماجستير في كلية الفنون، كنت أحد تلامذته. بعد مرور الزمن، وإنتقالي إلى التعليم، وبلوغ مرحلة النضج، تبدلت نظرتي إلى أعمال ريمون جبارة، فالظروف التي نعيشها، مشابهة للظروف التي رافقت أعماله. أما بالنسبة للمشاركة في مهرجان تكريمه في مسرح مونو ضمن "4 لريمون"، فأشعر أنني أساهم بإحياء ذكراه، وأهمية وجوده في المسرح اللبناني، وأتمنى أن تكتشفه الأجيال الجديدة.


هل تؤيد نهج ريمون جبارة؟

أنا أفضل الفكر الذي صنع اللوحتين الأولى والثانية من مسرحية "زردشت صار كلباً"، حيث كانت الرسائل غير مباشرة، أما اللوحة الثالثة، فقد حمّلت الجمهور مسؤولية كبيرة. حين عرضت المسرحية للمرة الأولى، كان المسرح اللبناني في العصر الذهبي، وكان من الممكن تقبلها، أما عرضها حالياً في هذه الظروف الصعبة، فكان قاسياً جداً على الجمهور.

بالإنتقال إلى فيلم "الرب يراني"، كيف حضّرت لشخصية الطوباوي الأخ أسطفان نعمة، التي جسدتها في العمل؟

علاقتي بالقديس أسطفان نعمة قديمة، وكنت أعرفه فقط من خلال الصورة، وكلما أزور دير كفيفان، حيث ضريح الطوباوي، يجذبني، وحين أنظر إلى صورته أشعر بالراحة. عندما عُرض عليّ الدور، قررت أن أتعرف على الطوباوي، من خلال الأرض التي عمل فيها، فزرت ضيعتي عبرين، وبدأت بناء الشخصية، إنطلاقاً من رائحة الخشب، والعمل في الأرض، وبعدها تعرفت على الحياة الرهبانية، وكيفية العيش في الدير، وتواصلت مع الرهبان، وبحثت عن شخصية القديس كإنسان.

هل إنعكس هذا الدور على حياتك الروحية؟

بالطبع، كل دور أشارك فيه يترك أثراً ما، والتعمق بمسيرة القديس وبالعائلة المحيطة به وإكتشاف دعوته، كلها عناصر تدعوني إلى العودة إلى الطبيعة والجذور الإنسانية، والإختلاء بالذات، والتخلي عن القشور، وكانت لي الفرصة بأن أختبر ما إختبره الطوباوي. في مسرحية "زردشت صار كلباً"، جسدت دور كاهن، وأحببت هذه النقلة، وأدركت أن الإنسان يمكنه أن يكون قديساً، والأخ إسطفان لم يكن كاهناً بل راهباً، وإختار البقاء في الظل.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

أحضّر مسرحية جديدة من إخراجي، والى جانب التعليم، أشارك في فيلم فرنسي إسمه Le Quatrième Mur سيعرض قريباً، وأشارك أيضاً في فيلم فرنسي قصير.

رامي عطالله

ممثل لبناني تخرج من كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، أعطى دروساً بالتمثيل في المدارس، ولديه أكاديمية خاصة به هي Recreation Academy. تولى إخراج ست مسرحيات ضمن الأكاديمية، وشارك في مسلسلات وأفلام سينمائية، ودرّب الممثلين في الفيلم الوثائقي "مسيرتي" عن الفنان جورج وسوف.

كيف تلقيت خبر مشاركتك في مسرحية للمخرج ريمون جبارة؟

كان الأمر مفاجأة بالنسبة لي، لأنني لا أعرف الكاتب والمخرج ريمون جبارة على الصعيد الشخصي، ولم تسنح لي الفرصة بأن أشاهد أعماله، لكنني تعرفت على نصوصه في الجامعة اللبنانية أثناء الدراسة، وفرحت كثيراً بمشاركتي بمسرحيته "زردشت صار كلباً"، التي كتبت في السبعينيات وعرضت في التسعينيات، والتي أعاد إخراجها المخرج أنطوان الأشقر، من دون أي تغيير بالنص، وأنا سعيد لأنني جسدت دوراً في هذه المسرحية، لأن ريمون جبارة مخرج وكاتب شهير.

كيف حضّرت الشخصيات؟

"زردشت صار كلباً" عمل صعب، لأني أجسد في المسرحية أربع شخصيات، شخصية صاحب المعمل وشخصية الطبيب البيطري وشخصية صديق العائلة، وشخصية الممثل الذي يلعب على المسرح، لأن هناك مسرحاً داخل المسرح. النقلة من شخصية إلى أخرى، فلا تحدث من مشهد إلى آخر، بل خلال المشهد الواحد، وأحياناً ثلاث شخصيات تتبدل خلال دقيقة واحدة، وكل جملة تقال بشخصية محددة، وهنا تكمن الصعوبة. حاولت بناء الشخصيات كي تكون كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى، من خلال الصوت وحركة الجسد، فصاحب المعمل ميليشيوي متسلط مثل الذين تسلموا السلطة خلال الحرب، وسلطته يستمدها من فساده. أما شخصية الطبيب البيطري، فحاولت أن أفصلها عن باقي الشخصيات، وجسدتها من ناحية اللكنة، فهو مثقف ومختلف عن الإنسان العادي. ما يميز ريمون جبارة هو سلاسة النص وأبعاده المؤذية لأنه كوميديا سوداء بإمتياز.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

أحضّر لعمل مسرحي جديد، كما أنني بصدد تحضير مسرحية مع تلامذتي المتخرجين من الأكاديمية، وهي تقام سنوياً في أوائل شهر حزيران، وأتولى كتابتها وإخراجها، إلى جانب عملي التعليمي في صفوف الأكاديمية، كما أشارك قريباً في فيلم سينمائي.