في الجزء الثاني من اللقاء الذي أجريناه مع الممثلة اللبنانية آن ماري سلامة، تحدثت عن عملها كعضو مجلس نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، وعن تعاملها مع الممثلين السوريين رشيد عساف وسلوم حداد، وكذلك كشفت عن أمر يخص الأعمال المسرحية في لبنان، وتطرقت إلى العديد من الأمور التي نوردها لكم في الحوار التالي:

كممثلة أكاديمية قدمتِ العديد من ورشات العمل بينها "التعبير الجثماني" و"التعبير الوجداني" و"حركة الجسد على المسرح"، هل تعتبرين أن دراسة التمثيل في الجامعة لها دور في نجومية الشخص على الساحة التمثيلية اليوم؟

هذه الفكرة كانت سائدة لدي قبلاً، ولكن في أحد الأيام التقيت بنجمٍ إستعمل معي أسلوبا هزلياً عندما سمعني أقول في إحدى المقابلات إن الأولوية لخرّجي المعاهد والجامعات، في بادئ الأمر شعرت بالصدمة من ردة فعله وتعليقه، فراجعت حساباتي. أما الآن فأقول لك كلا، ليس لأنني تغيرت وأصبحت ديبلوماسية ولكن لأنه وللأسف مفهوم النجومية أمسى يتطلب معاييراً مبهمة، وبإمكان أي كان أن يصبح نجماً بين ليلة وضحاها، ومن أين لك هذا؟ البعض يستحق نعم، "ع عيني وراسي"، والبعض الآخر فليسمح لي لم يقدم لنا أية مادة دسمة و"مش مارق من حد الشغلة" أي لا يعرف أصول العمل، فالنجمة ممكن أن تنطفئ بلمح البصر مثلما اشتعلت ووجت. والذي يجهله الكثير من الناس أنه من واجب الممثل أن يثقف نفسه كثيراً، ويتمتع بخبرات متنوعة ليصبح ناضجاً ومستعداً لمفاجآت التصوير والأداء المسرحي.
ومما لا ريب فيه أن الممثل الذي طور نفسه وشارك في ورشات عمل، وعمِل على تفاصيل الشخصية المقترحة، من "البابوج للطربوش"، حيث الصوت ولغة الجسد والحالة النفسية والحالة الاجتماعية الخ، يصبح لديه عين المخرج، ورؤية المؤلف، ومع عدة الممثل الكاملة فمن الطبيعي أن يتميز بأدائه، فما من أحد يمكنه أن يخبئ الشمس بأصبعه.

في إطار عملك كعضو مجلس نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، ما هي الأفكار الجديدة والتي تحمل نبضاً جديداً من التي حاولتِ طرحها في إطار عملك؟

نظراً إلى أن مجلس النقابة الحالي أصبح مخضرماً، إذ إنه مؤلف من الفئات العمرية المختلفة والخبرات المتنوعة، فلقد أضفى الجو العام روحاً جديداً في سمعة النقابة الحالية وإنجازاتها، وكل منا يقدم الأفضل كلما أتيحت له الفرصة والوقت. أما على الصعيد الشخصي، أولاً لم أكن أول شخص يضمن صالة سينمائية لكي يدعم جمعية ما أو مشروعاً ما، لكن اندفاعي إلى تحسين وضع النقابة وتشجيع الانتاج السينمائي اللبناني، حفزاني على أخذ الخطوة، ثانياً فلقد أحببت تطوير فكرة مسرح الشارع وبلورتها لتصبح حفلاً فنياً ثقافياً ومتنوعاً يجمع أنواع المسرح كلها من دون استثناء، والملفت أن الخمسين منتسباً شاركوا جميعاً من دون استثناء والتزموا بتطوعهم احتراما لشخصهم ودعمهم للمشروع، "شي بيكبر القلب فعلا". هذا التحدي الكبير على المستوى الشخصي والجماعي، كان جريئاً جداً، وقد زاد من ثقتي بنفسي، وعرفني على نوع جديد من الخلق والإبداع.
إن المصداقية والأخلاق والإحترام عناصر أساسية في شخصية كل فنان، أقبل أي شيء آخر، فأشكرهم فرداً فرداً على مساعدتي لتنفيذ مشروعي.
ونظراً إلى أهمية التواصل الإجتماعي قررت خلق صفحة بإسم النقابة حيث أضع فيها كل المنتسبين من الممثلين، المخرجين والكتاب ومدراء إنتاج إلخ.. وأسلط الضوء على مهاراتهم غير المعلن عنها لكي تعرف الناس عنهم أكثر، ومن سيتابع الصفحة تتضح الصورة أمامه، وسنخلق قريباً قناة على يوتيوب بإسم نقابتنا نضع فيها Reels أو مشاهد ممنتجة لكل من يرغب في دعم ملفه الفني، من هنا نخفف من التذمر من فكرة "ما في ممثلين" وتصبح الصفحة Casting Agency (وكالة كاستينغ)، كما أن هناك أموراً أخرى، ستطرح في الجمعية العمومية قريباً.

شاركتِ في مسيرتك في العديد من المسرحيات، بينها "سوزان وإم طعان" ، ويشهد المسرح اليوم نشاطاً في لبنان سواء من خلال مسرحيات تعرض في مونو وأخرى في مسرح دوار الشمس وأخرى في جورج الخامس وغيرها، لماذا لا نراك في أعمال مسرحية اليوم؟

اولاً دعيني أعبر عن فرحي في عودة المسرح بقوة على الساحة، فلذة العمل المسرحي ومشاهدته لهما طعم خاص، مبروك للمسرح اللبناني، ومبروك لكل الزملاء، "يعطيهم ألف عافية"، أتمنى أن تظل المقاعد ممتلئة، وهذا الأمر فعلاً مشجع ويحفذ على المشاركة، لا أخفي عنكي أبداً ان هناك فكرة تتحضر وأتمنى أن لا يتأجل الامر بسبب ارتباطات التصوير.

ما هو الأثر الذي تركه في داخلك العمل مع نجمين كبيرين سوريين هما سلوم حداد ورشيد عساف؟

لقد ذكرتِ أستاذين في التمثيل من ألمع النجوم السوريين الذين يتمتعون بشهرة واسعة وجمهور غفير، البعض حسدني على لعب دور البطولة معهما والبعض الآخر كان ينتظرني على غلطة، وأنا أقول إنه كان لي شرف التعامل معهما، لقد زدت على خبراتي خبرتين مميزتين واكتسبت شهادة تهنئة منهما ومن الجمهور، فأشكر ربي على هذه الفرصة المليئة بالتحدي، والأصداء الإيجابية، واسمحي لي أن أقول لك أنهما نصحاني تعلم اللهجة السورية والعمل في سوريا لأنه هنالك "شح" في الممثلات من جيلي.

هل يزعجك التطرق إلى موضوع الإغتصاب الذي تعرضت له منذ سنوات عديدة في كل لقاء تقومين به؟

إن مجتمعنا الشرقي يسلط دوماً الضوء على المواضيع التي تتخللها الصدمات، فيتعاطفون مع الفنان في بادئ الأمر، ثم يعرضونه للتنمر والإشاعات لاحقاً.
وبما أنني أحترم حرية الآخر، أطلب منه في المقابل أن يحترم حريتي، لقد حان الوقت لكي تخفف الناس من فضولها حيال حياة الناس الخاصة وخصوصاً حياة الفنان، عليهم أن يركزوا على أعماله وما يقدمه من فن فقط لا غير.
حين أعلنت عن الأمر كان الهدف ايصال رسالة لجميع الفتيات والنساء تحت شعار "لا تصمتِ" فقط لا غير، ولقد مر زمن على عصر الجاهلية وأصبحت المرأة تستطيع أن تقول كلا وتدافع عن حقها، يكفينا جهل وعقد وقمع من جراء الفكرة الذكورية ومعالم عالم الشرق.